كلمات ليست كالكلمات | لولو الحبيشي

  • 10/30/2013
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

كلمات خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- في قضية سيول جدة (كائنًا مَن كان) ليست كالكلمات، لأن العمل بها تفعيل للإصلاح بأوسع صوره، فإن خضع كائن مَن كان للمحاكمة، وحُوكم كما يُحاكم كلُّ فردٍ، وأيّ فردٍ دون تمييز، تحقَّق العدل الذي هو أساس الحكم، وتحقّقت مسؤولية الراعي في الحفاظ على استقرار الأمور، واستتاب الأمن عملاً بقوله تعالى: (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعمَّا يعظكم به إن الله كان سميعًا بصيرًا)، واتِّعاظًا بالحديث الشريف: (إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد). فكلمته -حفظه الله- (كائنًا من كان) تأكيد لسيادة القانون، وهيمنته على الجميع، ومساواة الجميع أمام الشرع في تحمّل المسؤوليات الجنائية، وبناءً عليه لن يستمر أحد في ارتكاب تزكية النفس، والتعالي على الآخرين من أي منطلق، ولن يصبح متاحًا لأحد أن ينجو من عقوبة جناية ارتكبها؛ لأن ثمة مَن يزكيه ويظن فيه خيرًا، في حين يظن الشر بآخرين، فالكل في ظل (كائنًا مَن كان) سواسية لا فرق مطلقًا! وأجمل ما في (كائنًا مَن كان)، فضلاً عن معاني العدالة السامية، وصرامة القانون، مناسبتها لحل كثير من المشكلات الحالية في صراع التيارات، والخصومات بينهم التي لا تتوقف رحاها عن الجعجعة، فضبط الصراع بـ(كائنًا مَن كان) كفيل بوقف عن التعدّي على الآخرين، وتحطيم أصنام القداسة الوهمية التي يحيط بها البعض أنفسهم، سواء لمكانتهم الاجتماعية، أو انتمائهم لتيار ما، (كائنًا من كان) تجعل البشر في موازين البشر، وتذكرهم بكثير من الحقائق الشرعية التي تغيب أو تغيّب عن الأذهان انتصارًا للهوى، فهي تذكرهم بأن الشيطان يوسوس للجميع، وأن الجميع عرضة للوقوع في حبائله، كما قال صلى الله عليه وسلم (إِنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)، وأنه لا يوجد على الأرض سوى أبناء آدم البشر الخطائين. (كائنًا مَن كان) إكسير الإصلاح، وترياق الفوضى. @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :