قال وزير البترول السعودي، علي النعيمي، إن منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك اتفقت على الإبقاء على مستوى الإنتاج نفسه (30 مليون برميل يومياً)، بعد انتهاء المنظمة من اجتماعها الدورى، يوم الجمعة الماضى. وأشار النعيمي إلى أن الأسعار ما دامت باقية على ما هي عليه فإن الإنتاج من الأماكن الهامشية سيقل. وبحسب الأرقام الصادرة عن بيكر هيوز فإن عدد منصات وأبراج الحفر في الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت في انخفاض، وقد انخفضت من 1531 خلال العام الماضي إلى 683 في الأسبوع المنتهي في الأول من مايو 2015، لتسجل أقل أعداد لمنصات الحفر منذ فترة طويلة. وهذا يدل على تضاؤل أعمال الحفر والتنقيب والإنتاج خاصة للزيوت غير التقليدية، والتي أحد أهم عيوبها ارتفاع كلفة الإنتاج مما شجع المستثمرين على البحث على فرص أفضل. ولقد توقعت بعض المؤسسات الاستشارية أن يؤدي انخفاض اعداد منصات الحفر إلى خفض الإنتاج من الحقول الصخرية. قد لا نرى خفضا حقيقيا لإنتاج النفط الصخري الأمريكي قبل نهاية العام الحالي. وكانت الولايات المتحدة قد رفعت إنتاجها من 5.6 مليون برميل باليوم في عام 2011م إلى حوالي 7.5 مليون برميل باليوم في عام 2013م. ثم عاودت ورفعت في عام 2014م الإنتاج بحوالي 1.2 مليون برميل باليوم، وهو رقم قياسي ليصل اجمالي الإنتاج الأمريكي من الخام إلى 8.7 مليون برميل باليوم. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يصل الإنتاج في هذا العام إلى 9.2 مليون برميل باليوم، وهذا يشير إلى بطء النمو بالإنتاج؛ بسبب أسعار النفط المتوسطة، وانخفاض اعداد منصات الحفر. وتنتج أوبك حالياً حوالي 31 مليون برميل بتكاليف إنتاج منخفضة، قد لا تتعدى 20 دولارا للبرميل، بينما ينتج حوالي 4 ملايين برميل صخري بالولايات المتحدة بتكاليف إنتاج تتراوح بين 40-60 دولارا للبرميل، حسب الموقع والولايات والبنية التحتية. ولقد مددت أوبك العمل بسقف الإنتاج الحالي مجددة دعمها لسياستها السابقة والتي أعلنت عنها في اجتماعها الدوري في نوفمبر الماضي. وكانت المملكة وهي أكبر بلد مصدر للخام في العالم قد قالت آنذاك إنها لن تخفض الإنتاج لإبقاء الأسعار مرتفعة. ولقد انتعشت أسعار النفط بأكثر من الثلث بعد أن سجلت أدنى مستوى في ست سنوات عندما بلغت 45 دولارا للبرميل في يناير المنصرم. ولذلك يبدو أن دول أوبك لم يروا مبررا لتعديل إستراتيجية ساهمت بانعاش الأسعار. ولقد ارتفعت أسعار النفط نحو دولار للبرميل بعد قرار أوبك بابقاء سقف الإنتاج معوضة بعض الخسائر التي منيت بها هذا الأسبوع. ولقد حقق سعر النفط أول مكسب له في ثلاثة أيام وارتفع اثنين بالمئة في آخر جلسة تداول بنيويورك، رغم المخاوف من تفاقم تخمة المعروض نتيجة قرار منظمة أوبك إبقاء سقف الإنتاج دون تغيير. وفشل صعود الدولار في وقف ارتفاع العقود الآجلة لبرنت والخام الأمريكي في أواخر التعاملات، رغم أنه حد من مكاسبها في تعاملات متقلبة في وقت سابق. وعادة ما يؤدي ارتفاع الدولار لهبوط أسعار السلع الأولية. وفي الختام، لا شك في أن الاجتماع الدورى القادم في الرابع من ديسمبر، سيكون بمنتهى الأهمية. تريد إيران افساح المجال لها بالضغط على المنظمة للحصول على تأكيدات من الأعضاء الآخرين بخفض إنتاجهم؛ حتى تزيد طهران إنتاجها بحوالي مليون برميل يوميا فور تخفيف العقوبات الغربية. غير أن معظم المندوبين لم يروا مبررا يدفع طهران لمناقشة هذا الأمر قبل أوانه، وقد لا يحدث ذلك قبل 2016، وفقا لمحللين كثيرين يشككون في قدرة طهران على القدرة برفع سريع للعقوبات يسمح لها بتصدير مزيد من الخام. وقال النعيمي معلقاً على ذلك: «هل سبق أن قلنا لإيران ماذا تنتج؟» وقال: «الإنتاج حق سيادي.. يمكنهم القيام بما يريدون».
مشاركة :