فشل مسرحيو المملكة في عقد جمعيتهم العمومية واختيار مجلس إدارة جديد لجمعية المسرحيين السعوديين، وذلك خلال اجتماعهم أمس الأول، في ظل الغياب الذي سجله أعضاء الجمعية وعدم اكتمال النصاب المخول لعقد الجمعية. وانتقد رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين أحمد بن عبدالرحمن الهذيل غياب المسرحيين عن جمعيتهم التي طالبوا بتأجيل عقدها لأكثر من مرة، موجّها لومه عبر»المدينة» لبعض المسرحيين الذين يدعمون (حسب وصفه) إفشال مشروع جمعية المسرحيين الذي كان يؤمل منه الكثير في دعم وتطوير الحركة المسرحية في المملكة. وأشار الهذيل إلى أنه سعى لعقد الجمعية العمومية لأكثر من مرة وتم تأجيلها بناء على طلب بعض المسرحيين وفقا للأوقات التي يريدونها، إلا أن معظمهم آثر الغياب وعدم الحضور، وتساءل الهذيل قائلا: لماذا هذا العزوف لا أدري؟ّ.. مشيرًا إلى عدم اكتمال النصاب في اجتماع أمس الأول، حيث لم يحضر من الأعضاء المسجلين في الجمعية والذين يحق لهم التصويت سوى 79 من أصل 265 عضوا بما فيهم الرئيس وبحضور مندوب وزارة الثقافة والإعلام. وأردف الهذيل قائلا: ماذا يريد بعض المسرحيين ولماذا كل هذا الغياب الذي لا يخدم الحركة المسرحية في المملكة فقد ُحدد الاجتماع لأجلهم وتم تأجيله لأكثر من مرة أيضا من أجلهم ليناقشوا فيه همومهم وليتم انتخاب مجلس إدارة جديد. وعما إذا كان لمباراة نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- دور في الغياب، قال الهذيل: لا أعتقد ذلك قد أخذنا موضوع المباراة في الحسبان وتم تقديم الاجتماع في اليوم الأول للرابعة والنصف ثم انتظرنا في اليوم الثاني لقعد الجمعية العمومية ولكن لم يكتمل النصاب أيضًا، متسائلا عن غياب منسوبي الجمعية من مدينة الرياض الذين يزيد عددهم عن الخمسين عضوا لم يحضر منهم سوى عشرة أعضاء. وأوضح الهذيل أنه سيقوم برفع تقرير للوزارة يوضح فيه عدم اكتمال النصاب لعقد الجمعية العمومية والمطالبة بتشكيل لجنة مالية لتصفية الحسابات واستلام وتسليم ما لديه من عهد، منوهًا بأنه قد مل وتعب وبح صوته وهو يطالب بدعم الوزارة للجمعية، وأكد أنه طوال السنوات الماضية كان يعمل من داخل بيته مستعينا في أحايين كثيرة ببعض أبنائه للقيام ببعض أعباء الجمعية، في ظل عدم وجود مبنى للجمعية أو عاملين معه، فهو المدير والسكرتير والفراش والمراسل، وبالرغم من ذلك لم يجد من البعض جزاء ولا شكورا، مؤكدا أن عشقه للمسرح ورغبته في تطوير ودعم الحركة المسرحية في المملكة هو ما حمله على ذلك، وأضاف قائلا: «أقسم أنني أدفع من جيبي الخاص لتسيير أمور الجمعية» في ظل غياب دعم وزارة الثقافة والإعلام الواضح، وعملي ينبع من حبي للمسرح والمسرحيين، ومجلس الإدارة الحالي لا يملك سوى العمل وفق ما تنص عليه لائحة الجمعية، وكان الأمل في الجمعية العمومية لإعادة صياغة الجمعية برؤية المسرحيين وما يخدم المسرح. وتابع الهذيل: لقد حاول مجلس الإدارة الحالي للجمعية بذل كل ما في وسعه ولكن قدّر الله ومشاء فعل وأعزّي نفسي والمسرحيين الآخرين بما آل إليه وضع جمعية المسرحيين السعوديين، فالجمعية العمومية اجتمعت كما كان محددًا لها وعلى مدى يومين وتمت استضافة المسرحيين الأعضاء العاملين المخوّلين بالتصويت والترشيح لانتخابات مجلس الإدارة الجديد ممن حضروا من مختلف مناطق المملكة وعلى نفقتهم الخاصة، وكان من المؤسف أن تذهب كافة الجهود التي بذلت لعقد هذه الجمعية العمومية المتعثّرة منذ عدة سنوات، فهذه الانتخابات تحكمها لائحة تنظيمية كانت ولا تزال أحد معوقات عمل الجمعية، حيث تنص بنودها المتعلقة بانعقادها ومناقشة لائحتها وانتخابات أعضاء مجالس إدارتها على نصاب محدّد من الحضور وفق الحالة التي عقدت من أجلها، ولسوء الحظ أن هذه اللائحة ببنودها الحالية كانت سببًا في إخفاقنا في انتخاب مجلس إدارة جديد كما كان مزمعا، وإني لأعتذر بكل شدة لما وصل إليه الأمر من إحباط لجميع المسرحيين الذين حضروا ونحن جزء منهم، وأعتب كثيرًا على مناطق تشكل كثافة عددية من المسرحيين في كل من الرياض التي تعقد فيها الجمعية والتي تشكل عدد خمسين عضوًا لم يحضر منهم سوى خمسة عشر، ومنطقة الأحساء التي تشكل ثلاثة وثلاثين عضوا ولم يحضر منها أحد، وجدة التي تشكل سبعة وعشرين عضوا ولم يحضر سوى عضوين، والمدينة المنورة التي تشكل تسعة وعشرين عضوا ولم يحضر سوى سبعة، ومنطقة تبوك التي تشكل أربع عشرة عضوا ولم يحضر سوى عضوين، ونجران التي تشكل اثنا عشر عضوا ولم يحضر أحد، والقطيف إحدى عشر عضوا ولم يحضر أحد، ومحافظات ومناطق أخرى حضر بعض أعضاءها، فلقد كان لهذا الغياب أثر رئيس في إفشال الاجتماع وتسبّب ذلك في عدم اكتمال النصاب. واختتم الهذيل حديثه قائلا: لقد حاول مجلس الإدارة الحالي للجمعية بذل كل ما في وسعه، وأعزّي نفسي والمسرحيين الآخرين بما آل إليه وضع جمعية المسرحيين السعوديين، ولله أولا وأخيرا الشكوى والمشتكى، لن يكون هناك موعد آخر وأنا الآن بصدد رفع تقرير بذلك لوزارة الثقافة والإعلام والتنحّي عن إدارة الجمعية بتقديم استقالتي. «المدينة» طرحت على بعض المشاركين بالجمعية العمومية لجمعية المسرحيين، رأيهم حول الأسباب والحلول، فجاءت آرائهم كالتالي: يقول الفنان محمد المنصور: الجمعية العمومية أقيمت وتم سؤال المسؤولين حول هل النصاب الموجود كافي فأجابوا بنعم، وفي اليوم التالي ذكروا أن النصاب غير كافي وتم تأجيل الانتخابات لسنة أو سنتين قادمة، عليه وعبر جريدتكم الغراء أعلن انسحابي من الترشيح المقبل. ويضيف فهد الأسمر: لم يكتمل حضور النصاب من الأعضاء حسب اللائحة الغير معمول بها أساسا منذ سنوات والتي جعلت حجة لتعطيل انعقاد الجمعية وإجراء الانتخابات فالمجلس الحالي والذي لم يتبقى فيه غير أربعة من أصل 13 حسب اللائحة يعتبر منحلا فلا أدري هل اللائحة لا تطبق إلا فيما يخدم المجلس الحالي فقط ببقائه لحين انعقاد الجمعية مرة أخرى دون مراعاة لبعد المسافات بين مناطقنا والعاصمة. وبمرارة يقول الفنان المسرحي عبدالله عقيل: كان هناك عدم وضوح من البداية، تفاءلنا وتجشمنا عناء السفر أملًا أنه بإمكاننا أن نساهم بانتشال جمعية المسرحيين من احتضارها وللأسف وجدناها ميتة، عندما تم سؤال رئيس المجلس عن اكتمال النصاب أجاب بالإيجاب في اليوم الأول لانعقاد اجتماع الجمعية العمومية وتفاجأنا في يوم الانتخابات عندما قال الرئيس حسب اللائحة لا يمكننا عقد انتخابات جديدة لعدم اكتمال النصاب ولم نتلقى أي إجابة على سؤالنا «لماذا قلتم في اليوم الأول بأن النصاب مكتمل ويحق لنا التصويت غدًا؟» ولماذا لم نشاهد تقريرًا ماليًا وإداريًا لكي يتم إقراره؟ ولماذا عزف بعض المسرحيين عن المشاركة في الجمعية العمومية؟ ولماذا ولماذا ولماذا؟ ومؤخرًا أصبحنا لا نريد إجابات ولا تبريرات ولا أعذار، ما نريده شيء واحد أن يحل المجلس السابق بأقصى سرعة وذلك عن طريق استقالة الأعضاء المتبقين وأن يتسلم مجلس جديد أعمال وملفات الجمعية فورًا وبلا مماطلة، فالمسرحيين مستائين جدًا من هذه الحالة التي وصلت إليها الجمعية. ويضيف الفنان المسرحي علي السعيد: أسباب عدم انعقاد الجمعية العمومية والانتخابات هو عدم حضور النصاب القانوني حسب اللائحة، ويتحمّل ذلك من وجهة نظري وزارة الثقافة والإعلام التي تخلت عن دعم الجمعية مما أوجد عدم الثقة في مستقبلها، كذلك المسرحيين الذين غابوا عن الحضور فساعدوا بذلك في إماتت الجمعية موتا بطيئا لا يتبيّن فيها حقيقة القاتل، وأنصح الزملاء الذين تبقوا في مجلس الإدارة أن يسارعوا بتقديم استقالاتهم. وأخيرًا يقول الفنان المسرحي عبدالهادي القرني مدافعا: النصاب القانوني هو عدد أعضاء الجمعية العمومية أي أن الخطأ ليس خطأ الهذيل بل نحن كأعضاء لم نُكمل العدد المطلوب لقانونية الجمعية العمومية وهو نصف عدد الأعضاء.
مشاركة :