لم تتوقف مقصلة الإقالات في دوري الأولى، ووصلت إلى الرقم 8، بعدما أقدم نادي العروبة على إقالة مدربه الكرواتي داليبور، والاستعانة بالمغربي إبراهيم بوفود مدرب مسافي السابق، علماً بأنه المدرب الثالث الذي يقود الفريق في الموسم الحالي في فترة قصيرة، بعد انطلاق الموسم الرياضي للدرجة الأولى في سبتمبر الماضي. وتقفز إلى الذاكرة، الإقالات التي شهدها دوري الأولى الموسم الماضي، بوصول الرقم إلى 9 من 10 مدربين، في إشارة إلى الرغبة الكبيرة من الأندية في البحث عن النتائج الجيدة، رغم أن هناك أندية لا تنافس على بطاقتي الصعود إلى «المحترفين»، ورغم ذلك آثرت التغيير. وقال جمعة الشامسي، رئيس مجلس إدارة الحمرية: إن الظاهرة سلبية بكل المقاييس في ظل الحاجة إلى الاستقرار، الذي يمهد الطريق للنتائج الجيدة، رغم أنها قد لا تكون إيجابية بسبب الظروف التي يمكن أن تحدث، لأن المدرب لا يمكن أن يكون هو المسؤول الأول عن التراجع الذي يحدث في الفريق، ويجب أن يحصل على الفرصة المناسبة لتعزيز التطور الفني، ووضع الفريق في الطريق الصحيح. وأشار الشامسي، إلى ضرورة البحث عن الأسباب التي تتسبب في تراجع النتائج، والتركيز على الإيجابيات، والعمل على كل المعطيات لتوفير الأجواء الجيدة أمام الأجهزة الفنية لأداء العمل المطلوب أثناء الموسم. وأوضح المهندس عدنان يوسف، عضو مجلس إدارة نادي الإمارات السابق، أن المدربين هم الشماعة التي يتم تعليق الأخطاء عليها، عقب تراجع النتائج في الدوري، بالرغبة في الوصول إلى المستوى الأفضل في صراع المنافسة على التأهل إلى المحترفين، موضحاً أن إدارات الأندية تتخذ قرارات الإقالة للمدربين تحت وطأة الضغوط الموجودة، في ظل تضاؤل فرص المنافسة على المراكز الأولى، رغم أن هناك علامات استفهام حول بعض الأندية، التي تلجأ إلى التغيير، وهي غير موجودة على رقعة المنافسة. وأشار يوسف، إلى أن المقابل المالي الضعيف للمدربين العاملين في الدرجة الأولى، يغري إدارات الأندية باتخاذ قرار الإقالة، لأنها لا تتكبد خسائر مالية تذكر للوصول إلى هذا القرار، ما يدفها للبحث عن البديل الذي يتوافر بمبلغ بسيط، لأنه يبحث عن مثل هذه الفرص، لكونه متوقفاً عن العمل. ويرى عبدالله درويش، إداري فريق التعاون، أن ما يحدث الآن على صعيد إقالات المدربين والاستعانة بالأسماء القديمة هو أشبه بعملية تدوير، لأن الواقع الحالي يشير إلى تبادل الأدوار على نحو يؤدي إلى علامات استفهام كبيرة، على غرار ما حدث بتعاقد مصفوت مع التونسي طارق الحضيري مدرب التعاون، رغم أن الأخير خسر من الفريق ذاته 1-4، قبل 4 جولات وكانت النتيجة سبباً في إنهاء عقده. وأوضح درويش، أن الخلل في بعض الأوقات لا يكون مسؤولية المدرب وحده، وقد يرتبط ببعض الظروف الأخرى مثل تراجع المستوى الفني للاعبين الأجانب، وعدم التوفيق في النتائج وغيرها من الأمور الأخرى. ووصف عبدالغني المهري، المدرب المقال من مصفوت، ما يحدث بأنه ظاهرة سلبية تؤدي إلى تأثير كبير في اللاعبين، لكونهم يجدون أنفسهم أمام فكر تدريبي جديد مع المدرب، الذي تتم الاستعانة به على نحو يؤدي إلى عواقب غير جيدة على مستوى النتائج، مشيراً إلى أهمية العمل على تعزيز الاستقرار، والبحث عن الأسباب الحقيقية وراء تراجع النتائج أثناء الموسم. وأكد المهري، أن هناك أندية تضطر إلى اتخاذ قرار إقالة المدرب، من أجل التغيير فقط لاعتقاد خاطئ من دون معطيات منطقية، بأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تحسين صورة الفريق على مستوى النتائج.
مشاركة :