العالم قلق من عدم استجابة النظام الإيراني لمتطلبات المرحلة الحالية مع تزايد تسجيل الإصابات داخل إيران، أو من مسافرين وصلوا إلى بلدانهم محملين (بالفيروس) بعد زيارة مدينتي (قُم ومشهد)، اللتين أصبحتا مركزاً لنشر الوباء بين الإيرانيين أنفسهم، فضلاً عن الزوار الشيعة الذين قدموا من كل مكان، وسط شكوك حول مصداقية النظام في الكشف عن الأعداد الحقيقية للإصابات أو الوفيات التي تعد الأكبر خارج الصين، ولا حتى مدى التعاون في اتخاذ التدابير اللازمة. هل هناك محاولة -غير أخلاقية- من أطراف داخل إيران لاستغلال ما يجري كالعبة سياسية (قذرة) داخلياً وخارجياً، وكورقة ضغط للتملص من العقوبات الدولية وتوحيد الصف الداخلي؟ وأنَّ تفشي (كوفيد-19) هو بسبب عدم القدرة على تجاوز العقوبات؟ إذا قرأنا الأمر بهذه الصورة فمن يفعل ذلك لا يدرك حجم وأثر الخطر، ولا تأثير التطورات اللاحقة لاستخدام هذا الملف الأسود بهذه الطريقة غير الإنسانية وغير المسؤولة، الولايات المتحدة الأمريكية أوضحت أنَّ العقوبات تستثني الدواء والغذاء، مع استعداد العالم تقديم المساعدة لإيران إذا تعاملت بشفافية ومصداقية، منظمة الصحة العالمية قدمت أجهزة تشخيص وأدوات حماية للعاملين في المجال الصحي -وهي نقطة جوهرية- مع إصابة مسؤولين وعاملين (بالفيروس) بسبب قصور الأداء وضعف البنية التحتية، إضافة إلى أن التاريخ يشهد بأن دول الخليج العربي قدمت المساعدة لإيران في ظروف إنسانية سابقة، لذا من المخجل والمعيب وغير الإنساني أن يُتاجر النظام بأرواح مواطنيه وزواره بهذا الرخص. استبعاد (سوء نية) النظام في تطورات (الفيروس)، يضعنا أمام (حقيقة تاريخية) بأنَّ النظام الإيراني فشل في إدارة أزمة (كوفيد-19) عند بعض الأضرحة والمزارات الدينية التي يقصدها الآلاف، لأنَّه -غير جدير وغير مؤهل- بإدارة الحشود، ما ساهم في (تفشي الفيروس) في المنطقة وتهديد أمن وصحة البشرية والعالم، منظمة الصحة العالمية تعتقد بأنَّ الإصابات في إيران أكبر مما نظن، بل وممَّا هو معلن أصلاً، كما أنَّ تقارير غربية وكندية تتحدث عن 18 ألف إصابة مخفية حتى الآن، تعنت (ملالي) الأضرحة والمزارات وعدم استجابتهم لأصوات وتحذيرات المثقفين الإيرانيين والأصوات المعتدلة في طهران، ساهم في تفشي (الفيروس) في كل أنحاء إيران، مع التغرير (بالبسطاء والأبرياء) من العامة خصوصاً النساء وكبار السن، وعدم تحذيرهم من خطر الزيارة في هذا الوقت، الأمر الذي فاقم الوضع، وأدخل النظام بأكمله في منطقة حرجة داخلياً وخارجياً، فهل انقلب السحر على الساحر؟. هذا ما سنحاول معرفته غداً. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :