وزارة الإعلام القادمة 1-2

  • 3/4/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عانت وزارة الإعلام من جمود وضعف أدائها؛ فلم تواكب مسيرة التنمية المتصاعدة في المملكة والنقلات الكبيرة التي تواكب مرحلة التحول الوطني وآفاق رؤية 2030 البعيدة المدى بما تحمله من تصور شامل للنهضة في جوانب الحياة كافة. الإعلام الرسمي -مع الأسف- يعزف على أنغام بطيئة وئيدة مملة لا تواكب إيقاع المتغيِّرات الهائلة في مسيرتنا نحو تحقيق الآمال الكبيرة للنهضة التي رسمتها القيادة في التعليم والاقتصاد والصناعة والمشروعات الكبرى المواكبة التي تمثِّل صورة المستقبل القادم - بإذن الله. الحق أن سبب الضعف (سوء الإدارة) في عديد من مرافق الوزارة، مما نتج عنه هجرة كفاءات إعلامية مميزة أو طلبها التقاعد المبكر، بحيث تشكَّلت هوة واسعة وكبيرة بين الأجيال الإعلامية، وأسند اختيار الكفاءات الشابة إلى شركات تجارية لا تقدم لمن تختارهم تدريباً كافياً، فنشأت أجيال تفتقد الخبرة التي لا بد أن تكسبها من المصاحبة لمن سبقهم، إلى جانب ضرورة الدخول في دورات تدريبية نظرية وعملية. وبسبب سوء الإدارة تناسل الضعف واتسعت الهوة بين الخبرات القديمة في كل قطاع من قطاعات الوزارة والأجيال الشابة الجديدة، وحدث ما يمكن تسميته بالقطيعة بين الأجيال الإعلامية. لا يمكن أن تتم عملية تحديث دون أن تتكئ على خبرات قديمة، وما نلحظه من ضعف هو نتيجة طبيعية لغياب التدريب بسبب عدم وجود (أكاديمية تدريب إعلامي) متخصصة تابعة للوزارة، وقد سبق أن تم الإعداد لها إعداداً متكاملاً وبُني لها مبنى مجهز بكل أدوات التدريب ووضعت لها البرامج اللازمة ووقع الاختيار على أسماء إعلامية كبيرة من الداخل والخارج؛ لكن الفكرة أجهضت وظل المبنى مهملاً، ثم استخدم لتسجيل برامج القناة الثقافية التي وئدت أيضاً. وإذا كانت الشخصية الإدارية التي يتم اختيارها لإدارة مرفق إعلامي لا تفقه في العمل الإعلامي ولا متطلباته الثقافية واللغوية ولا المهارات المهنية المكتسبة فكيف يمكن لها أن تلحظ جوانب الضعف وتقف عندها لاتخاذ أفضل السبل لمعالجتها والتخلص منها؟! ومن أسباب ضعف الأداء توجه الجديد الذي يخلف من سبقه إلى إلغاء التاريخ القديم للكفاءات الموجودة وتكوين طاقم جديد يبدأ من الصفر، وهكذا في كل تغيير وزاري تبدأ معه دورات العمل على هذا النحو، فالمسؤول الجديد الذي لا يستمر طويلاً عادةً في الوزارة يصرف النظر عن الخبرات السابقة معتقداً أنها سبب الجمود ويبدأ في صناعة أسماء جديدة يتوسَّم فيها القدرة على الانطلاق بما يوكل إليها من مهمات إعلامية مختلفة، بينما لو تم دمج الجديد مع القديم لأثمر ذلك عن نقل الخبرات إلى الطاقم الجديد وتواصلت الأجيال بعضها مع بعض دون انقطاع ودون أن يلجأ الجديد إلى البدء من الصفر، كأن من ينهج هذا النهج يهد ما بناه سابقه، ولذلك تظل الوزارة محلك سر؛ بل تتراجع في مخرجاتها.. يتبع

مشاركة :