القدس 4 مارس 2020 (شينخوا) سجل العرب في إسرائيل مشاركة لافتة في انتخابات الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي في دورته الـ23 التي جرت الاثنين، وهو ما عزز من حضورهم في الساحة السياسية للبلاد. وسجلت نسبة تصويت العرب في الانتخابات ارتفاعا ملحوظا وصل إلى حوالي 65 في المائة وهي الأعلى منذ عام 1999، وحصلت القائمة المشتركة أكبر ممثل للعرب في إسرائيل، على 88.3 في المائة من الأصوات في البلدات العربية. وأظهرت نتائج الانتخابات، حصول القائمة المشتركة على 15 من أصل 120 مقعدا بعد فرز 99 في المائة من مجمل أصوات الناخبين. ووفقا للنتائج، فقد حصلت القائمة على مقعدين زيادة عما حصدته في انتخابات سبتمبر الماضي وهو ما شكل "إنجازا تاريخيا"، بحسب رئيس القائمة أيمن عودة. وأصبحت الأحزاب العربية على بعد خطوة واحدة من تحقيق أفضل حصيلة لها في تاريخ الانتخابات في إسرائيل ما سيعزز مكانتها كثالث أكبر كتلة برلمانية في الكنيست. وصرح عودة في مؤتمر صحفي عقب إعلان استطلاعات رأي للانتخابات، بأن ما حققته القائمة المشتركة بمثابة "إنجاز برلماني غير مسبوق، يمثل بداية تقوية اليسار الحقيقي في إسرائيل". وبينت المؤشرات أن النتائج التي حققتها القائمة المشتركة ترجع إلى الإقبال الكبير الذي شهدته هذه الجولة من قبل الناخبين العرب. والقائمة المشتركة هي تحالف سياسي يضم أربعة أحزاب عربية في إسرائيل، هي (الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، والتجمع الوطني الديمقراطي، والقائمة العربية الموحدة، والحركة العربية للتغيير). وقال يوسف جبارين النائب العربي في الكنيست في تصريحات للصحفيين، إن التفاف المواطنين العرب حول القائمة المشتركة والإجماع عليها في أوساط العرب في إسرائيل ساهم في وصولها إلى هذا العدد من المقاعد. وأضاف "الشعور بمخاطر المرحلة، في ظل سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العنصرية، وحكم اليمين الذي شهد سن العديد من التشريعات العنصرية على غرار قانون القومية كل ذلك زاد من دعم القائمة". وتابع "المخاطر المحدقة في سياق تطبيق صفقة القرن الأمريكية التي تتنكر للشعب الفلسطيني وحقوقه، أدى بشكل مباشر إلى ارتفاع نسبة التصويت عند العرب". وبحسب لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، ارتفعت نسبة إقبال تصويت العرب في إسرائيل في هذه الجولة من الانتخابات إلى 5.5 عن الانتخابات السابقة في سبتمبر 2019، وبأكثر من 15 في المائة مقارنة بانتخابات أبريل 2019. وقال الباحث في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية اريك رودنتسكي ان القائمة المشتركة حظيت بزيادة المصوتين من خارج القرى العربية الكلاسيكية (المدن المختلطة وفي أرجاء إسرائيل). وبدا لافتا في هذه الجولة من الانتخابات أن النسبة الأكبر من العرب صوتوا للقائمة العربية المشتركة بواقع 88.3 في المائة، في حين جاء حزب (أزرق أبيض) الذي يتزعمه بيني غانتس في المركز الثاني من حيث الأحزاب التي صوت لها المجتمع العربي. ودرجت العادة أن لا تنضم الأحزاب العربية إلى الائتلافات الحكومية في إسرائيل. وهذه هي النسبة الأعلى في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية التي يصوت فيها المجتمع العربي لصالح الأحزاب العربية، مقارنة بالسنوات السابقة، حيث وصلت نسبة المصوتين العرب للأحزاب الإسرائيلية في انتخابات 1992 إلى 52 في المائة، وهذا يدل على التغير الكبير الذي حصل في المجتمع العربي. والعرب في إسرائيل هم أبناء وأحفاد الفلسطينيين الذين بقوا في مجتمعاتهم أو نزحوا إلى مدن وبلدات وقرى أخرى قريبة منها بعد أول حرب بين العرب واسرائيل في عام 1948. ويقول عضو اللجنة الفلسطينية للاتصال بالمجتمع الإسرائيلي أشرف العجرمي إن تقدم القائمة المشتركة في انتخابات إسرائيل "ضربة كبيرة" لنتنياهو. وأضاف العجرمي لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن نتنياهو "لعب على وتر تصويت المواطنين العرب في الانتخابات السابقة، عندما حذر جمهور اليمين من أن العرب يتدفقون إلى الصناديق ودعاهم للتصويت بكثافة وهذا عملياً أفاده". وتابع "لكن هذه المرة حتى مع محاولات نتنياهو طمأنة العرب بأنه لا يريد نقل المثلث (منطقة عربية في إسرائيل) إلى الدولة الفلسطينية العتيدة لم ينجح في ثنيهم عن التصويت بكثافة وأكثر من أي مرة سابقة". ويعتبر العجرمي أنه "إذا لم ينجح نتنياهو بتشكيل حكومة فهذا سيكون أساساً بفضل تصويت المواطنين الفلسطينيين الذين خرجوا لإسقاطه وإسقاط مشروعه اليميني بما في ذلك صفقة القرن". وعلى الرغم من التفوق الذي حصل عليه نتنياهو في عدد الأصوات في انتخابات الكنيست الــ 23، إلا أنه ما زال يواجه صعوبة في تشكيل حكومة، خاصة أنه لم يحصل بعد على الأغلبية المتمثلة في 61 مقعد من أصل 120 مقعد مؤلفة للكنيست. وبحسب لجنة الانتخابات الإسرائيلية حصلت كتلة اليمين على 58 مقعدا أي على بعد ثلاثة مقاعد من تشكيل حكومة. ويرى محللون سياسيون إسرائيليون أن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة سيستغرق وقتا أطول من المتوقع، ويضع إسرائيل أمام خيارات محدودة، من دون أن يستبعدوا أن تتوجه البلاد إلى جولة انتخابية رابعة. من جهته يبرز المحلل السياسي من غزة هاني حبيب أن القائمة المشتركة "عززت من قوتها وأثبتت أنها المعبرة عن الجماهير العربية في إسرائيل، لكن هناك خيبات أمل". وقال حبيب لـ ((شينخوا))، إن هدف القائمة المشتركة المعلن بإسقاط نتنياهو لم يتحقق، فهذا الأخير زاد من قوة زعامته، ورغم عدم حصول قوى اليمين على ما يكفي من تشكيل حكومة، إلاّ أن إمكانيات ذلك لا تزال قائمة. وأضاف "خيبة أخرى خاصة بالقائمة المشتركة أنها كانت ستكون قائدة المعارضة لو تم تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الليكود وأزرق أبيض، إلاّ أن ذلك تلاشى مع ترجيح تشكيل حكومة يمينية صرفة وبدون أزرق أبيض الذي سيقود المعارضة". وأدلى الإسرائيليون بأصواتهم اليوم (الاثنين) في انتخابات الكنيست للمرة الثالثة في عام واحد بعد فشل تشكيل حكومة ائتلاف في جولتين سابقتين في أبريل وسبتمبر 2019.
مشاركة :