أعلن مصدر رسمي أردني أن السلطات الأردنية وافقت على دفن جثمان وزير الخارجية العراقي الأسبق طارق عزيز الذي توفي في سجنه في العراق أول من أمس، في أراضي المملكة «لأسباب إنسانية» وبناء على رغبة عائلته. وأضاف المصدر: «الآن تتم مخاطبة السلطات العراقية بعدم ممانعتنا، ثم تتخذ اجراءات هناك من قبلهم لتسليم الجثمان لعائلته». من جانبه، قال زياد، نجل طارق عزيز، المقيم في عمان لوكالة فرانس برس: «لم يتصل بنا أحد من الحكومة العراقية أو السفارة العراقية هنا في عمان لابلاغنا أن بأمكاننا تسلم جثة والدي أو ما اذا كان باستطاعتنا دفنه هنا». وأضاف أن «الجثة تم نقلها من الناصرية إلى بغداد، لكن لا أحد حتى الآن اتصل بوالدتي المتواجدة حالياً في بغداد لإخبارها بأن بإمكانها تسلم الجثة». وتوفي طارق عزيز، الذي أمضى نحو 12 عاماً في السجن، في أحد مستشفيات جنوب البلاد حيث نقل إليه إثر تدهور حالته الصحية في الشهر الأخير. وقال عادل عبد الحسين الدخيلي، نائب محافظة ذي قار حيث كان عزيز مسجوناً، إن عزيز (79 عاماً) كان يعانى من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام دقات القلب. وحكم على عزيز بالإعدام شنقاً في تشرين الأول (أكتوبر) 2010، لادانته «بالقتل العمد وجرائم ضد الإنسانية» في قضية «تصفية الأحزاب الدينية». وعزيز المسيحي الوحيد بين الأركان البارزين للنظام السابق، وكان الوجه الديبلوماسي الأبرز لصدام حسين لدى الغرب. وكشفت الجهات الحكومية في محافظة ذي قار عن أسباب وفاة نائب رئيس وزراء النظام السابق طارق عزيز (79 عاماً) خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ادارة سجن الناصرية المركزي، وقالت إن «وفاة عزيز جاءت بسبب إضطراب في ضربات القلبية نتيجة نوبة تكررت في الآونة الأخيرة، إضافة إلى إنخفاض ضغط القلب الذي يعاني منه منذ سنوات». من جانبه قال مدير دائرة صحة ذي قار، سعدي الماجد، خلال المؤتمر إن « الكوادر الطبية قدمت جميع الإسعافات الطبية بعد وصول عزيز إلى مستشفى الحسين التعليمي، إلا أن حالته الصحية تأزمت بعد 30 دقيقة من تقديم تلك الإسعافات، ما أدى إلى وفاته». وأضاف أن «إدارة المستشفى أكملت جميع إجراءات الوفاة الإدارية، وهي على استعداد لتسليم الجثة بعد تقديم الطلبات الرسمية من قبل عائلته» وبيّن الماجد لـ «الحياة» أن «دائرة الصحة على علم تام بحالة طارق عزيز الصحية لكونه رقد في المستشفى المدني أكثر من مرة بسبب تدهور صحته إلى الحد الذي لا تستطيع معه وحدة صحية في سجن أن تتعامل معه». وأضاف أن «النوبات القلبية التي مر بها سابقاً كانت شديدة الصعوبة إلا أنها كانت ضمن حدود السيطرة، ولكن الحالة الأخيرة التي توفي على إثرها شهدت إرتجافاً حاداً في ضربات القلب، والتي تعتبر سبباً مميتاً إذا ما إرتبط بإنخفاض ضغط الدم الذي عرف عن المتوفى». وزاد أن «دائرة الصحة تتعامل مع عزيز على أنه مدني متوفى وليس على أنه مدان، إذ تكون شهادة الوفاة طبية خالصة لا تتعامل مع وضع المتهم القضائي لذلك إنتهت الإجراءات بصورة سريعة كأية شهادة وفاة أخرى، إلا أن الجثة تنتظر في ثلاجة الموتى الموافقات الخاصة بوزارة العدل وليس بوزارة الصحة التي أكملت إجراءاتها».
مشاركة :