قرَّرت الحكومة البريطانية في أواخر العام (٢٠١٤ م) سحب الجنسية من عائلة بريطانية كاملة مكونة من أب وثلاثة من أبنائه من أصول آسيوية بسبب انتمائهم إلى تنظيم (داعش) الفارسي الإرهابي ، وفي الشهر الماضي صوت البرلمان الهولندي بأغلبية ساحقةٍ على سحب الجنسية من كل هولندي يثبت انضمامه للتنظيمات الإرهابية، وتكاد عقوبات سحب الجنسية أن تمثل موقفاً سيادياً تتخذه أغلب دول العالم بحق أي من مواطنيها الذين ينتمون لتنظيمات إرهابية حتى تلك التي تقع خارج حدود الدولة، بمعنى أنهم لم يمثلوا بعد خطراً مباشراً على بلدانهم ، وأمام كل تلك الإجراءات لم تعبر الأمم المتحدة عن قلقها ولا واشنطن عن استيائها ولا المنظمات الحقوقية عن رفضها، فما الذي جعل كل تلك الأصوات تتعالى فقط حين قامت مملكة البحرين باتخاذ إجراء سيادي قانوني مماثل وسحبت جنسية خائنٍ شيعي ثبت انتماؤه لتنظيم داعش الإرهابي ؟ ولأن المنطقة العربية تشهد مزيدا من الأخطار بفعل تنامي الطائفية الفارسية والإرهاب فقد لجأت بعض دول المنطقة إلى هذا الإجراء في كثير من القضايا، كان آخرها قرار حكومة مملكة البحرين سحب الجنسية عن عيسى قاسم الشيعي الإرهابي الداعشي الخائن والعميل الفارسي والمحرض على العنف في بلاده والموالي للميليشيات الإرهابية الفارسية الإيرانية التي تعمل على استهداف دول الخليج العربي . وكانت مملكة البحرين وما زالت وستبقى الباب الخليجي القوي والصامد في وجه الأطماع والتحديات الفارسية الإيرانية التي تستهدف منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط ، مملكة البحرين الصغيرة بحجمها والكبيرة بقدرها ومكانتها وتاريخها وحضارتها ودورها المحوري في الخليج العربي أمناً وثقافةً وتنوعاً ، لكن الذين لا يروْن سوى الحجم تغيب عن عيونهم تلك المقومات الكبرى لهذه المملكة العربية البحرينية الأصيلة فيحاولون جعلها بوابة لتمرير مخططاتهم وإرهابهم وأطماعهم إلى دول الخليج العربي والشرق الأوسط ، وقد أدركت مملكة البحرين ذلك مبكراً فعملت على حماية وبناء وتقوية جبهتها الداخلية أولا ثم انطلقت مع شقيقاتها من دول الخليج العربي في رحلة مواجهة واعية بدأت مبكراً وستستمر بإذنِ الله ، وقد كشفت مملكة البحرين - الجزيرة التاريخية الحضارية التي لخصت في السنوات الخمس الماضية أبرز ما يراد بالمنطقة - مثالب ما يُسمى الربيع العربي . وكشفت مملكة البحرين للمنطقة وللعالم كيف أن الفوضى وضرب الاستقرار كانت أبرز ملامح الربيع العربي، ومثلما تولت دول كبرى تأجيج الصراع والفوضى في بلدان مثل مصر وتونس وغيرها، تم إسناد ذلك المخطط الإستعماري التوسعي والدسيسة الإرهابية القذرة لبلاد فارس (إيران) ذات السجل التاريخي الحالك السواد في الإرهاب والخيانة والغدر والتدخلات في شؤون دول المنطقة العربية، وبين عشية وضحاها تحولت تلك الحفنة من الفرس المجوس إلى حقوقيين ومناضلين وثوار وباحثين عن الحرية متسترين بالتشيع الكاذب ! والآن وبعد كل تلك السنوات منذ العام (٢٠١١م) إلى الآن يتضح للمنطقة حجم التحدي الكبير الذي واجهته مملكة البحرين لحماية أمنها وأمن الخليج العربي ، وفي الخامس عشر من مارس من العام (٢٠١١ م) وبطلب من حكومة مملكة البحرين كانت قوات درع الجزيرة تدخل إلى البحرين وسط ترحيب واحتفاء من الأهالي ووسط صدمة التحالف الإرهابي الفارسي (الإيراني) / الأمريكي الذي أراد لربيع الفوضى أن يحط رحاله في أي بلد خليجي عربي وكانت مملكة البحرين هي الأنسب، ، فتحركت الميليشيات الشيعية العميلة لبلاد فارس (إيران) في البحرين على الأرض فيما كانت مراكز القيادة والتحكم تقع بين طهران والضاحية الجنوبية في بيروت (حزب اللات) الفارسي الإرهابي، إلاَّ أن دخول قوات درع الجزيرة كان أسرع وأكثر يقظة وأجهض المخطط الإرهابي الفارسي ( الإيراني ) الأوبامي . وما تكشَّف لاحقاً بعد ذلك من خطط الإنزال البحري التي كان مُعدَّاً لتنفيذه في البحرين وغضب وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك كلها أدلةٌ وبراهين تكشف حجم الخطر الذي تصدت له مملكة البحرين ناهيك عما تم ضبطه من أسلحة ثقيلة وقنابل وصواريخ ومتفجرات وتكشف أن الثورة كانت مجرد شعار خادع للفوضى والتخريب والإرهاب الفارسي (الإيراني) الأوبامي ، ووسط كل ذلك لم تتوقف الحياة في البحرين، وتواصلت عمليات تنظيف البلاد من أعدائها الفرس المجوس وعملائهم، وتلقت الآلة التخريبية التي كانت تدير هذا المشروع أكبر هزيمة ، وبعد تلك الهزيمة دأبت القوى الإرهابية الطائفية في المنطقة بتحريضٍ ومساندةٍ وتمويلٍ من النظام الفارسي الفاشي الإيراني المجوسي على محاولة إعادة بث الفوضى في مملكة البحرين تأليباً وتحريضاً وتجييشاً مستغلةً في ذلك بعض الإرهابيين البحرينيين ممن تجري في عروقهم الدماء الفارسية المجوسية ممن يدينون بالعمالة والولاء المطلق لبلاد فارس (إيران ) وفي مقدمتهم الداعشي عيسى قاسم البحريني الجنسية الفارسي(الإيراني) الأصل والتوجه والهوى الذي قضى سنوات من حياته التعيسة في بلاد فارس (إيران) منذ التسعينات وإلى العام ( ٢٠١١م ) دون أن تنقطع زياراته المتكررة ل (قم) و (مشهد ) و (طهران) ، وقد دأب طيلة تلك السنوات ومن منبر مسجد الصادق في بلدة (دارز) على التحريض على العنف والإرهاب والدعوة لاستهداف رجال الأمن والمنشآت الحكومية والخاصة وتأسيس ميليشيات فارسية إنقلابيةٍ إرهابية معادية للإسلام والعروبة . وكما حدث مع الإرهابي الهالك نمر النمر في المملكة العربية السعودية حدث مع الإرهابي الفارسي عيسى قاسم في البحرين ، تصريحات وتنديد من دهاقين نظام (ولاية السفيه) الفرس الإيرانيين المجوس من في طهران وفي الضاحية الجنوبية في بيروت (حزب اللات) الفارسي الإرهابي تندد بالإجراء الذي اتخذته البحرين بسحب الجنسية من الخائن المجوسي (عيسى قاسم) هذا التساوي في المواقف أمام هذين الإرهابيين يشير بوضوح إلى أن بلاد فارس (إيران) إنما خسرت بعض عملائها ومرتزقتها في المنطقة، ويشير أيضا إلى سداد وصِحَّةِ ما قامت به دول الخليج العربي من إجراءات ضد تلك الخلايا والميليشيات الإرهابية الفارسية الإيرانية، وكل التاريخ الحضاري لمملكة البحرين يضاف له تاريخ لا يقل مجداً وعزَّاً يتمثل فيما قدمته مملكة البحرين من صمود ومواجهة ومجابهةٍ وتصدٍّ جعل من تلك المملكة الصغيرة الحجم الكبيرة القدر والمكانة ، مملكة أكثر تجذُّراً في محيطها وفي منطقتها . عبدالله الهدلق
مشاركة :