أقيمت بقاعة ضيف الشرف، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته التاسعة والأربعين، ندوة بعنوان "نحو أرشيف عربي للمأثورات الشعبية"، حضرها الدكتور أحمد مرسي، أستاذ التراث الشعبي، وعبدالعزيز المسلم، هيثم يونس، أحمد الدح، وأدارها أحمد بهي الدين.وقال الدكتور أحمد مرسي، "إن فكرة إنشاء أرشيف عربي للمأثورات الشعبية، حلم يراودنا منذ أكثر من نصف قرن من الدعوة لتجميع الأرشيف التراثي العربي، وقد نادى به الرعيل الأول من الأساتذة في هذا المجال من بينهم سهير القلماوي، ومحمود الحفني، وأسعد نديم.وأضاف "مرسي"، أن معهد الشارقة للتراث جاء ليوحد جهود كل المحاولات الفردية السابقة التي أرادت جمع التراث والمأثور الشعبي، ونرجو أن يكون لدينا بالفعل قاعدة بيانات تراثية شعبية عربية مبنية على أساس واقعي، وحقيقي".وأكد أحمد مرسي، أن ما جعل التراث الشعبي محفوظًا حتى الآن هو وجود أشخاص عرفوا قيمته، وتحملوا مسئولية جمعه، وتوثيقه، ولم يكن أن يستمر موجودًا إلا بوجود جيل آخر استلم المسئولية من أساتذته، وخاض التجربة واستمر فيها بوفاء وإخلاص.من جانبه قال أحمد الدح، ممثل معهد الشارقة للتراث، إن المركز هو أحد المؤسسات الثقافية في حكومة الشارقة، ومتخصص في عرض التراث العربي الإماراتي، مشيرًا إلى أن المعهد يعمل على حصر عناصر التراث الثقافي غير المادي وحفظه وصونه، ونقله، فضلا عن عمليات حماية التراث الحضاري والطبيعي، ويسهم في إعداد كوادر من الباحثين الإماراتيين والعرب المدربين على حفظ تراثهم الثقافي، وإجراء البحوث والدراسات والمسوح الميدانية باستخدام مناهج البحث العلمي، ويطمح المركز أن يكون المؤسسة المتخصصة وطنيا وإقليميا ودوليًا، في رفد الميدان الثقافي والتربوي والسياحي.وأوضح "الدح"، أن المعهد يحتوي على مكتبة متخصصة في التراث الثقافي، وتشمل مصادر ومراجع في كل فروع التراث الثقافي، كالفنون القولية، والأساطير، والفنون الاستعراضية، والعادات والتقاليد والطقوس، وكتب في المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التراثية.وتحدث هيثم يونس، مدير مركز المعلومات بوزارة الثقافة المصرية، عن تجربة جمع وتوثيق التراث الشعبي المصري، موضحًا أن البداية كانت في عام 2007م، تحت رعاية مركز المأثورات الشعبية، وبالفعل بدأنا في دراسة كل التجارب الماضية التي سعت لجمع التراث الشعبي، للاستفادة منها، ومواصلة هذا الجهد عن طريق التكنولوجيا، وتجميع قاعدة بيانات عريضة تضم كافة التراث والمأثور الشعبي المصري، موضحًا أن الخطوة التالية كانت إنشاء موقع إلكتروني يضم كافة هذه المعلومات، واختتم قائلا:"ونحلم بأن يكون هناك أرشيف حقيقي على مستوى العالم العربي، لخدمة الباحثين بشكل أكبر وأسرع.