هناك أساليب كثيرة للمعاملة الوالدية المطلوبة، سواءٌ للأطفال عموماً أو الموهوبين منهم على وجه الخصوص، ولقد زخر الأدب التربوي خاصة بميدان الموهبة بالكثير من القضايا والموضوعات المرتبطة بهذا الجانب الهام في إرشاد أسر الأطفال الموهوبين، ومنها: * أبلغ طفلك الموهوب بقدراته وإمكاناته: هناك إجماعٌ بين المختصين العاملين في مجال تربية الأطفال الموهوبين على أن إعلام الطفل بقدراته وإمكاناته ومعارفه بشكل واضح وجدِّي يُساعد على الارتقاء السليم والتطوُّر لتلك الموهبة، ومن دون الدخول في تفاصيل درجة الذكاء ودرجة الإبداع ونتائج مقاييس الأداء، إذ ما يُهم الطفل هو مستوى موهبته بصورة لفظية خالية من الأرقام المجرَّدة. وتذكر بأنَّ طفلك قد يمتلك محبة الطفولة كقوةٍ سببية، ولكن قد لا يمتلك الخبرة في الحياة مُصاحبةً. إنَّه من الضروري معالجته ومخاطبته كبالغ، وخاصةً عندما يأتي ليتكلَّم عن قدراته، وما يمتلكه من تساؤلات ومعارف. * كُنْ واعياً بعاداتكَ وخصوصياتكَ الناجحة: والدا الطفل الموهوب عادةً ما يكونان موهوبيْن من تلقاء نفسيهما، وعندما تكون أنت وزوجتك موهوبيْن فهناك قضايا قوية عالقة من امتلاك الطفولة للخبرات، والتي قد تختلف عن خبراتك واهتماماتك، فخُذ الوقت الكافي لتقييم هذه المشاعر والقضايا قبل إظهارها أو إبرازها بشكلٍ مُباشرٍ أو غير مُباشرٍ في مثل حالات طفلك الذي قد يتخذك قدوة لمرحلة ما، ثمَّ ينجح إلى ما يعتلجُ في صدرهِ منْ أمورٍ أخرى يريد أنْ يُمارسها أو حتى يمتهنها في المستقبل. * استمتعْ بفترة الطفولة لدى طفلك: بالرغم من امتلاك طفلك الموهوب لقدرات عقلية فائقة، فمنَ المهم تذكُّر بأنه مازال طفلاً، والتركيزُ بشكلٍ مُبالغ فيه على المستقبل الاستعداد للجامعة؛ تحقيق درجات عاليةٍ في اختبارات القدرات؛ وغيرها، أو عن الماضي أنا أستطيع التلقِّي؛ أنا سوف أتلقَّى؛ وغيرهما، قد تأخذ نصيباً من خبرة الابتهاج المُستفادة منْ زيادة الإعجاب بالطفل الفذ، فدعْ طفلك الآن يهنأ من خلال معرفة السلوك بأنَّ موهبته ليست لعنة أو أذية للغير. وفي كلِّ الأحوال تذكَّر الضحك والبهجة واكتشاف السعادة بالعيش مع طفلك. السعادة تمضي سريعاً فعِشْها كلّها مع طفلك. * وفِّر وقدِّم التحديات العقلية داخل وخارج المدرسة: يتعلّم الطفل الموهوب دون المستوى في الصفوف الأولية، وتحقيق هذا الطفل لما يُنجزه زملاؤه في الصف يتم بسهولة، ومنْ دون تعب، ومنْ دون ممارسة وبسرعة فائقة وبأنماط تفكير وتعلُّم متنوعة. وقد يكون هناك ارتباطٌ أو علاقة بين قلق الاختبار والسعي نحو الكمال، والخوف من الرسوبِ وبين هذا الاشتراط المُبكِّر، ونقص التحدي في المدرسة. لذا، أعطِ طفلك الفرص ليشْعُر بخيبة الأمل والإحباط أو الحاجةِ إلى العمل الجاد، وقضاء وقت إضافي لعمل شيء ما. حاول ترتيب هذه الفرص في البيئة المدرسية في أغلب الأحيان قدر الإمكان. ومع ذلك، هذا خيارٌ لا يتوافر بسرعة في البيئة المدرسية، وربما تضطر للتجوُّل في المدارس عندما لا يكون لديهم استعداد للتعاون معك ومع طفلك إلاّ بشروطهم. ويُمكنكَ إعداد وتنظيم تحديات عقلية هادفة في أوقات غير أوقات المدرسة التي لا تُساهم في أيِّ مظهرٍ من مظاهر نمو طفلك العقلي. * لا تُبالغ في وضع خطة لطفلك الموهوب؛ هذا يختلف عن تقديم التحدي: عرِّض طفلك لمهارات مختلفة وأنشطة كثيرة تكشف بها عن مستوى الموهبة وشدة الشغف والولع في الطفل. واعْطِ طفلك الحرية وامنحه الفرصة لتحديد الخيارات الخاصة بالأندية والأنشطة اللا منهجية التي يرغب في ممارستها. اعْطِ طفلك الوقت الكافي للمعالجة والقراءة من أجل المتعة واستثمار حياته، ودعِ الأفكار تغلي وتهتاج، لا تحكم على قيمة خيارات طفلك أثناء أوقات الفراغ والراحة ما عدا لأسباب الصحة والسلامة. فضلاً عن ربطِ الأنشطة باليوم المدرسي الطويل للطفل، فكِّر في منح الطفل فُسَح أو فترات راحة مدرسية منتظمة للتعلم بحسب سرعة تقدمه وفهمه في البيت، خاصة أثناء الصفوف الأولية في المدرسة الابتدائية، عندما يقرأ في مستوى الصف الخامس في الوقت الذي يعمل فيه زملاؤه بالصف في كتب القراءة للمبتدئين. ويتفوق الأطفال بسرعة في الرياضيات إذا أتيحت لهم الفرص، وتسمح بعض المدارس كما هو متوافر في معظم الدول الأجنبية بأنْ يكون لطفلك معلِّم خصوصي أسلوب التلمذة، وعادة على حسابك الخاص داخل المدرسة أثناء الدوام المدرسي. ولكنَّ هذا الأمر غير مشجِّع أو مشجِّع ومريح من حيثُ الترتيب والإعداد، وقوانين المدارس الموجودة في كلِّ دولة أو قُطر تُساعدكَ وتمكِّنك من التعلُّم في المدارس نصف الوقت أنتَ لستَ مُلزم بالتعهُّد والالتزام بالمدرسة المحلية يومياً وطوالَ الوقت وباستمرار، وتستطيع أنْ تُحددَ أوقات اليوم الدراسي التي تُساعد في نمو طفلك من الناحية العاطفية والعقلية، وقدِّم لطفلك الخبرات الهادفة والمشجعة في مكان آخر أثناء هذه الأوقات، وتستطيع الحصول على كلِّ المعلومات اللازمة لتبدأ باستخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في ظل المدرسة المحلية.
مشاركة :