تعتبر قلعة الصناعات في الجبيل من أكبر المدن البتروكيميائية والبترولية والمرتبطة بأكبر إمدادات النفط والغاز لأكبر مجمعات التكرير والكيميائيات في العالم بطاقات إنتاجية بلغت في الجبيل بأكثر من 70 مليون طن متري سنوياً من المنتجات البتروكيماوية الأساسية المختلفة و10 ملايين طن من منتجات الحديد و5 ملايين طن من المنتجات التحويلية، بينما تضخ المشاريع الصناعية البتروكيماوية في الجبيل طاقة إنتاجية إضافية تقدر بنحو 27 مليون طن متري سنوياً. وتجاه ذلك، شدد مدير فرع الهيئة العليا للأمن الصناعي بالمنطقة الشرقية المقدم عادل العتيبي على قوة الحماية الأمنية التي تحظى بها منشآت ومصانع الجبيل الصناعية العملاقة ملفتاً لتزايد المشاريع وإمدادات اللقيم وشبكات انابيب نقل الغاز مما يخلق نوعا مختلفا من التحديات والمخاطر التي يجب التعايش معها للمحافظة على مكتسبات الوطن والزيادة من الحاجات لبناء القدرات الفعلية للحد من الأثار السلبية لتلك المخاطر المختلفة. وأضاف العتيبي مخاطباً حشد أعمال مؤتمر الاستجابة لحالات الطوارئ والقيادة العالمية لإدارة قيادة الحرائق 2020، والذي نظمته الهيئة الملكية بالجبيل في مركز الملك عبدالله الحضاري، وقال أن مفهوم إدارة الأزمات والاستجابة للكوارث من المفاهيم الأصلية في منظومة الأمن الصناعي وتطبقه جميع المنشآت الخاضعة لأشراف الهيئة العليا للأمن الصناعي ومنظومة أمن المرافق الحيوية في المملكة التي تعمل بتنسيق عال وأداء محترف. ملفتاً بإن الموضوعات وحلقات النقاش التي يتناولها هذا المؤتمر الهادفة إلى تطوير الموارد البشرية المدربة على إدارة الأحداث ومواجهتها، وتسخير العناصر المادية وتحديثها وتطويرها وفق المعايير المعتمدة وخلق بيئة من التناغم الفاعل مع مختلف المكونات، ويمثل أحد الأهداف الرئيسية للهيئة العليا لألمن الصناعي وضمن التعليمات الفنية الصادرة عنها. من جهته علل مدير إدارة الأمن الصناعي والسلامة بالهيئة الملكية بالجبيل م. سعيد الشهري الأهمية القصوى لهذا المؤتمر بأهدافه إلى رفع مستوى المعرفة لدى فرق الاستجابة لحالات الطوارئ في مواجهة التحديات وإدارة الحرائق والاستفادة من الخبرات والتقنيات الحديثة في المنطقة. وأضاف الشهري أن من هذا المنطلق حرصت الهيئة الملكية للجبيل وينبع على تنظيم هذا المؤتمر انطلاقاً من استراتيجيتها في إدارة الحالات الطارئة والازمات والتي تتمحور حول تقديم خدمات السلامة والوقاية من الحرائق والاستجابة لحماية المنشآت والمرافق الحيوية. وقال إن ما نشهده من تطور كبير وسريع في كافة المجالات مما يتطلب استراتيجية علمية وعملية لفرق الإطفاء والاستجابة، وكل هذه المعطيات كانت وراء عقد هذا المؤتمر. وحظي المؤتمر برعاية رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع فيما افتتحه الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل م. مصطفى بن محمد المهدي وبحضور محافظ الجبيل أ. عبدالله العسكر الذي نوه بقوة التلاحم والتكامل في أمور السلامة والصحة والبيئة بين القطاعات الحكومية والمنشآت الصناعية وقدرتها الفائقة في الاستجابة لحالات الطوارئ المختلفة. واستعرضت لجنة الجبيل للطوارئ (جماعة) والذين كان لهم دوراً بارزاً في نجاح ودعم هذا المؤتمر، مهامها في حماية مصانع الجبيل العملاقة والمنشآت الحيوية من الحرائق. وتم تتويج شركة الأسمدة العربية السعودية (سافكو) الفائز بجائزة (جماعة) وهي عبارة عن جائزة سنوية لأفضل فرضية وهمية لعام 2019. عقب ذلك كرم الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل ومحافظ الجبيل المتحدث الرئيسي للمؤتمر والشركات الراعية والمشاركة وهم شركة ارامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيماويات "ساتورب" وشركة سبكيم وشركة المعرفة، والراعي الفضي شركة أس كيم، وفي ختام المؤتمر قدمت الهيئة العليا للأمن الصناعي بالمنطقة الشرقية درعاً تذكارياً للهيئة الملكية بالجبيل بمناسبة هذا المؤتمر.
مشاركة :