البابا بيوس الثاني عشر: فتح أرشيف الفاتيكان المثير للجدل في عهد النازية

  • 3/3/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةGetty ImagesImage caption تولى بيوس الثاني عشر منصب بابا الفاتيكان من 1939 إلى 1958 فتحت الفاتيكان أرشيفها الخاص بالفترة الباباوية للبابا بيوس الثاني عشر أثناء الحرب العالمية الثانية. وظل أرشيف الفاتيكان الخاص بهذه الفترة غير متاح لعقود من الزمن، وسط اتهامات بأن البابا بيوس الثاني عشر، الذي يُطلق عليه أحيانا "بابا هتلر"، غض الطرف عن المحارق النازية "الهولوكوست". ويقول منتقدو بيوس الثاني عشر إنه كان على علم بأن الألمان النازيين كانوا يقتلون اليهود، لكنه لم يحرك ساكنا. وامتدت فترته على رأس الكنيسة من 1939 إلى 1958. لكن مسؤولي الفاتيكان يقولون إن البابا بيوس الثاني عشر عمل في الخفاء على إنقاذ اليهود. ويستعد العشرات من العلماء والباحثين لفحص ودراسة هذه الوثائق التاريخية المهمة. وقرر البابا فرانسيس العام الماضي فتح الأرشيف الخاص بواحد من أكثر الشخصيات جدلا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. وقال للباحثين في الفاتيكان إن "الكنيسة لا تخشى التاريخ". وأضاف أن "فترة البابا بيوس الثاني عشر شهدت أحداثا عصيبة، اتخذت فيها قرارات فرضها الحذر البشري والمسيحي، قد تبدو للناس أنها متقاعسة". وجاء في موقع الفاتيكان الإخباري أن الأرشيف يحتوي على كمية كبيرة من الوثائق، وأنها الآن متاحة في نسخ رقمية. وقال الأسقف، سيرجيو باغانون، مدير الأرشيف في الفاتيكان، إن وثائق الحرب العالمية الثانية تقع في ملايين الصفحات، ومقسمة إلى 121 قسما بحسب الموضوعات. وكشف في تصريح لوكالة رويترز أن جميع أماكن الاطلاع على الوثائق محجوزة حتى نهاية العام. ومن بين الباحثين الذين حجزوا أماكنهم خبراء من متحف ذكرى الهولوكوست بالولايات المتحدة، والمؤرخ الألماني الشهير هوبرت فولف المتخصص في حقبة البابا بيوس الثاني عشر.مصدر الصورةAFPImage caption وثائق الحرب العالمية الثانية تقع في ملايين الصفحات وقال مراسل بي بي سي في روما، مارك لوين، إن الجدل الذي أثير حول تاريخ بيوس الثاني عشر يعتقد أنه كان سببا في وقف عملية منحه صفة القداسة. وفي حديث لوكالة فرانس برس للأنباء، قال المؤرخ الألماني فولف "ليس هناك أدنى شك أن بيوس الثاني عشر كان على علم بقتل اليهود". ويقر مركز "ياد فاشيم" للأبحاث في إسرائيل بأن تدخل الكنيسة الكاثوليكية أنقذ آلاف اليهود من المحرقة. ولكن تلك الجهود كانت فيها مخاطرة، كما خلت من التنسيق. وقد غطى عليها حجم الجرائم النازية، بما فيها قتل قرابة 6 ملايين يهودي. وفي عشرينيات القرن الماضي، شاهد البابا بيوس، الذي كان آنذاك الكاردينال أوجينيو باتشيلي، صعود النازية عندما كان سفيرا للفاتيكان في ألمانيا، قبل أن يعود إلى الفاتيكان ويتولى منصب البابا. وأُرسلت تقارير للبابا بيوس الثاني عشر عن معسكرات الاحتجاز النازية، ولكن المؤرخين لم يطّلعوا حتى الآن على ردوده على تلك التقارير. ويقول فولف إنه يريد أن يطلع على أي تقارير تلقاها البابا من سفرائه أثناء الحرب. ويهتم العلماء والباحثون أيضا بفترة ما بعد الحرب، لأن الحكومات الغربية كانت تعتبر الفاتيكان حليفا رئيسيا ضد النفوذ الشيوعي أثناء فترة الحرب الباردة. ولا يزال الباحثون يطرحون أسئلة بشأن الخدمة التي أسداها بعض رجال الدين الكاثوليك لمجرمي الحرب النازيين، إذ ساعدوهم في الهرب إلى أمريكا الجنوبية بعد الحرب. ويقول موقع الفاتيكان الإخباري إن البابا بيوس الثاني عشر التقى "العديد من الناس، وبينهم مجرمو حرب ومزارعون ورياضيون وعمال مناجم وصحفيون وأطباء وفنانون"، وأن الأرشيف "سيخبركم عن هذه اللقاءات".

مشاركة :