عقدت ظهر اليوم الأول للملتقى الجلسة الثانية بمقر المجلس الأعلى للثقافة بقاعة المؤتمرات، والتي شهدت مشاركة لنخبة كبيرة من المهتمين بالتراث حول العالم، وهم: الدكتور مرسي الصباغ من مصر، ومحمد العامري من الأردن، والدكتور حنا نعیم حنا من مصر، والدكتورة سوزان السعید من مصر، وأدار الجلسة الدكتور أحمد زايد.وألقى الدكتور مرسي الصباغ ورقته البحثية بعنوان "البنية الفكرية في أمثال المرأة الشعبية في مصر"، مشيرًا إلى أن المثل لما كان نابعًا من طبيعة المجتمع ومتأثرًا بثقافة أبنائه من جانب ويؤثر في البناء التربوي والتعليمي والأسري والديني والنفسي والفلسفي والاقتصادي والاجتماعي والفكاهي والسياسي من جانب آخر، فإن البناء الفكري داخل المثل الشعبي مترابط ومتصل، متأثر ومؤثر في المجتمع نفسه، فمثلًا موضوع المهر ليس موضوعًا خاصًّا بالمرأة وحدها، بل هو موضوع اجتماعي واقتصادي وديني، وربما يكون أبعد من هذا، وقس على ذلك كل الجوانب الأخرى التي استطاع المثل أن يناقشها في المجتمع المصري.ففي الأمثال الشعبية نجد المجتمع المصري مجتمعًا عربيًّا إسلاميًّا وشكل الأسرة والعلاقات داخلها لا تختلف كثيرًا عن الأشكال السائدة في المجتمعات العربية فهي أسرة أبوية ممتدة تتجه إلى أن تكون أسرة نووية أو زواجية صغيرة يظهر فيها الزواج والطلاق والتعددية ويظهر فيها كثير من القضايا المتصلة بالمرأة، فالعلاقات الأسرية هي نموذج لعلاقات أوسع في حياة الناس، والمرأة هي العنصر الفاعل في مركب الأسرة. ألقى محمد العامري ورقته البحثية بعنوان "صورة المرأة في الأعمال الإبداعية"، وتهدف إلى التعرف على تمظهرات المرأة في أعمال الفنانين الفلسطينيين عبدالحي مسلم وإسماعيل شموط اللذين ركزا على المرأة الفلسطينية ودرورها في حفظ التراث والنضال معًا، وقد انطلق الباحث من فرضية البحث، وهي الحضور الساطع للمرأة في أعمال إسماعيل شموط وعبدالحي مسلم التي أظهرت تحولات الوجود الفكري والنضالي للمرأة، مع بيان أهمية المرأة كعنصر أساسي في اللوحة الفلسطينية بشكل عام وفي أعمال "شموط ومسلم" بشكل خاص.وقدم الدكتور حنا نعیم حنا، ورقته البحثية بعنوان "رؤية نقدية لتراث المرأة في المجتمع التقليدي"، يهدف البحث إلى إيجاد صيغة نظرية تطرح للنقاش يتبعها المختصون بدراسات أنثروبولوجيا الجسد على وجه الخصوص، وبخاصةٍ الجانب المتعلِّق بالآثار المادية الواقعة على الجسد البشري الأنثوي وصبغها بتصوُّرات عقائدية وشعائر وطقوس تتبنَّى فكرة النقل لا العقل، أما الأعراف العلمية فتحتِّم تجنُّب وجهات النظر والنقد وماشابه عند تناول تلك الظواهر، وقد يكون المنطق صحيحًا في مراحل إعداد البحوث العلمية، والأمر يحتاج إلى إعادة النظر في الظواهرالتي تتسبَّب في معوِّقات التنمية والكوارث الصحية والوفيات، التي تمارس فيها ظواهر العنف وإراقة الدماء.وعرضت الدكتورة سوزان السعید، ورقتها البحثية بعنوان "المرأة الرمز/الأسطورة"، إذ تمثل المرأة مركز اهتمام الفكر الأسطوري في العهد القديم والتلمود، فالمرأة هي أساس اكتساب الهوية وهي أساس المحرمات الشرعية، والقصص اليهودي يقدم لنا صورتين متناقضتين عن المرأة: الصورة الإيجابية عن المرأة الحكيمة التي تظهر وقت الأزمات لتقدم العون للجماعة مثل مريم أخت موسى وهارون، دبورة القاضية التي قادت الجيوش ضد الأعداء، أو خلدة النبية في عهد يوشيا حين تم اكتشاف سفر تثنية الاشتراعالذي أكدشريعة موسى، وفي نفس الوقت قدم لنا الصورة السلبية عن المرأة وبخاصة المرأة الأجنبية التي كانت السبب الرئيس في الانحراف عن عبادة يهوا خاصة في عهد الملك سليمان.واختتمت الجلسة بعدد من الأسئلة حول المرأة والتراث الشعبييذكر أن الملتقى الدولى الثاني يقام بالتعاون بين كلام من المجلس الأعلى للثقافة وجامعة المنصورة، تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للثقافة، وبالتعاون مع الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ينظم المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، بالتعاون مع جامعة المنصورة برئاسة الدكتور أشرف عبد الباسط، فعاليات الدورة الثانية من الملتقى العربي "الثقافة الشعبية.. رؤى وتحولات" تحت عنوان: "المرأة والتراث الشعبي العربي"، ويستمر خلال الفترة من 3 وحتى 5 مارس الجاري.
مشاركة :