ناقش صالون المستقبل الثقافي في القاهرة، الترجمة العربية لرواية «التصحيحات» للكاتب الأميركي جوناثان فرانزن، وترجمة عمرو خيري، وأدار اللقاء الروائي سيد علي. وتحدث الناقد الدكتور يسري عبدالله، عن أهمية هذه الرواية التي تجمع بين الأعمال الكبيرة والكلاسكية وبين الأعمال الحداثية. مؤكدا، أن المترجم المصري عمرو خيري، استطاع أن يمسك بروح النص، فجاءت الترجمة ثرية وتحتوي على هوامش تزيد العمل متعة وجمالا، وتمد القارئ بمعلومات مهمة. وأضاف: «هناك تعدد في مستويات اللغة في النص المترجم، ما بين الفصحى بنت منطق العامية، واللغة الكلاسيكية الرصينة، وصولاً للعامية القحة». مشيرا، إلى أن وعي المترجم وكونه بالإساس قاصّا ومبدعًا ساعده كثيرا على ترجمة العمل والحفاظ على «روح العصر». وقال الروائي الشاب سيد علي: «من يتابع أعمال عمرو من كتابات إبداعية أو ترجمات، سيلاحظ أنه في نصوصه المترجمة، يعمل بحس المبدع الذي يحمل هموم العالم، فيختار من الأعمال ما يتسق مع نظرته إلى ذلك العالم، وكثيرا ما قرأ أعمالا بلغتها الإنكليزية، فيظل مشغولا بتفاصيلها إلى أن تأتي الفرصة المناسبة ليبدأ في ترجمتها، ولا ينقطع الانشغال بالنص حتى بعد الانتهاء من الترجمة وخروج الكتاب من المطبعة، ويظهر أثر ذلك الانشغال أو ما أسميه (همّ المبدع) في استخدامه اللغة العامية على لسان شخصيات الرواية في أكثر من موضع، لكنها تأتي متسقة مع الدفقة الشعورية للشخصية في لحظة الحوار، وكذلك متلائمة مع الجو العام للرواية من جهة أخرى». وتحدث المترجم عمرو خيري، عن مركزية الرواية الواقعية في الولايات المتحدة، قائلا: «إن أدب جوناثان فرانزن الواقعي صادف نجاحا واسعا في أوساط النقاد والكُتّاب والقراء، حتى إن رواية «التصحيحات» كانت هي اختيار الكُتاب من جيل جوناثان فرانزن في استفتاء على أفضل رواية أميركية من بعد العام 2000. وعلق على استخدام العامية في الترجمة، بأن تعدد مستويات اللغة في النص الواحد يحتاج إلى حلول في الترجمة إلى العربية وإلا تصبح الترجمة منقوصة، خصوصا أن لغة «التصحيحات» تتراوح في الأصل بين الرصانة والكلاسيكية واللغة الحياتية اليومية ومستوى من الخطاب ربما كانت العامية هي الحل الأمثل له.
مشاركة :