قصة أول رحلة لطائرة الكونكورد الأسرع من الصوت

  • 3/2/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في مثل هذا اليوم 2 مارس 1969 كان أول طيران لطائرة الكونكورد وهي طائرة أسرع من الصوت، وكانت أكثر نجاحا من التوبوليف تي يو 144 وتعرض في معارض الطيران أمام آلاف من الفرنسيين لتصبح أثرًا، قامت الحكومتان الفرنسية والبريطانية بتوقيع اتفاقية مشتركة لتصميم وتشييد أول طائرة مدنية أسرع من الصوت تصنعها لهما شركة إيرباص في عام 1962.وكانت الكونكورد تقوم بخمس رحلات أسبوعية بين باريس ونيويورك في سرعة قياسية تقل عن 4 ساعات فقد كانت تحط في 8 صباحا في مطار كينيدي وتغادره عائدة إلى فرنسا في الساعة 11 حيث اعتاد رجال الأعمال الفرنسيون أن يتفاوضوا مع عملائهم الأمريكيين في صالونات المطار دون الحاجة للذهاب إلى حي المال والأعمال في مانهاتن ثم يعودون إلى باريس في اليوم نفسه، قررت شركة إير فرانس المملوكة للخطوط الجوية الفرنسية في عام 2003 إيقاف رحلات طائرات الكونكورد لارتفاع تكاليف تشغيلها وتراجع الطلب عليها.يبلغ طولها 204 أقدام قابلة للتمدد من 6 إلى 10 بوصات أثناء الطيران، ردائها الأبيض مصنوع من طلاء خاص تم تطويره كي يتواءم مع التغيرات إضافة إلى قدرته على تشتيت الحرارة الناشئة عن الطيران بسرعة تفوق ضعفي سرعة الصوت، ويبلغ طول الجناح 83 قدما و8 بوصات وتسير بطريقة مختلفة كلية مستخدمة أسلوب "الدوامة التصاعدية" لإنجاز مهمتها الاستثنائية وأهم ما يميزها هو ذلك الأنف المتدلي من المقدمة حيث إنه يتيح أفضل رؤية ممكنة للطيارين عند الإقلاع والهبوط حيث ويمتاز بأنه ناعم وحاد أشبه بالإبرة وعلى قدر من الطول بما يضمن أقصى اختراق ممكن للهواء.تم تصميم محركات الكونكورد الأربعة من نوع رولز رويس سنيكما أوليمبوس إس 593 خصيصا، بحيث تعطي أكثر من 38.000 رطل من الدفع لكل مرة يعاد فيها عملية التسخين وتعد هذه المحركات النفاثة هي الأقوى بالنسبة لمجال الطيران التجاري، يتم نقل الوقود داخل الطائرة باستخدام نظام الدفع من الخزانات الموجودة في المقدمة إلى الخزانات الموجودة في المؤخرة وذلك لحدوث تغير في ديناميكية الطائرة للانتقال من الطيران بسرعة أقل من الصوت إلى سرعة أخرى أعلى من الصوت، سرعة إقلاعها تصل إلى 225 عقدة بما يعادل 248 ميل في الساعة.يتناسب شكل الجناح الذي تتميز به مع كونها طائرة أسرع من الصوت حيث يتطلب المزج بين خاصية الطول الكافي وعمل المجداف مع أقل سمك نسبي حيث يظهر من الصلابة الهيكلية ما هو كافٍ لظروف الطيران في هذه الأجواء وتتحرك الأجنحة بزاوية واضحة أكثر مع المستوى الأرضي في الإقلاع والهبوط وهو ما يضمن لطاقم الطائرة رؤية أوضح، تمتاز بوجود جهاز تسجيل ومراقبة على جانبي جسمها يحلل ما يزيد عن 600 قراءة تعبر عن مسار وحالة الرحلة.سقطت طائرة الكونكورد بعد إقلاعها بدقائق معدودة من مطار شارل ديغول في عام 2000 حيث اشتعل حريق مفاجئ في جناح الطائرة الأيسر مسببا فقدان توازنها مما أدى إلى وقوعها وتحطمها على سطح فندق قريب من المطار ووصل عدد الضحايا إلى 113 شخصا منهم 109 أشخاص هم جميع الركاب وطاقم الطائرة بالإضافة إلى 4 أشخاص كانوا في الفندق الذي تحطمت عليه الطائرة وكشفت التحقيقات أن سبب الحادث هو سلك معدني طوله لا يتعدى 43 سم كان موجودا في ممر الإقلاع حيث ارتطمت به الطائرة بينما كانت تسير بسرعة 350 كم في الساعة فانفجر ذلك الإطار الحساس مطيرا قطعة تزن 25 كجم من الإطار لتصطدم بمحركات الجناح الأيسر حيث اشتعلت النيران عندما طارت قطعة أخرى صغيرة من الإطار المنفجر بنفس الوقت مع خروج القطعة الأولى مما أدى إلى اشتعال شرارة أشعلت الوقود المتسرب وتوقف محركات ذلك الجناح وبعد هذا الحادث توقفت الطائرة عن الطيران لمدة سنة كاملة لتحسين إجراءات السلامة عليها، وعرف عن الكونكورد إتباعها لمعايير سلامة عالية جعلتها الطائرة الأكثر أمانا في العالم فلم يقتل إنسان أو يتعرض للموت فيها قبل هذه الحادثة لطوال 25 عاما.

مشاركة :