الأجيال العربية القادمة..!! | سعيد الفرحة الغامدي

  • 6/8/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الرخاء والأمن والاستقرار الذي ينعم به شباب دول مجلس التعاون الخليجي يضعهم في وضع مثالي يحسدهم عليه الكثيرون من أقرانهم في أنحاء العالم. وفي الطرف الآخر شباب الدول المجاورة في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن الذين يعيش الكثير منهم الحرمان والتشرد. مدارسهم شبه معطلة وملاجئهم غير آمنة. يعانون من قلة الغذاء وشح الدواء ورعب الحروب. وعندما تكبر تلك الاجيال وتخرج من الملاجئ وتبدأ تبحث عن العمل ولا تجده فلا أحد يتوقع أنها ستكون مسالمة. كل هذه الظروف ستخلق منهم أجيالاً محملة بالأحقاد والكراهية والجهل ويكونون مهيئين للتحول الى كتل بشرية غاضبة تسعى للانتقام . بعد الحرب العالمية الثانية أدركت أمريكا أن معاناة الحروب في القارة الأوروبية وما خلفته من مآسٍ تحتاج لعلاج استثنائي غير علاج الانتصار في ميدان الحروب وتخليصهم من الفاشية فاستحدثت خطة «المارشال بلان « لانتشال تلك المجتمعات المنكوبة من بؤر الفقر والبطالة ورفع مستوى المعيشة وتوفير التعليم والعمل والمسكن. وقد استفادت كل الأطراف من تلك الخطة الشهيرة اقتصادياً واجتماعياً. الوضع في العالم العربي في المرحلة الراهنة ليس بعيداً عن ما كانت تعاني منه أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. ولكل من يظن أن المشاكل ستنتهي بهزيمة داعش ومن على شاكلتها ينبغي عليه إعادة النظر والتفكير في المستقبل البعيد عندما يتعب الجميع من الصراع وتضع الحروب أوزارها وتبدأ مرحلة حصر حسابات الربح والخسارة ومتطلبات العلاج اللازمة والخراب الذي أحدثته الحروب في الإنسان والعمران فان استراتيجية الانتصار يجب أن يصاحبها استراتيجية لمرحلة ما بعد الفوضى التي تعصف بالمنطقة في الوقت الراهن. القيادات المستقبلية للدول المنكوبة قد لا تكون قادرة على التفكير أبعد من مرحلة الخروج من الأزمة وهذا سيكون العبء الاكبر الذي سيواجه قادة دول مجلس التعاون في المستقبل. سقف الحرية المتاح من خلال وسائل الاتصال التي من الصعب التحكم فيها وما لم يكن هناك رادع ووعي اجتماعي يحد من بث الإشاعات وما يمكن أن تحدثه في المجتمعات من خلل وأضرار فستكون آثارها عميقة اذا استمرت في تصعيد وتيرة الفوضى . دبي وجدة والرياض والدوحة والمنامة والكويت واحات أمن ورخاء واستقرار بحمد الله مقارنة بغيرها من مدن الجوار وعلينا أن نعد العدة للحفاظ على المنجزات التي تحققت خلال العقود الماضية وفي نفس الوقت نهيئ الاجيال للمستقبل بكل تبعاته المتوقعة بما في ذلك كيفية التعامل مع أجيال الدول المنكوبة من حولنا. Salfarha2@gmail.com

مشاركة :