دردشة في رميم الأمم

  • 3/5/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عبد اللطيف الزبيدي ماذا بقي لمنظمة الأمم من الشخصية المعنوية والمهابة؟ لا تقل: لا شيء، فهي ليست أقلّ من إطار بلا لوحة، أو دفتي غلاف بلا كتاب، أو كبئر نضب ماؤها، يلقي اليائسون نظرة عليها لعل معجزة تحدث. لكن، يقيناً عدمها أقل ضرراً من وجودها.لا شك، عدمها أفضل ألف مرّة من وجودها. الأدلّة دامغة تترك عشرين «بطحة» على الرأس. مثلاً: هل كان السادة النجباء في القضية المركزية سابقاً ستزل بهم قدم الطالع النحس، إلى وحول أوسلو ودوّامات المفاوضات عقوداً، ليصحوا على نهاية أسوأ بكثير من البداية؟ السلطة ضحية إدمان المفاوضات: «وداوني بالتي كانت هي الداء». شفاها الله، وشفى القضية منها. لولا منظمة الأمم، المتحدة على غير المتحدين، لكانت الشعوب ابتكرت أساليبها الخاصة لمواجهة انعدام القوانين. في قديم الزمان كانت السيوف تداوي جراحات السيوف. في غاب قانون الغاب، لا تعرف المخلوقات الغصة والغم. الموجود الحاضر هو السيّد السائد الناظر. لا خاطر يغتمّ للمخاطر، لأنها شريعة تلك الحياة. لكن، حين كثر هذيان الفلاسفة والمفكرين ودعاة الإصلاح بالقانون الدولي، وضرورة احترامه والتزامه، ارتدت السباع طيلسان المحامين المدافعين عن حقوق الحيوان الناطق، وانطلق سحر بيان عوائها في خلواتها: يا ذوات النيوب والمخالب القاطعة، تعالي نؤسس منظمة تنادي بحماية القطعان والحظائر، ثم نخضعها لإرادتنا وأوامرنا، فإذا قرّرنا شيئاً جعلناه قانوناً فوق كل القوانين، فتبصم عليه مخلوقات المنظمة بالعشر. عندئذ نضع شرعة الأمم وما تفرّع منها من ذرّ رماد في العيون، على الرفّ، ونغدو نحن القانون الدولي والشرعية الدولية والمجتمع الدولي. هكذا نكون قد صنعنا من منظمة الأمم كوميديا للضحك من ذقون الشعوب. النظام العربي مذهول، معه حق. قبل أن تتخلخل الدعائم، كانت له أبّهة: «وَرد إذا ورد البحيرة شارباً..ورد الفرات زئيره والنيلا»، ولكونه لم يكن يكترث لحرمة القوانين، أو يستشرف عواقب زوالها، كان تماماً:«في هيبة الرهبان إلاّ أنه..لا يعرف التحريم والتحليلا». فجأة زلزلت أرض الموازين، فوجد نفسه منكشفاً في عين الإعصار، لا الجامعة العربية راسخة القدمين، ولا منظمة الأمم أكثر من خيال مآتة. يا شماتة. إلاّ ترامب يقطع من هبرة الفرائس العربية، ويلقي بها إلى بوز النجمة السداسية. لزوم ما يلزم: النتيجة الدُّعائية: سبحان الذي أنعم على الضعفاء بالصين وروسيا، فلولاهما لكان الثور رمى بالكوكب من على قرنيه. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :