وأعرب الخبراء المصريون عن ثقتهم بقدرة الحكومة الصينية على التعامل مع الأمر على الرغم من التعداد السكاني الضخم للصين ومساحتها أراضيها الشاسعة. وأثنى الخبراء الذين شاركوا في ندوة نظمها صالون بيت الحكمة الثقافي في القاهرة تحت عنوان "الصين والعالم في مواجهة فيروس كورونا"، على إلتزام الشعب الصيني بالتوجيهات التي أصدرتها الدولة لمواجهة فيروس كورونا. وقال الدكتور محمد عيد مدير "مستشفى الصدر" بمنطقة العباسية في القاهرة، إن "الحذر مطلوب والهلع ممنوع" لمواجهة الفيروس، مشددا على ضرورة اتباع السلوكيات الصحيحة لمنع انتشار المرض انطلاقا من مبدأ أن "الوقاية خير من العلاج". وأكد عيد في كلمته خلال الندوة، أن الشفافية والمصداقية أحد سبل مواجهة الفيروس الوقائية، مستبعدا أن تقدم أي جهة في أي دولة على إخفاء عدد الاصابات بالفيروس أو بأي مرض. واستعرض عيد في كلمته التطور التاريخي للفيروسات عامة ولفيروس كورونا خاصة، مشددا على أن الفيروس ليس له أي علاقة بمنطقة جغرافية أو جنسية بعينها أو نوع أو ديانة. وتوقع أن تشهد الأشهر القليلة المقبلة انحسارا كبيرا للفيروس، مؤكدا امتلاك مصر لخبرات كافية للتعامل معه. من جهته، أكد الدكتور مصطفى إبراهيم نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الصيني، أنه لا توجد أي أزمة حتى الآن في التعاملات التجارية بين مصر والصين على خلفية تفشي فيروس كورونا. وأوضح إبراهيم أن التجار المصريين يدركون أن لشهري يناير وفبراير خصوصية لدى الصينيين الذين يكون أغلبهم في عطلات، لذلك فالتجار يتحسبون لهذا الأمر بما لديهم من مخزون يكفي عادة حتى شهر إبريل. وعبر لي دونغ الوزير المفوض بالسفارة الصينية بالقاهرة عن امتنانه الكبير لصور التضامن التي تبديها مصر دائما رئيسا وحكومة وشعبا مع الصين، مؤكدا أن "الصديق وقت الضيق" كما هو في الثقافتين المصرية والصينية. وقال لي في كلمته بالندوة، إن فيروس كورونا يمثل تحديا للمجتمع الدولي كله وليس للصين فقط، مشيرا الى أن الصين رغم ذلك تضطلع بالدور الأكبر في التصدي للفيروس وتبذل أقصى جهودها لمواجهته والقضاء عليه. وأضاف أن مواجهة الفيروس أثبتت قوة الشعب الصيني ووحدته في مواجهة المخاطر ووقوفه مع حكومته بكل الوسائل، معربا عن أمله في أن يتم التوصل إلى علاج للفيروس في أقرب وقت. ولفت إلى اتخاذ الصين الكثير من الإجراءات للتعامل مع الأمر، وتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية الدولية، حرصا منها على الوفاء بالتزاماتها الدولية والتضحية من أجل المجتمع الدولي. وتناول أحمد سلام المستشار الإعلامي الأسبق بسفارة مصر ببكين في كلمته خلال الندوة، التناول الإعلامي لقضية انتشار كورونا وخاصة من جانب مواقع التواصل الاجتماعي سواء من الناحية السلبية أو الايجابية. ولفت سلام إلى أن بعض القوى حاولت استخدام الأمر للنيل من الصين، ولكن قوة ومتانة العلاقات الصينية مع دول العالم فوتت الفرصة على هذه القوى المغرضة. وثمن سلام ما قامت به الصين من جهود كبيرة لمواجهة كورونا، معتبرا أن الصين حاربت الفيروس نيابة عن العالم كله. وقال سلام لوكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش الندوة، إن هناك اجراءات احترازية اتخذها الصينيون منذ اليوم الأول وما زالوا حتى الآن لمواجهة الفيروس. وأضاف "لا يوجد أي تنازل عن التعامل بشدة وحسم مع كل الإجراءات الاحترازية في مواجهة كورونا". وتابع قائلا "لابد من الاستفادة مما قامت به الصين والاجراءات التي اتخذتها لمكافحة هذا الفيروس"، مشيرا في السياق إلى زيارة وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد للصين بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي في "رسالة تضامن" ولتبادل الخبرات مع الصين. من جهته، نوه الدكتور حسن رجب عميد كلية الألسن بجامعة قناة السويس رئيس معهد كونفوشيوس بالجامعة بقدرة الصين على الحفاظ على استمرار دولاب العمل بمنتهى الدقة على الرغم من إلتزام مئات الملايين منازلهم والعمل إلكترونيا من المنازل. وقال رجب لـ ((شينخوا))، إن الصين حاربت كورونا بالنيابة عن العالم، مضيفا أن الصين في إدارتها لهذه الأزمة قدمت الكثير من الدروس والعبر. وأضاف أن الصين تعاملت بمصداقية وشفافية مع الأزمة، ولم تبخل بأي جهد أو مال أو علم، لافتا إلى أن إدارة الصين للأزمة تحقق نجاحا ملحوظا. وأعرب عن ثقته في أن الصين ستعلن قريبا انتصارها على فيروس كورونا، والقضاء عليه تماما. وسلم المشاركون في الندوة، لي دونغ الوزير المفوض بالسفارة الصينية بالقاهرة رسالة خطية للتضامن والتآزر مع الصين قيادة وشعبا في المواجهة الصارمة لفيروس كورونا. وقال الدكتور أحمد السعيد رئيس مؤسسة بيت الحكمة للاستثمارات الثقافية في الصين والدول العربية، إن رسالة التضامن والتآزر والتي تم صياغتها باللغتين العربية والصينية، تعبر عن حقيقة مشاعر المصريين تجاه أصدقائهم الصينيين. وأضاف السعيد لـ ((شينخوا)) أن الرسالة تؤكد التضامن والدعم الكاملين لدولة الصين رئيسا وحزبا وحكومة وشعبا في مواجهة أزمة فيروس كورونا، متمنين للصين السلامة والأمن والرخاء. وأشار إلى أن الرسالة عبرت ايضا عن الأمل في أن يظل التعاون المشترك بين مصر والصين نموذجا يحتذى في التعاون والشراكة بين الأصدقاء.
مشاركة :