دعا رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل إلى «انتخاب رئيس له القدرة على القيام بمسؤولياته»، معتبراً أن «الفراغ يمكن أن يملأ من قبل أي شخص، والتعطيل الموجود مؤسف وانتحاري»، ســـائلاً: «ما الذي يمنع النواب الأحرار من الانتخاب؟»، ومعتبراً أن «هذه جريمة كبيرة بحق الوطن، ومن يتحمل المسؤولية هم النواب المعطلون». وأعرب الجميل عن تشجيعه للقاء رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع. وقال: «نأمل أن يعطي اللقاء ثماره». إلا أنه اعتبر في المقابل أن «التفاهم الذي حصل ناقص جداً، لأن أي تفاهم من هذا النوع لا يؤدي إلى انتخاب رئيس لا يفيد». وأضاف: «لدى عون وجعجع مسؤولية مباشرة لانتخاب رئيس، فكيف يمكن أن يلتقيا وألا يكون هذا الموضوع على جدول أعمالهما الرئيسي؟». وحذر من أن «التفاهم بينهما من دون حل موضوع الرئاسة هو أمر خطير لأنه يساهم في تهميش انتخاب الرئيس. والخطير في الأمر أنه يمكن أن يلتقي اثنان على الشكليات من دون أن يتفقا على الأساسيات، وفي هذا الأمر تهميش للرئاسة». وإذ تمنى الجميل أن «يُثمر لقاء عون وجعجع وأن يستدركا ما فاتهما في أول مرة وأن يساهما سريعاً في انتخاب رئيس»، قال: «نعرف المآسي التي دفع الشعب اللبناني ثمنها نتيجة الخلافات ونأمل أن تكون المراجعة التي حصلت شافية». وعن الحوار مع «حزب الله»، أكد أن «التواصل دائم ونحن مصرون على هذا التواصل، ونعرف وحزب الله يعرف أنه من الصعب التوصل إلى قواسم مشتركة، ولنا اعتراضات على أمور حزب الله يرفض المناقشة فيها، والتحاور حول بعض الأمور التي يعتبرها مسلمات». وقال: «لا نوافقه على مجموعة من القضايا، لكن الحوار سيستمر ونأمل الوصول إلى حل بعض القضايا الخلافية بهدوء ومنطق، وأقدر الانفتاح الذي يبديه الحزب، على رغم أننا نعلن عن رأينا بصراحة فالسيادة لا تتجزأ، وقراءتنا أن البلد بحاجة لتقوية الدولة، وكل فريق يملك إمكانات يجب أن يضعها بيد الدولة، لمواجهة إسرائيل والتكفيريين». وطالب بـ»الفصل بين المصلحة الشخصية والعائلية عن حقوق المسيحيين»، معتبراً أن «القضايا العائلية والشخصية والحزبية يتم مزجها بقضايا المسيحيين. وبنظرهم أما أن يأتي فلان تابع لـ»التيار الوطني الحر» إلى مركز الرئاسة أو أي موقع آخر أو تضيع حقوق المسيحيين، فلنتواضع ولنفكر بمصلحة البلد لأننا لا نستطيع أن نختزل مصلحة المســيحيين بشخص أو تيار». واعتبر الجميل أن «التأييد للنائب سامي الجميل لرئاسة الحزب من قبل الرأي العام يطمئننا أن لا أحد يمكن أن يؤثر على «الكتائب». وأكد أنه لم يهجر السياسة، «لا زلت كتائبياً وبتصرف الحزب». من جهته، أكد العماد عون أمام وفود أمت منزله أمس الاستمرار في الاعتراض على الأداء الراهن، مكرّراً عدم استبعاد خيار الشارع في مرحلة قريبة وقد نُضطر لاستدعائكم في اللحظات الحاسمة، محذّراً من «الدعايات التي يبثّها الفريق الآخر لتمييع القضية المحقّة التي يطرحها التيار الوطني الحرّ». وقال: «ستسمعون الكثير من الدعايات عن أموالٍ يريدون صرفها للمزارعين أو الصناعيين، لمساعدتهم في مشاريعهم، إلاّ أنّهم لا يقولون هذا الكلام إلاّ لحضّكم على الاعتقاد بأنّنا نعرقل القرارات التي تسيّر أمور الشعب». واعتبر « أنّنا من الفئة المضطهدة في الوطن، وخصوصاً المسيحيين، لأنّ من هجّروا المسيحيين بالسلاح والدّماء من المشرق، قد تكون خطّتهم تهجيرنا من خلال تفريغ المراكز المسيحيّة في الدولة من فاعليّتها، إذ يأتون إليها بـ «أشخاص - كومبارس»، أدوات في أياديهم، فيملأون المواقع صُورياً لا في جوهرها... ونحن لن نقبل أن نكون «كومبارساً» أو أداةً لأحد بعد الآن».
مشاركة :