إيران حاورت وأقنعت الغرب | م. سعيد الفرحة الغامدي

  • 11/28/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد ولايتين للرئيس أحمدي نجاد وخطاباته النارية، غيّرت إيران نبرة خطابها للعالم الخارجي.. واختارت وجهًا جديدًا ومُتحدِّثًا بارعًا، ليقود الدولة والسياسة الخارجية. كما اختارت إيران أيضًا الوقت والمكان ونوع الخطاب، وتحرَّكت بذكاء ولياقة ودبلوماسية ناعمة؛ بعيدًا عن الأسلوب الناري لأحمدي نجاد. أمريكا وحلفاؤها كانوا مُستعدِّين لتلك اللحظة، ربما لقناعات بأن إيران يُمكن أن تتغيّر وتكون حليفًا موثوقًا به، لنزع فتيل التأزُّم في منطقة الشرق الأوسط.. وربما أيضًا لاستدراج إيران لتفتح أبوابها الموصدة ليرى الغرب ماذا تُخفي من عتاد يمكن أن يضرب الغرب ومصالحه في المنطقة، وربما أن أمريكا استشارت وتشاورت مع إسرائيل وغير إسرائيل وتم الاتفاق على اختبار النوايا الإيرانية قبل الحكم المطلق عليها. كل الاحتمالات واردة، ولكن إيران لن تُغيِّر موقفها بدون ثمن، ولن تُضحِّي ببرنامجها النووي مقابل رفع الحصار والإفراج عن أموالها المحتجزة؛ وفسح المجال لتصدير البترول، ولكنها لعبت البوكر، واستخلصت اتفاقًا مُؤقَّتًا يُعطيها فرصة لالتقاط أنفاسها والعودة إلى المسرح الدولي كلاعب يملك كروت يُغري بها الآخرين. التمنِّي بأن القواسم المشتركة بين العرب وإيران يمكن أن تثني إيران عن تطلعات الهيمنة سيبقى في خانة التمنِّي ليس غير، بعد سقوط العراق في قبضة إيران، استعدّت للسيطرة على سوريا، ومن قبل زرعت حزب الله في لبنان كرأس حربة لتحقيق تطلعاتها، وها هي تصرُّ على أن تكون على طاولة حسم النزاع في سوريا، وبعد الاتفاقية الجديدة مع الدول الست من موقع مُقنع على الأقل بأن لها دور ولا يمكن تجاوزها. المشكل مع إيران أنها تستخدم كل الوسائل الدينية والطائفية لتحقيق هدف الهيمنة على المنطقة، وعندما تمتلك السلاح النووي فستملي على خصومها -بدلًا من أن تفاوض وتأخذ وتعطي- لتبادل المصالح المشتركة بين الأطراف المعنية، بعد الاتفاقية الجديدة مع إيران، المتوقع أن تقوم أمريكا بإقناع حلفائها في المنطقة بأنها لن تتخلى عنهم، وأنها مستعدة لمنح ضمانات تُقلِّل من حدّة القلق السائد بعد تقاربها مع إيران. ومن المفترض أيضًا أن العرب لن يثقوا بالوعود المزدوجة من الآن فصاعدًا.. وأن المنطقة مُقبلة على مزيدٍ من التوتر والسعي لامتلاك سلاح ردع ضد إسرائيل في المقام الأول.. وضد إيران أيضًا، لأن كليهما يُخطِّط للهيمنة على المنطقة، وعندئذ ستكون أمريكا المسؤول الأول عن انفراط سبحة التسلُّح النووي، وبالتالي تذهب كل الجهود التي بُذلت من أجل الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل أدراج الرياح، وتصبح معاهدة (Non Proliferation Treaty - NPT) الحد من انتشار الأسلحة النووية في خبر كان. الاختبار الحقيقي هنا هو مستقبل سوريا ولبنان، فإن تخلَّى الغرب عن إزاحة بشار الأسد ونظامه؛ بعد كل الذي حصل للشعب السوري، وتم تمكين حزب الله من السيطرة الكاملة على لبنان، فإن العرب أمام شرق أوسط مُختلف ستكون إيران اللاعب الأقوى فيه. وفي ظل كل المعطيات المسيطرة في الوقت الراهن، فإن على دول الخليج البت في مشروع الوحدة والاندماج وصياغة إستراتيجية جديدة لمواجهة التخلِّي من قِبَل أمريكا، وكيفية التعامل مع إيران عندما تمتد سيطرتها على سوريا ولبنان. Salfarha2@gmail.com salfarha@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (23) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :