في ما يبدو ردا انتقاميا لمقتل عشرات الجنود الأتراك في قصف جوي في سوريا، انهال عناصر من القوات التركية بالضرب المبرح على أسرى من قوات النظام في مدينة إدلب، وذلك بحسب ما أظهرت مقاطع فيديو نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان الاثنين. وفي غرفة يبدو فيها عشرات من الجنود الأتراك وقد انهالوا بالضرب على أشخاص، قال المرصد إنهم سوريون تم أسرهم خلال المعارك الأخيرة بين تركيا والنظام السوري في شرق إدلب وجبل الزاوية. ويظهر جندي وقد أقدم بقوة على ضرب الجندي السوري على رأسه بأخمص سلاحه، ثم بدأ آخرون في التوافد للمشاركة في الضرب بالأيدي والأرجل، بشكل عنيف. وقال المرصد إنه حصل على عدة فيديوهات، يظهر في أحدها أسير من "الطائفة الشيعية" من قوات النظام وهو معصوب العينين ومكبل اليدين داخل سيارة تقله إلى مكان ما، يرافقه اثنان من مقاتلي الفصائل وينهالون ضربا عليه متوعدين إياه بالمزيد. في المقابل، ذكر المرصد أنه رصد بالفيديو خلال فبراير الماضي انتهاكات قوات النظام المتواصلة ضمن المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخرا في ريف إدلب، حيث تضمنت تحطيم قبور ونبشها. وبدأت تركيا الأحد عملية عسكرية واسعة النطاق في سوريا ضد نظام دمشق الذي أعلن أن انقرة اسقطت له طائرتين حربيتين، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 19 جنديا سوريا بقصف تركي. وبدأت العملية التركية عقب مقتل 33 جنديا تركيا في غارات جوية نسبت إلى النظام السوري، في أشد خسارة تتعرض لها أنقرة منذ دخولها العسكري المباشر إلى الميدان السوري في 2016. وقتل نحو 90 جنديا سوريا ومقاتلون يتبعون جماعات موالية لدمشق في الضربات التي شنتها أنقرة يومي الجمعة والسبت، بحسب المرصد. وتشن قوات النظام السوري بدعم روسي منذ ديسمبر هجوما واسعا ضد مناطق تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) وفصائل معارضة أخرى وتنتشر فيها قوات تركية في محافظة إدلب وجوارها. ومنذ بدء هجوم النظام في ديسمبر، نزح ما يقرب من مليون شخص ضمن موجة غير مسبوقة خلال مدة زمنية قصيرة، وذلك منذ بدء النزاع السوري عام 2011 والذي أسفر عن مقتل نحو 380 ألف شخص.
مشاركة :