سبق لي أن كتبت عن مشاكل "احتلال" بعض السائقين لمواقف ذوي الإعاقات الخاصة في بعض المراكز التجارية، وهي مشكلة يبدو أنها مستعصية حالياً عن الحل في ظل عدم اهتمام الجهات المعنية بها، ربما باعتبارها ليست من الأولويات لدى جميع أولئك "غير المعنيين" قبل أسابيع قليلة قمت بتصوير عدد من السيارات الشبابية الفارهة وهي تحتل مواقف ذوي الاعاقة في مركز "ستارز أفينو" بجدة وذلك على مرأى من موظفي الأمن الذين كانوا يقومون بأنفسهم بحجز تلك المواقف لأصحاب تلك السيارات لسبب لا أعلمه .. وأكرر أن السيارات التي كان يسمح لها بالوقوف هي دوماً سيارات شبابية فارهة يريد أصحابها الوقوف أقرب ما يمكن لبوابة المركز كسلاً منهم من ناحية وحباً للاستعراض بسياراتهم أمام مرتادي ومرتادات المركز .. وكل هذا كما ذكرت بتسهيل ليس فقط من موظفي الأمن، ولكن من موظفين في إدارة السوق نفسه. هذا ما عرفته بعد أن قمت بالذهاب إلى مكتب مدير المركز حيث تحدثت مع شخص أخبرني أنه نائب المدير. وعندما شرحت له المشكلة لم أجد منه أي اهتمام أو تجاوب, بل حاول تبرير ذلك مرة بأن السيارات تعود لموظفين في المركز ومرة أخرى بأن موظفي الأمن لا يمكنهم منع أصحاب تلك السيارات من الوقوف لأنهم "أشخاص مهمون". وفي النهاية بقيت تلك السيارات مكانها.. ليس هذا فحسب, بل اني عند مغادرتي للسوق وجدت إحداها قد غادرت وحلت محلها سيارة أخرى.. ولا عجب فقد كانت طبعاً شبابية فارهة أيضاً. خلاصة الموضوع أنه في ظل تقاعس كل المعنيين بالأمر عن حماية أبسط حقوق ذوي الإعاقة وهي عدم استغلال مواقفهم، فقد قاموا هم أنفسهم بمحاولة استخلاص هذه الحقوق، حيث قام "سفر الحقباني" وهو أحد لاعبي المنتخب السعودي لكرة السلة لذوي الإعاقة مع مجموعة من زملائه بتصميم وطباعة مخالفة أسموها "مخالفة إنسانية" تقول : "إذا أردت أن تأخذ موقفي فخذ إعاقتي .. من فضلك وقفها صح", حيث يقومون بوضعها على السيارة التي تقف دون حق في المواقف الخاصة بهم, على أمل أن يشعر صاحبها بالخجل والعار ويبحث لنفسه عن مكان آخر يوقف سيارته فيه. الذين يحتلون بسياراتهم مواقف ذوي الإعاقة دون خوف -نتيجة غياب القانون الرادع والمخالفات المرورية- هل يا ترى سيمنعهم الخجل والحياء و"المخالفات الإنسانية" من القيام بذلك؟ والى متى سيظل صمت الجهات المعنية بالأمر سواء كانت مرور أو شرطة وتعذر كل منهم إما بأن هذا ليس من اختصاصه, أو أنه ليست هناك بطاقات وملصقات خاصة تميز سيارات ذوي الإعاقة, وكأننا نتحدث عن اختراع لم يسبقنا إليه أحد في العالم؟
مشاركة :