قال علي هندي المحلل السياسي، إن الحملة الإعلامية التي صاحبت الموقف الأمريكي في مفاوضات سد النهضة الأخيرة وضعت إثيوبيا في حرج. وأضاف أنه بعد اجتماع واشنطن الذي سبق الاجتماع الأخير استدعت إثيوبيا لجنة المفاوضات واتهمت أمريكا بأنها وقفت إلى جانب مصر، لافتًا إلى أن الجانب الإثيوبي رأى أنه بحاجة إلى مزيد من الوقت لحين الانتهاء من أعمال اللجنة التي تم تشكيلها، حيث إنها لا تريد الخروج بقرارات تثير غضب الشارع الإثيوبي. واتهمت إثيوبيا الولايات المتحدة بعدم الدبلوماسية في محاولتها حل الخلاف بشأن سد النهضة، وتعهدها في الوقت نفسه بمواصلة المحادثات الجارية. ومن جهتها أعربت واشنطن عن خيبة أمل كبيرة لغياب إثيوبيا عن الاجتماع الأخير لسد النهضة. وفي سياق متصل أكد وزراء الخارجية العرب، رفضهم المساس بالحقوق التاريخية لمصر والسودان في مياه النيل أو الإضرار بمصالحهما والتشديد على أن الأمن المائي لمصر والسودان جزء لا يتجزأ من الامن القومي العربي، والتأكيد على تضامن الدول الأعضاء مع مصر والسودان في مواجهة المخاطر والتأثيرات والتهديدات المحتملة لملء وتشغيل سد النهضة دون التوصل لاتفاق عادل ومتوازن مع جمهورية إثيوبيا حول قواعد ملء وتشغيل السد. وشدد الوزراء، في ختام أعمال اجتماعهم في دورته 153 برئاسة سلطنة عمان خلفا للعراق، على رفض أي إجراءات احادية تقدم عليها جمهورية إثيوبيا بما في ذلك بدء ملء خزان سد النهضة دون التوصل لاتفاق شامل يحكم عملية ملء السد وينظم عمل تشغيله، لما ينطوي عليه ذلك من تهديد مباشر لمصالح مصر والسودان وحقوقهما المائية وبما يمثل خرقا ماديا لاتفاق إعلان المبادئ المبرم بين مصر والسودان وإثيوبيا في 23 مارس 2005.
مشاركة :