روبرت فلاهرتي.. الأب الروحي للسينما التسجيلية

  • 3/4/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعد المؤلف والمخرج الأميركي روبرت فلاهرتي أحد كبار عباقرة السينما في العالم، والأب الروحي للسينما التسجيلية والوثائقية، والأستاذ الأول للاتجاه الرومانسي، حيث كان ينشد الوصول إلى رومانسية الإنسان البدائي، وغرابة المشهد الطبيعي في الأصقاع البكر. ولد فلاهرتي في 16 فبراير 1884، في متشيجان في الولايات المتحدة، وأمضى زمناً طويلاً في ملاحظة ورصد الواقع، ليبلغ مرحلة القدرة على تجسيد روح الملحمة البطولية المتسمة بالرصانة والبساطة في حياة إنسانية اعتيادية. وقد استند إلى مهارته وشاعريته وإيمانه العميق بضرورة انبثاق قصة أي فيلم تسجيلي من البيئة التي تدور فيها آلة التصوير، وفي 1910 ذهب إلى الشمال في كندا، وأقام علاقة وثيقة مع عائلة الصياد «نانوك» من الأسكيمو، وقرر تصويرها دون أن يدري الصياد حتى 1913، حيث عاد وفحص ما صوره، وقرر تمضية وقت أطول في المكان لنقل طبيعة الحياة والبشر بشكل عاطفي وليس تقريري. عاش مع أبطال فيلمه مدة طويلة قبل أن يصورهم، وعرض فيلمه الشهير «نانوك الشمال» عام 1922 وحقق نجاحاً كبيراً، وحظيت ابتسامة «نانوك» بعد الفيلم بشهرة توازي شهرة مشية تشارلي تشابلن. تعاقدت معه إحدى شركات هوليوود الكبرى «بارامونت» لإخراج فيلم تسجيلي طويل من الطراز ذاته، واضعين في حسبانهم استغلال عناصر الإثارة التي يقدمها صراع الإنسان البدائي من أجل العيش. سافر فلاهرتي إلى جزر المحيط الهادئ، وعاش وسط السكان البدائيين لعامين كتب فيهما فيلمه الرائع «موانا» وصوره 1926، وعبر فيه عن رؤيته السينمائية الخاصة، ثم سافر إلى إنجلترا وأخرج فيلم «رجل أران» تمجيداً لبلده الأصلي أيرلندا، وصور فيه حياة صيادي سمك القرش وشجاعتهم في مواجهة مصاعب الحياة من أجل الحصول على الرزق. وعاد إلى أميركا في أوائل الحرب العالمية الثانية، وصور لحساب وزارة الزراعة فيلم «الأرض» حول تآكل التربة بسبب عوامل التعرية المختلفة، وكان فيلم قصة «لويزيانا» 1948 آخر أفلامه الرائعة، وصور الحياة الطبيعية فيها، وتدميرها بحثاً عن النفط، وتوفي في 23 يوليو 1951 عن 67 عاماً.

مشاركة :