المواطنون الإيرانيون أنفسهم غير واثقين من قدرة النظام على تجاوز أزمة انتشار (كوفيد-19)، مع عجز الحكومة الواضح التصدي (للفيروس)، المعركة بدأت الانتقال -مُنذ أيام- إلى أماكن أخرى، وبسيناريوهات مُختلفة وجديدة لا يحبذها (الملالي) عادة، فقد كانوا يتوقعون عكس ما يجري الآن داخلياً وخارجياً، فالضغوط الدولية على إيران ومن (حلفاء النظام أيضاً) بدأت تتزايد بضرورة التعامل بشفافية مع هذا الملف وتشارك المعلومات مع المنظمات الدولية والدول الفاعلة، مع اتخاذ تدابير وقائية للحماية ومنع الانتشار، وسط خيبة أمل إيرانية بعدم فعالية التلويح بورقة (العقوبات)، التي يبدو أنَّ إقحامها كان خاطئاً مُنذ البداية، خصوصاً بعد أن أعلنت أمريكا مُبكراً استعدادها للتعاون مع طهران، وأنَّ الأدوية والمعدات الطبية لمُعالجة (كرونا) خارج الحسبة (الآن). لا أحد يمكنه الوثوق في النظام الإيراني، لذا لا يجب أن يسمح له التعامل مع التسهيلات الجديدة (بمفرده)، بمعزل عن المنظمات الصحية والرقابة الدولية، فالوضع الإنساني الداخلي والخارجي قد لا يعني (الملالي)، الذين همهم الأكبر الاستفادة من أي فرصة واستغلالها لصالح مشروعهم التوسعي، لا لعلاج المصابين أو الحد من الانتشار، ويكفي فهم محاولات (ظريف) وزير الخارجية الإيراني ووصفه لـ(كرونا) بالمشكلة العالمية التي يجب حلها بتعاون دول العالم -بلا تسيس- وهي محاولة متأخرة للخروج من الأزمة التي افتعلها النظام، وهذا لم يكن رأي طهران في البداية. عشق (النظام) لإشعال الحرائق في الخارج، أعمى قلوبهم فلم يحسبوها هذه المرة -بالشكل الصحيح- بمحاولتهم استثمار (كوفيد-19) بقصد تحقيق أهداف خارجية، وتوحيد الشعب الإيراني من الداخل، لكن انتشار (الفيروس) وخروجه عن السيطرة بهذه السرعة أفشل -على ما يبدو- المخطط، بسبب تعنت وتخاذل (ملالي) الأضرحة والمزارات، وتقاعسهم في الحد من الزيارة أو وقفها بداية الأمر، وهو ما أوصل الحال إلى ما هو عليه اليوم مع تصاعد الأرقام، وبداية المواجهات والصدامات في (بندر عباس) وغيرها من المناطق نتيجة التخبط المستمر في نقل وعزل مرضى (كوفيد-19) بطريقة عشوائية، كشفت فشل النظام الإيراني، وأهدافه وغاياته غير الأخلاقية والإنسانية، وهو ما يُوجب تحمله للمسؤولية الأخلاقية والإنسانية كاملة تجاه أي كوارث إنسانية قد تحدث للأبرياء من زوار الأضرحة والمزارات. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :