إعداد: عبير حسين في الوقت الذي يسعى فيه الجميع لتزويد مطابخهم بأحدث مواقد الغاز سريعة الطهي، وأفضل العّصارات، والخلاطات، والأفران، دفع البريطاني روبرت ديلي الملايين من الجنيهات الإسترلينية لتحويل مطبخ منزله إلى طراز عتيق من القرن الثالث عشر.ويطهو ديلي على مواقد للنار، مع الاستعانة بأدوات مائدة من البرونز، والنيكل، والنحاس، إضافة إلى تنسيق ديكوره الداخلي ليبدو كهفاً من العصور الوسطى، بعيداً عن أية مظاهر للحداثة، مؤكداً أن ذلك يمنحه طعاماً صحيّاً لذيذاً.بدأ هوس ديلي(77 عاماً) بأدوات الطعام العتيقة منذ سنوات شبابه، فعمل على تجميع وشراء كل القطع التي كان يصادفها عند سفره لمدن أوروبية، أو تلك التي كانت تعرض ضمن مزادات عامة، أو خاصة، وصولاً إلى المعروض على الإنترنت، حتى وصلت مقتنياته إلى 1500 قطعة غريبة لم يعد لها أي وجود، أو استخدام في المطابخ العصرية. المثير أن زوجته ميلاني (71 عاماً) تشاركه الشغف نفسه، وتؤكد أنها تستخدم أغلب تلك الأدوات التي تم تجميعها لسنوات طويلة. وتشير إلى أنها تتناول الطعام في تلك الأوان. مؤكدة أن الطعام الذي يعد على المراجل، أو داخل القدور النحاسية، أو في أفران بدائية، ذو مذاق خاص ومميز، حتى لو استغرق ساعات أطول في النضج.