سيطرت الميلشيات المتشددة على الرمادي مركز محافظة الأنبار، أخيراً، واجتاحت مدينة تدمر التاريخية، وانتقلت إلى مسقط الرئيس السابق معمر القذافي في ليبيا، وتواجه الولايات المتحدة اليوم لغزاً حيال كيفية معالجة أوجه تقدم تنظيم داعش. وأشار الكاتب ياروسلاف تروفيموف، في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال، إلى أن الولايات المتحدة لديها ثلاثة خيارات تتعلق بمواجهة داعش، هي مواصلة نهجها الحالي، أو تصعيد القتال أو الاستسلام والتراجع، ولا تبدو الجاذبية ظاهرة على أي من هذه الخيارات. وقال أنتوني كوردسمان، المسؤول الأميركي السابق في وزارة الدفاع، الذي يعمل الآن في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: لأكون صريحاً، ليس لدينا كثير من الخيارات، ولا يريد الرئيس الأميركي باراك أوباما إشراك القوات البرية في المعركة، ولكن دعم الميلشيات الشيعية، التي تعتبر أقوى القوى المقاتلة في العراق، والمدعومة من قبل إيران، يأتي مع مجموعته الخاصة من المشكلات. دروس الماضي وقاتلت الميلشيات الشيعية، مثل قوات بدر، الجيش الأميركي في العراق خلال فترة الاحتلال، ويقول الخبراء، إن السماح لها بقتال تنظيم داعش في المناطق السنية، مثل الرمادي، سيفاقم التوترات الطائفية هناك. ومن ناحية ثانية، لا يمكن للولايات المتحدة، السماح للجيش العراقي قتال الحكومة العراقية التي يسيطر عليها الشيعة بمفرده، والتي ترددت في تعزيز قدرات السنة خوفاً من انقلابها على الحكومة، لا سيما أن القوات التي هربت من الرمادي عندما شن تنظيم داعش هجوماً كبيراً على المدينة، استخدمت عشرات السيارات المفخخة لاختراق صفوف الجيش الرسمي. واتبعت الولايات المتحدة الأميركية حتى الآن، استراتيجية وسطية، مركزة على استخدام الضربات الجوية للقضاء على أهداف داعش، إلا أن ذلك أثبت عدم كفايته، وقال كوردسمان: الرؤية الحالية للتدريب ليست كافية، فهي ببساطة غير مجدية، فنحن لسنا جزءاً لا يتجزأ من العناصر القيادية، وليست لدينا عناصر يمكنها توفير مشورة مباشرة للقتال، ولا يمكنها تحديد النقص في التعزيزات واللوازم العسكرية، وللقيام بذلك، عليها أن تكون جاهزة لتكبد خسائر بشرية، وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، التقى مستشاري الأمن الوطني لمناقشة الاستراتيجية الواجب اتباعها بعد سقوط مدينة الرمادي. وقال الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس في قوات البحرية الأميركية، إن من غير المحتمل أن يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الخوض بعمق أكبر في الصراع في العراق، بالنظر إلى أنه انتخب على أساس إخراج قوات بلاده منها. استراتيجية التمكين إلا أن رفض التصعيد في العراق، قد يعني التنازل لصالح الطرف الإيراني، وفي هذا السياق، قال ستافريديس: لن يكون باستطاعتنا إنجاز أي شيء ونحن متمركزون في قواعدنا، ويشير خبراء آخرون، إلى أن تعزيز الأطراف السنية لتمكينها من الدفاع عن مدنها وقراها، هي أفضل استراتيجية متبعة، إلا أن من غير الممكن حدوث هذا الأمر من دون دعم الحكومة. ويبدو أن الولايات المتحدة تتجه حالياً نحو دعم الميلشيات الشيعية، لحملها على تقلد زمام الأمور في المعركة، وقال متحدث باسم البنتاغون، أخيراً، إن للميلشيات دوراً في هذه الحرب، وطالما أنها تتبع الحكومة المركزية في العراق، فستشارك في قتال تنظيم داعش، والمشكلة في هذا التوجه، أن إيران تسيطر على كثير من الميلشيات الشيعية. وأولت قوات المشاة البحرية الأميركية، تجهيز نشر قواتها العسكرية، أهمية خاصة، إلا أن عليها، بحسب محللين، إعادة دراسة خطتها، لأن في ذلك مخاطرة عالية، وقال الجنرال جوزيف دنفورد: الاستجابة للأزمات تتعارض مع الاستعداد المُتدرج، وأضاف أن جهوزية القوات التي لم يتم نشرها، أصبحت قضية بحد ذاتها، خاصة بالنسبة لمكونات قوات مشاة البحرية، مشيراً إلى أنه دائماً سيكون هناك تباين في نتائج جهوزية نشر قوات المشاة من عدمه. مقارنات قال الجنرال في البحرية الأميركية جوزيف دنفورد، بخصوص تعزيز قدرات قوات البحرية الأميركية، إن: قوات المشاة التابعة للبحرية الأميركية تركز على القادة المدربين، لأن الوضع الحالي لا يتماشى والمتطلبات على الأرض في العراق. وذكرت مجلة جينز دفنس ويكلي أن وضع قوات المشاة البحرية الحالي لا يعتبر متوازناً، ومن المتوقع أنها ستعدل وضع ميزانيتها، حتى تتمكن من تزويد قوات البحرية غير المستخدمة بدورات تدريبية.
مشاركة :