تفاصيل علاقة ساندرز والاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة

  • 3/7/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن وثائق حصرية تتحدث عن علاقة خاصة بين السيناتور بيرني ساندرز مع الاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة، كما أنه أصر على توقيع اتفاقية المدن الشقيقة بين بيرلينغتون التي كان يترأسها وإحدى المدن السوفياتية، كما أظهرت الوثائق أن الاتحاد السوفييتي استغل ساندرز لنشر الدعاية السوفياتية التي كان معجبا بها وحريصا على نشرها. في التفاصيل، كتب رئيس بلدية بيرلينغتون إلى نظيره السوفياتي في إحدى المدن الإقليمية أنه يريد من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أن "يعيشا معاً كأصدقاء".قصة رحلة ساندرز إلى موسكو ومن دون علم بهذه المراسلات، فإن رغبته في الصداقة تتشابك مع جهود المسؤولين السوفييت في موسكو "لاتهام الإمبريالية الأميركية كمصدر رئيسي لخطر الحرب بين الجانبين". كان ذلك العمدة بيرني ساندرز، وقد تم سرد قصة رحلته إلى الاتحاد السوفيتي في عام 1988 من قبل -ولكن الكثير من تفاصيل دبلوماسية ساندرز والجهد السوفياتي لاستغلال برنامج السيناتور ساندرز لأغراضها الدعائية الخاصة - ظلت بعيدة عن الأنظار إلى حد كبير. ودرست صحيفة نيويورك تايمز 89 صفحة من الرسائل والبرقيات ووثائق الحكومة السوفيتية الداخلية التي تكشف بتفصيل أكبر بكثير عن مدى الجهد الشخصي الذي بذله ساندرز لإقامة علاقات بين مدينته وبلد كان العديد من الأميركيين لا يزالون يعتبرونه العدو. كما أنها تظهر كيف كان الكرملين ينظر إلى علاقات المدن الشقيقة هذه على أنها وسائل للتأثير على الرأي العام الأميركي حول الاتحاد السوفييتي. جاء في وثيقة لوزارة الخارجية السوفياتية قدمت إلى مسؤولين في مدينة ياروسلافل أن "احدى القنوات الاكثر فائدة للقيام بنشاط الدعاية السوفياتية، اثبتت انها الاتصال بين المدن الشقيقة". ولا يوجد في الوثائق ما يشير إلى أن ساندرز كان المسؤول الأميركي المحلي الوحيد المستهدف بالدعاية، أو حتى أنه كان متقبلا لها بشكل خاص، على الرغم من أنهم يصفونه بأنه اشتراكي. ولكن الوثائق تظهر استعداد السوفييت المكثف لاستخدام اهتمام ساندرز ببلدهم لصالحهم في إشارة إلى تجنيده."ساندرز فخور بما صنعه" وفى بيان لها قالت حملة ساندرز إن المرشح "فخور" بجهوده الدبلوماسية الشعبية واشارت الى ان فكرة الجمع بين المدن السوفيتية والامريكية حظيت باعلى مستوى من التأييد فى ذلك الوقت. وقال المتحدث باسم حملة ساندرز مايك كاسكا في بيان إن "العمدة ساندرز كان فخورا بالانضمام الى عشرات المدن الأميركية في سعيها لانهاء الحرب الباردة من خلال برنامج المدن الشقيقة الذي شجعه الرئيس ريغان نفسه". "كما أن التبادل بين برلينغتون وياروسلافل، الذي لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا، أكد وجهة نظر ساندرز منذ فترة طويلة، من خلال الاجتماع وجها لوجه، يمكننا كسر الحواجز والقوالب النمطية القائمة بين الناس وحكوماتهم."عارض كل الحروب ودعم أعداء أميركا ونمت مشاركة ساندرز في مناقشة الحرب الباردة في الثمانينيات حيث عارض بقوة خطط إدارة ريغان لجعل بيرلنغتون والمدن الأمريكية الأخرى تقوم بخطط إجلاء لحرب نووية محتملة. وبدلا من ذلك، تواصل السيد ساندرز مع الاتحاد السوفياتي عن طريق منظمة مقرها في فرجينيا، طالبا إقامة شراكة بين المدن الشقيقة ووقف الحرب الباردة في محاولة لإنهاء خطرالإبادة النووية.اقتراح شراكة وفي كانون الأول/ديسمبر 1987، أظهرت السجلات أن السيد ساندرز تحدث هاتفيا مع يوري مينشيكوف، سكرتير منظمة المدينة الشقيقة السوفياتية في موسكو. وفي رسالة متابعة في وقت لاحق من ذلك الشهر، قال السيد ساندرز إنه تلقى خبرا مفاده أن ياروسلافل ستكون شريكا مثاليا. واقترح أن يرأس وفدا من بيرلينجتون إلى ياروسلافل لوضع الأساس لعلاقة بين المدينة الشقيقة. واقترح وصوله في 9 أيار/مايو - وهو اليوم الذي احتفل فيه الاتحاد السوفياتي بانتصاره على ألمانيا النازية - وقال إنه مهتم بشكل خاص بمناقشة التنمية الاقتصادية، والشرطة، وتنظيف الشوارع الشتوية، والمكتبات، وشبكات السباكة والصرف الصحي. وكتب ساندرز، وفقا ً لنسخة روسية من رسالته: "إننا نعيش وقتاً مذهلاً، وأعتقد أنني محظوظ للعب دور في مثل هذا الوقت. وقد أشار السيد ساندرز إلى الرحلة على أنها "شهر عسل غريب جداً". وقبيل مغادرته، كان قد تزوج من شريكته منذ فترة طويلة، جين أوميرا دريسكول، مديرة مكتب الشباب في قاعة مدينة بيرلينغتون، في حفل متلفز في الهواء الطلق على شاطئ بحيرة شامبلين. وكان من المقرر أن يقوم الوفد بزيارة ياروسلافل دقيقة بدقيقة، مع جولات في المدارس والمسارح، ولا توجد فترات راحة خلال النهار. ويقول تقرير سوفياتي داخلي "الزيارات إلى كنائس ياروسلافل ورحلة على متن قارب على الفولغا أثبتت انها لا تنسى خاصة للضيوف". وقال ساندرز للصحفيين في بيرلينغتون عن ياروسلافل، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 600 ألف نسمة ممتدحا الاتحاد السوفييتي: "بدا الناس هناك سعداء وتم إحتوائهم بشكل معقول. "لم ألاحظ الكثير من الحرمان". وبعد يومين من عودته إلى ولاية فيرمونت، كتب ساندرز إلى السفارة السوفيتية في واشنطن، طالبا المساعدة في إعداد برنامج المدينة الشقيقة. وطوال مفاوضاتهم مع بلدية مدينة بيرلينغتون، كان مسؤولو ياروسلافل ينسقون رسائلهم مع المسؤولين السوفييت في موسكو. وفي رسالة إلى موسكو للحصول على الموافقة على السفر إلى الولايات المتحدة، تعهد مسؤولو ياروسلافل بأنهم سيتحدثون عن "السياسة الخارجية المحبة للسلام" للاتحاد السوفياتي والتغييرات التي ينفذها السيد غورباتشوف. وارفقوا "خطة من سبع نقاط للقيام بعمل دعائي في مجال المعلومات" خلال زيارتهم لبيرلينغتون، مع نقاط حوار محددة لكل عضو من أعضاء الوفد الثلاثة.نقل سياسات غورباتشوف ويلي الخطة دليل من تسع صفحات أصدرته وزارة الخارجية السوفياتية بشأن كيفية إيصال سياسات غورباتشوف إلى الجماهير الدولية. ويصف التقرير الحركات المناهضة للحرب والاتصالات بين المدن الشقيقة والشخصيات الثقافية الأجنبية بأنها أهداف مهمة بشكل خاص للدعاية السوفيتية. وفي يوليو/تموز، سمح مسؤولو ياروسلافل رسمياً للعلاقة بين المدن الشقيقتين بالمضي قدماً، مما يعكس موافقة موسكو. ودافع ساندرز عن مجموعة من القضايا الدولية التي غالباً ما كانت تتماشى مع الحركات اليسارية والقادة في بلدان أخرى، وضد إدارة ريغان، التي وصفها بأنها تتبع استراتيجية التصعيد العسكري التي تهدد إشعال حرب نووية. وضغط ساندرز على حكومة المدينة لاتخاذ مواقف ضد التدخل الأميركي في نيكاراغوا والسلفادور، وضد غزو غرينادا. وفي عام 1985، زار ماناغوا بمناسبة الذكرى السادسة للثورة الساندينية والتقى بزعيمها دانيال أورتيغا. وأدار ساندرز شخصيا زيارة الوفد السوفياتي إلى بيرلينغتون في تشرين الأول/أكتوبر لتوقيع اتفاق المدينة الشقيقة، حيث عقد ما لا يقل عن ثلاث مكالمات هاتفية مع مسؤولي ياروسلافل ونقل برنامجا مفصلا يغطي سبعة أيام. وبعد ثلاثة عقود، ووسط تقارير تفيد بأن الكرملين ينظر بشكل إيجابي إلى ترشيح السيناتور ساندرز للرئاسة (وكذلك ترشيح ترمب)، تستمر العلاقة بين بيرلينغتون وياروسلافل في حقبة من التوترات المتجددة بين واشنطن وموسكو. وفي بعض الأحيان، أثار التوجه العالمي لساندرز كعمدة بعض الاستياء في الداخل، مع شكاوى من أنه كان يضيع الوقت في المسائل الدولية التي لا علاقة لها بمدينة ببيرلنغتون.

مشاركة :