القاهرة أول مارس 2020 (شينخوا) عبرت مصر اليوم (الأحد)، عن استيائها البالغ إزاء موقف أثيوبيا من جولة المفاوضات الخاصة بسد النهضة، التي استضافتها واشنطن يومي الخميس والجمعة الماضيين، واتهمت أديس أبابا بتعمد إعاقة مسار المفاوضات. وذكرت وزارتا الخارجية والموارد المائية والري المصريتين، في بيان أنهما "تعربان عن بالغ الاستياء والرفض للبيان الصادر عن وزارتي الخارجية والمياه الإثيوبيتين بشأن جولة المفاوضات حول سد النهضة التي عقدت في واشنطن يومي 27 و 28 فبراير 2020، والتي تغيبت عنها إثيوبيا عمداً لإعاقة مسار المفاوضات". وكانت واشنطن قد دعت مصر وأثيوبيا والسودان إلى اجتماع يومي الخميس والجمعة الماضيين، لتوقيع اتفاق سد النهضة، بعد أن أرسلت مسودة الاتفاق قبلها بأيام للدول الثلاث، غير أن أثيوبيا تغيبت عن الاجتماع بسبب "الاحتياج إلى مزيد من الوقت للتشاور حول هذه العملية". لكن مصر وقعت بالأحرف الأولى على الاتفاق، الذي أعدته الولايات المتحدة والبنك الدولي، في ختام هذه الجولة من المفاوضات. وعقب التوقيع، اعتبرت واشنطن أن الاتفاق "يعالج جميع القضايا بطريقة متوازنة ومنصفة"، بينما عبرت أثيوبيا في بيان عن "خيبة الأمل" وقالت إن "النص" الذي وقعته القاهرة "ليس نتيجة المفاوضات أو المناقشات الفنية والقانونية للدول الثلاث". وأوضح البيان المصري، أنه "من المستغرب أن يتحدث البيان الإثيوبي عن الحاجة لمزيد من الوقت لتناول هذا الأمر الحيوي بعد ما يزيد عن خمس سنوات من الانخراط الكامل فى مفاوضات مكثفة، تناولت كافة أبعاد وتفاصيل هذه القضية". وأكدت مصر أن "البيان الإثيوبي اشتمل على العديد من المغالطات وتشويه الحقائق، بل والتنصل الواضح من التزامات إثيوبيا بموجب قواعد القانون الدولي، وبالأخص أحكام اتفاق إعلان المبادئ لعام 2015". وشددت وزارتا الخارجية والموارد المائية والري المصريتين، على "رفضهما التام لما ورد في البيان الإثيوبي من إشارة إلى اعتزام إثيوبيا المضي في ملء خزان سد النهضة بالتوازي مع الأعمال الانشائية للسد، وليس ارتباطا بالتوصل إلى اتفاق يراعي مصالح دول المصب.. وهو ما ينطوي على مخالفة صريحة للقانون والأعراف الدولية وكذلك لاتفاق إعلان المبادئ الذي نص على ضرورة الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد قبل البدء فى الملء". وأشار البيان المصري، إلى أن "الاتفاق العادل والمتوازن الذى بلورته الولايات المتحدة والبنك الدولي قد جاء بمشاركة كاملة من قبل إثيوبيا، وتضمن مواد وأحكام أبدت اتفاقها معها". وتابع أن هذا الاتفاق "يمثل حل وسط عادل ومتوازن تم استخلاصه من واقع جولات المفاوضات المكثفة بين مصر والسودان وإثيوبيا على مدار الأشهر الأربعة الماضية". ولفتت إلى أن هذا الاتفاق "يحقق مصالح الدول الثلاث ويمثل الحل للقضايا العالقة إذا خلصت النوايا تجاه تحقيق مصالح الجميع وصدقت الوعود الإثيوبية المتكررة بعدم الإضرار بالمصالح المصرية". وتبني أديس أبابا، سد النهضة على مجرى النيل الأزرق منذ أكثر من خمسة أعوام، وسيكون أكبر سد للطاقة الكهرومائية في أفريقيا. وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب. ويعد نهر النيل المصدر الرئيسي للمياه في مصر، التي تعاني من "الفقر المائي"، حيث يبلغ نصيب الفرد فيها أقل من 550 مترا مكعبا سنويا.
مشاركة :