ديوان الخدمة المدنية العقيم يحيي العظام وهي رميم !!

  • 8/9/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قال أبوالطيب المتنبي :متى يبلغ البنيان يوما تمامهإذا كنت تبنيه وغيرك يهدمالمثل التركي يقول (ماذا ينفعني وسع العالم إذا كان حذائي ضيقا) وهو ينطبق على ديوان الخدمة المدنية الذي لازال يطبق قرارات أكل عليها الدهر وشرب والمسؤولون فيه يعيشون في برج عاجي لا يشعرون بمعاناة وهموم الطلبة المبتعثين في الخارج في درجة الماجستير والدكتوراة وهو لازال يغط في سبات عميق رغم أن جهات حكومية أخرى تتعامل بسخاء مع طلبة الدرجات التي ذكرناها لأنها شعرت بمعاناة هؤلاء المبتعثين . الجدير بالذكر أن الديوان يطبق قرار صدر سنة 1986 بخصوص المستحقات المادية للمبتعثين لاستكمال دراسة الماجستير والدكتوراة ولم يتم تحديث هذه المستحقات وزيادتها رغم أن الأسعار في الدول التي يتم إرسال البعثات لها قد تضاعفت عشرات المرات مما جعل ظروف المبتعثين صعبة إن لم تكن مستحيلة فالراتب الذي يصرف لهم يغطي فقط إيجار السكن وبعض الاحتياجات البسيطة ولعل الكثير من المبتعثين يستعينون بأهلهم للصرف عليهم فهل يعقل ذلك يامسؤولين في ديوان الخدمة المدنية ؟ فهذا الموقف العقيم من الديوان الذي لايوفر الأمان المعيشي للمبتعثين ويصر على إحياء العظام وهي رميم ونقصد تمسكه بقرار قديم يحتاج ليس إلى تعديل بل إلى نسف .أرسل مجموعة من مبتعثي ديوان الخدمة المدنية بالخارج بمذكرة إلى نائب رئيس الوزراء وزير المالية رئيس ديوان الخدمة المدنية أنس الصالح وكذلك إلى اللجنة التعليمية في مجلس الأمة وذلك بعد عرضها على وكيل الديوان محمد الرومي الذي وعد بحل وتسهيل جميع المشاكل المتعلقة بالمخصصات المالية للمبتعثين ولكنه وعد خالي الدسم !! ولازالت هذه القضية تراوح مكانها مما زاد من معاناة الطلبة المبتعثين بسبب غياب المسؤولين وأعضاء مجلس الأمة الذين يقضون إجازة للراحة والاستجمام ولايشعرون بمعاناة الطلبة المبتعثين فهي آخر همومهم فهناك هموم أخرى تشغلهم وأهمها عودة الجناسي !!وللأسف فقد باءت محاولات المبتعثين بالفشل نظرا لعدم جدية المسؤولين بالديوان والحكومة و مجلس الامة .وزير المالية أنس الصالح يرفض أي زيادة في المصاريف وعذره الجاهز أن هناك عجز في الميزانية وطبعا هذا العذر أقبح من ذنب فهذا القرار صدر في سنة 1986 وقد ارتفعت أسعار النفط أضعافا مضاعفة وتراكمت الفوائض المالية ولكن الحكومة بعثرت هذه الأموال على مشاريع مليارية فاشلة لا وجود لها على أرض الواقع بل إنها دفعت غرامة لشركة الداو كيميكال بلغت ملياري دولار بسبب سوء الإدارة ونسيت الثروة الحقيقية للبلد وهو العنصر البشري وطبقت عليه سياسة التقشف لأنها تريد تغطية العجز من جيوب المواطنين وكذلك الطلبة المبتعثين للخارج.لو أردنا مقارنة المخصصات المالية لطلبة الكويت المبتعثين بالخارج مع مخصصات طلبة دول الخليج الأخرى فسوف نكتشف أن الفارق كبير فمثلا طلبة قطر المبتعثين لدراسة الماجستير و الدكتوراه تصل مخصصاتهم إلى 5 آلاف باوند انجليزي في المملكة المتحدة وطلبة الإمارات تصل تخصصاتهم إلى 4 آلاف باوند وأما طلبة الكويت فيصرف لهم فقط ألف باوند يعني حتى أقل من النصف .إن الكويت أفضل إِنْ لم تكن في نفس القوة الاقتصادية للدول التي ذكرناها ولكنها لاتهتم بالعنصر البشري ولاتستثمر في الثروة الحقيقية للبلد وهو المواطن ولكنها تستثمر المليارات في البورصات والأسواق العالمية رغم الخسائر الفادحة التي تحققها سنويا ولذلك نقول للحكومة قد آن الأوان للاهتمام بالعنصر البشري ولعل هناك مثال على الدول التي تطورت كثيرا وأصبحت من نمور آسيا اقتصاديا بعد ما كانت دولة فاشلة بسبب اهتمامها فقط بالتعليم وهي ماليزيا ورئيس وزرائها السابق مهاتير محمد الذي نقل ماليزيا إلى مصاف الدول الحديثة بعد أن طور التعليم .ختاما نأمل من الحكومة والمجلس الاهتمام بمطالب الطلبة المبتعثين للخارج بواسطة ديوان الخدمة المدنية ومساواتهم بالجهات الأخرى مثل جامعة الكويت والمعهد التطبيقي وأن تكون الحكومة سخية مع الطلبة المبتعثين في الخارج فهم يعيشون هم الدراسة وهم الغربة ومهما صرفت عليهم الحكومة فهو ليس خسارة بل استثمار للمستقبل لأنهم سوف يسخرون علمهم وشهاداتهم في خدمة الكويت .أحمد بودستور

مشاركة :