هناك أساليب كثيرة للمعاملة الوالدية المطلوبة، سواء للأطفال عموماً أو الموهوبين منهم على وجه الخصوص، ولقد زخر الأدب التربوي الخاصة بميدان الموهبة بالكثير من القضايا والموضوعات المرتبطة بهذا الجانب الهام في إرشاد أسر الأطفال الموهوبين، ومنها: * اعْطِ طفلك الموهوب نفس المعلومات التي لديك عنْ نسبة الذكاء ومستوى القدرات النسبي: إذا كنت لا تعرف أسلوب تنفيذ ذلك، أو إذا كنتَ تشعُر بعدم الارتياح فاطلبِ المُساعدةِ المهنية لإعداد وتجهيز نفسك. فالأطفال في المدى المتوسط والعادي يُمكنهُم معالجة ذلك بكلِّ تأكيدٍ التكيُّف وهو أطفال عاديون، والأطفال الذينَ يحتاجون إلى المساعدة لمعرفة وفهمِ السبب. وأعتقد بأنَّه يُمكنُ تقاسم التفصيلات الدقيقة عندما يصلُ عمر الطفل الزمني (12) سنة، ويُمكنك تقدير عمر طفلك الزمني بكلِّ دقة بأنْ تتذكر السنّ الذي وصل فيه إلى معالم تنموية أو نمائية بارزة في حياته مقارنةً مع المعدلات التي تتوافر لديك عن السلوك المدرسي. وهناك مدى عُمري معيَّن على علبة لعبة تعليمية ما. هل الطفل يستمتعُ بالأحاجي وحلّ الألغاز في سنٍّ قبل السنِّ المذكور على اللعبة؟ لا تتصوّر أنَّك ببساطة تقارن بين طفلك والأطفال الآخرين لدى أصدقائك. فقد يسبب هذا تقليل منْ شأن وقيمةِ مستوى طفلك العقلي. وتذكَّرْ بأنَّك وأصدقاءك متشابهون جداً في المدى العقلي المتماثل. هذا جزءٌ من أسلوبكَ في معرفة الأطفال، وعدم تقبُّل طفلك على باقي الأطفال لا يعني أنّه غير موهوب! فهناك احتمال بأنَّ طفلك والأطفال الآخرين موهوبين. * لا تنزعج إذا كانت مُساعدتك للطفل الموهوب على معرفة نفسه أفضل ستؤدي إلى طفلٍ أفضل، أو اتجاه نحوَ معرفةِ كلّ شيءٍ، أو تكبُّر منْ دونِ داعٍ: الموهبة الحقيقية التي يفهمها صاحبها تؤدي إلى فهم قبول الآخرين بشكلٍ أكثر انفتاحاً ومباشرة في حالة تفسيرها جيداً. فكلما زادت الموهبة العقلية عند الطفل كلما زاد احتمال معرفة الطفل لجهله وقلّة المعلومات، فلا تقلق منْ شعورِ الطفل بالتميُّز والتفوق عليه. ويجبُ أنْ يُنظر إلى الآباء نظرة احترام وإجلال وأنت مجهَّز ومزوَّد بمعلومات أكثر مما تتصوَّر. * استمتع بهذا الوقت الرائع من حياتك: روح الدعابةِ هي إحدى مظاهر وعلامات الموهبة البارزة، ومنَ الصفات والسمات الأخرى للموهبةِ هي المفردات والكلمات البارزة والمستويات العالية منَ الإدراك. وهناك أشياء مشتركة كثيرة بينك وبين طفلك، فعندما تبدأ أنت وطفلك الموهوب التقرُّب من بعض والتعرُّف على بعض، فلا تستعجل في فهم ومعرفة طبيعة الموهبة. ليسَ المهم هو مستوى موهبة طفلِك أو دعم المدرسة. لذا، يجبُ عليك أنْ تنهي وتختم معظم أيامك بعبارة: أنا شخصٌ محظوظ بك. * اسْمَحْ لطفلكَ الموهوب بالمبادرة والمبادأة: ما الأشياء التي يستمتعُ بها؟ ما الأشياء التي يبدو فيها طفلكَ مُتقناً لها بشكلٍ جيِّد؟ وبالتالي زوِّد طفلك بالفرص والظروف التي يستطيع منْ خلالها أنْ يعمل فيها الأشياء التي يُجيدها أو يَسْتمتعُ بممارستها وأدائها. على سبيل المثال: عندما يحبُّ طفلك التجارب العلمية. أحْضِرْ له كُتُباً ومجلات بها تجارب وابتكارات علمية واقعية ومستقبلية وخيالية، واقْتَنِ له مجموعة من الأحاجي والألغاز العلمية المتوفرة في الأسواق التجارية، وزُرْ معه المعارض والمتاحف العلمية التي تُقام في المجتمع المحلي أو خارجه بدول الجوار أثناء العطلة الصيفية أو الإجازات الطويلة الأخرى، وتصَفَّحْ بمعيَّتهِ المواقع الإلكترونية المُتاحة في المجالات العلمية التعليمية والمهنية، وعندما يكون أيضاً طفلك جيِّداً في الكتابة الإبداعية القصة القصية ونحوها أو الفنون التشكيلية الرسم ونحوه، فغَذِّهِ بالمواقف الحياتية التي تُكسبُه أساليب ومهارات وفنون الكتابة أو الرسم. * وَسِّع لطفلك الموهوب دائرة اهتماماته: بينا منَ المهم تزويد طفلك بالفرص والظروف للعمل والانشغال بما يُحبُّه وينسجمُ مع اهتماماته وقدراته، كذلك منَ المهم تعريض طفلكَ لأشياءَ جديدةٍ غير مألوفة بالنسبة إليه ولم يجرِّب خبراتها المعرفية والمهارية؛ وذلك نظراً لمحدودية المعارف التي سبق وأنْ تعرَّض لها الأطفال؛ ولحرصك على تنويعِ وتوسيعِ دائرة الاطلاع. لذا، فإنْ لم يتعرَّض الأطفال مثلاً لخبرات وتكنيكات برامج تكنولوجية التعليم البرامج التعليمية المحوسبة فإنَّهم بالتالي سوف يُخسرون مصدراً مهماً منْ مصادر التواصل التعليمية سواءٌ كانوا يُحبُّونها أو يُجيدونها. إنَّ الأطفال الموهوبين بطبيعتهم لا يستسيغون الإكراه والجَبْر لتعلُّم الأشياء الجديدة، ولكنْ ينبغي تشجيعهم ومساعدتهم بالمحاكمة العقلية والحوار الجاد. إذ هو ليس صراعاً مع الطفل، ومع هذا ينبغي ألاّ يتركَ الشيء المطلوب عمله وتجريبه منْ قبل الطفل لأكثر من يوميْن، إذ علينا طرحه عليه منْ جديد؛ كي يحسّ بقيمته وفائدته كداعم لمجال موهبته وما هو مبدع فيه.
مشاركة :