واصل الجيش اللبناني، أمس، استهداف تحركات المسلحين القادمين من سوريا في المناطق الحدودية مع سوريا شرقي البلاد، فيما يهدد الشلل مجلس الوزراء اللبناني، الذي بات يخشى أن يدخل مرحلة التعطيل اعتباراً من الخميس المقبل، بعد الفراغ في رئاسة الجمهورية، وشلل البرلمان بانتهاء العقد التشريعي في نهاية شهر مايو/أيار الماضي، بعدما تردد أنّ رئيس الحكومة تمام سلام لم يوجّه السبت دعوة إلى الوزراء لعقد جلسة الخميس المقبل، كما درجت العادة. وذكرت مصادر أمنية أن الجيش اللبناني يقصف مواقع المسلحين في أطراف بلدة عرسال شرقي البلاد بالمدفعية والصواريخ. وتتخوف المصادر من تجدد الاشتباكات بين القوى الأمنية اللبنانية والمسلحين الموجودين في أطراف عرسال بما يسمى معركة عرسال الثانية، حيث كانت البلدة قد شهدت في الثاني من شهر أغسطس الماضي اشتباكات بين الجيش وعناصر مسلّحة من جنسيات مختلفة من تنظيم داعش وجبهة النصرة، بعد إلقاء القبض على السوري عماد أحمد جمعة الذي ينتمي إلى جبهة النصرة بحسب بيان للجيش اللبناني. من جهة أخرى، رجّحت مصادر وزارية شللاً حكومياً لفترة زمنية قصيرة، تحفظ ماء وجه من رفعوا سقفهم عالياً، إلا أن المياه سرعان ما ستعود إلى مجاريها، لأن تسيير أمور الناس أولوية ولأن توجيه ضربة قاضية إلى الحكومة خط أحمر محلياً وأقليمياً ودولياً. واعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن ما يظهر حتى الآن لا يدعو إلى التفاؤل، فهناك وزراء سيمنعون البحث في جدول الأعمال إلى حين إقرار التعيينات. ولفت إلى أن سلام سيعتمد كما العادة سياسة الاستيعاب والنفس الطويل. وقال من يثيرون الفوضى في الحكومة، سيستفيقون بعد عدد من الجلسات، فهناك قروض كبيرة ومساعدات وهبات ورواتب لموظفي القطاع العام ونقل من الاحتياطي العام، وكل ذلك يحتاج إلى عمل حكومي، فليتحمل الجميع مسؤولياته وإلا فإننا سنرمي هذه الكرة في وجه المعطلين وليحاسبهم الرأي العام. من جهته، أشار نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل إلى أنه خلال جولاته الميدانية على المواقع الأمامية وما لمسه من معنويات عالية تتمتع بها وحدات الجيش المنتشرة عند الحدود، زادتني يقيناً وقناعة بأن لبنان صامد ويبقى صامداً وقوياً طالما يحظى جيشه بالدعم والتأييد المطلوبين. وبالرغم مما تعرض له أثبت للعالم قدرة ومهارة وكفاءة في محاربة الإرهاب والتكفيريين وكشف الخلايا في الداخل التي تتآمر على تراب البلاد، ما حدا بهذه الدول إلى المسارعة لدعمه وتسليحه إيماناً منها بأن انتصاره على الإرهاب هو انتصار للبنان، ولهذه الدول المهددة بالإرهاب. وأنه بالرغم من التضحيات والدماء التي يقدمها وما تعرض له من كمائن بقي متشبثاً بقسمه، شرف تضحية وفاء. وأضاف أن الجيش محصن وجاهز للدفاع عن الحدود والأراضي اللبنانية بكاملها وأملنا في أن نتمكن في القريب من تحرير العسكريين المخطوفين.
مشاركة :