وزارة الإعلام القادمة (2-2)

  • 3/6/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

معالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي لا شك أن القيادة الحكيمة أتت بك منقذًا لوزارة طال تبلدها لتجري فيها مبضع الجراح الدقيق الماهر وتستأصل ما تعانيه من أورام وتمنحها الدواء الشافي - بإذن الله - من الأسقام فتنخفض حرارة المرض وترتفع حرارة الإنتاج والعطاء والتميز. يا معالي الوزير: أنت من بيت علم وأدب وتجارة، تعلمت الإعلام بدءًا على يد والدك -رحمه الله-، وتعلمت معه فن الإدارة؛ إدارة المال وإدارة العقار والمقاولات، واكتسبت خبرة أكاديمية مؤسسة على شهادات عليا من أرقى جامعات أمريكا في الإدارة والهندسة؛ فلن تقعد بك السنون المتراكمة من عجز وزارة الإعلام عن البحث لها عن مسار جديد مشرق يتطلع إليه ولي الأمر وينتظره أبناء هذا الوطن الكريم. لا شك أنك وجدت وزارة مترهلة عدد موظفيها العاطل الذي لا يعمل يفوق العامل بعشرة أضعاف، وستجد عقودًا خيالية لشخصيات مستقطبة من خارج الوزارة لم تؤد الغرض التي استقطبت من أجله، وستجد عقولاً ومواهب فذة هاجرت وتركت مواقعها هروبًا من التجميد والتهميش وأخرى مثلها رضيت من الوظيفة بالظل والراتب الشهري وجلست تنتظر التغيير الإداري الذي يمكن أن يعدل اتجاه قاطرة الوزارة إلى الوجهة الصحيحة فتعمل وتنتج. ولا شك أنك رأيت أن ما تنتجه هيئة الإذاعة والتلفزيون لا يشكل إلا 5 في المائة مما يجب أن تنتجه آلاف (الأرقام) الموظفة العاطلة، ولو قارنا ما يبث أو ينتج في دول أخرى تعاني عجزًا ماليًا مدقعًا لوجدنا لديهم عشرات القنوات بكل اللغات وعشرات الإذاعات المحلية والموجهة لمختلف الأغراض والغايات. هل يعقل أن وطننا العظيم سيستقبل دول العشرين الأكبر اقتصادًا وقوة في العالم نهاية هذه السنة الميلادية؛ بينما لا تملك هيئة الإذاعة والتلفزيون فيه قناة واحدة متميزة تبث باللغة الإنجليزية وتتحدث للعالم البعيد والقريب عن وطننا وما يملك من قدرات وما يتكئ عليه من تاريخ عريق وما يحمله من رسالة وما يخزنه من ثروات وطاقات وإبداع؟! هذا النقص الفادح باللغة الإنجليزية فما بالك باللغات العالمية الأخرى الحية؟! هل يعقل أن وطننا عظيمًا وهو مخزن التراث والإبداع في الشعر والنثر والباحثين الكبار في اللغة والتاريخ والمبدعين في الغناء والموسيقى والفنون كالرسم والنحت والأهازيج والتراث الشعبي في كل منطقة من مناطق المملكة لا يملك قناة ثقافية واحدة تعنى بإبراز ذلك كله إلى العالم وإتاحة الفرصة لكل موهوب ومبدع ومواكبة التدفق الكبير في المناسبات الثقافية والفنية؛ ليس بلغتنا العربية فحسب بل باللغات العالمية الحية؟‍! هل يعقل أن تظل صورتنا الذهنية في العالم وعند كثير من الشعوب معتمة قاتمة مشوهة لعجز إعلامنا الداخلي والخارجي عن إيصال رسالتنا والرد على كل المتقولين؟! وأخيرًا - معالي الوزير - هل يمكن أن تظل أزمة الصحافة الورقية التي طالت دون حل؟ هل تعجز الوزارة عن دعم الصحف أليس الإعلام الصحافي ورقيًا أم إلكترونيًا يؤدي مهمات ضرورية كتلك التي تؤديها الرياضة والفن؟! الوطن قيادة وشعبًا ينتظر وزارة الإعلام القادمة بعد الجرح والاستئصال والتعديل يا معالي الوزير.

مشاركة :