أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع صحيفة إيطالية أمس، أن روسيا لا تشكل تهديداً للغرب، موضحاً أنه يؤيد تطبيق اتفاقات السلام الخاصة بأوكرانيا بعد تصاعد أعمال العنف في شرق هذا البلد مع سقوط قتيل وجرحى باشتباكات وقصف. وصرح بوتين لصحيفة ال كورييريه ديلا سيرا: أود أن أقول إنه لا داعي للخوف من روسيا، مستبعداً نزاعاً كبيراً بين روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. وقال بوتين إن العالم تغير لدرجة أن الأشخاص العقلانيين لا يمكنهم اليوم تصور نزاع عسكري كبير واسع النطاق. وأضاف الرئيس الروسي وفقاً للحديث المترجم الذي نشره الكرملين: يمكنني أن أؤكد لكم أن علينا الاهتمام بأمور أخرى. وأردف بوتين عشية زيارته لإيطاليا: فقط شخص مريض - وخلال نومه - يمكنه أن يتصور أن تهاجم روسيا فجأة حلف شمال الأطلسي، مضيفاً أن موسكو لا ترغب سوى في الدفاع عن نفسها من التهديدات الخارجية. وتابع أن نفقات الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي تفوق بعشر مرات نفقات روسيا، موضحاً أن الموازنة العسكرية الأميركية هي العليا في العالم. وبشأن الأزمة في أوكرانيا اتهم بوتين سلطات كييف بعدم تطبيق اتفاقات السلام الموقعة في مينسك في فبراير برعاية الاتحاد الأوروبي وعدم فتح حوار مع المتمردين. وقال بوتين: نرغب في أن تطبق هذه الاتفاقات، مضيفاً أن على كييف ضمان الحكم الذاتي في الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون وتطبيق قانون حول الانتخابات البلدية وآخر حول العفو. وأضاف: قال زعماء الجمهوريات المعلنة من جانب واحد (في شرق أوكرانيا) علناً إنهم مستعدون بشروط - أي تطبيق اتفاقات مينسك - درس احتمال كونهم جزءاً من أوكرانيا. وتابع: أعتقد أنه يجب اعتبار هذا الموقف شرطاً مسبقاً جدياً وجيداً لإطلاق مفاوضات جدية، داعياً الأوروبيين إلى تقديم مساعدة مالية أكبر لكييف. على الأرض، قال الناطق باسم الجيش الأوكراني أندريه ليسينكو في مؤتمر صحفي أمس، إن جندياً أوكرانياً قتل وأصيب عشرة آخرون نتيجة القتال في أراض يسيطر عليها الانفصاليون بشرق أوكرانيا خلال الساعات الـ24 المنصرمة. وأعلن الجيش الأوكراني أن المتمردين المؤيدين لروسيا أطلقوا قذائف مدفعية بشكل متكرر على مواقع للحكومة وإن المناطق شمال غربي دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون كانت الأكثر تضرراً. من جهتهم، قال الانفصاليون إن القوات الأوكرانية قصفت دونيتسك بالمدفعية. ونقلت وكالة دان للأنباء التابعة للانفصاليين عن إدارة المدينة التي يسيطر عليها المتمردون القول: أمكن سماع صوت إطلاق نار من أسلحة ثقيلة في كل الأحياء تقريباً. اتهام قال مراقب كبير في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أول من أمس، إن الوضع الأمني في شرق أوكرانيا تدهور في الأيام الأخيرة واتهم الجانبين الجيش الأوكراني والانفصاليين بتعريض المدنيين للخطر بنشر القوات العسكرية قرب المناطق المدنية.
مشاركة :