دور المدرسة يأتي ثانياً بعد الأسرة في رفع دافعية الطلبةتحفيز الطلبة وإثارة دافعيتهم للتعلم منذ المرحلة الابتدائيةمناهج المدارس الخاصة متنوعة وأنشطتها مثيرة لاهتمام الطالبالمعلم مسؤول عن استقطاب الطلبة وتحبيبهم في المادةتأهيل المعلمين تربوياً وعلمياً لكسب الطلبة وتعزيز دافعيتهماتباع أساليب تعليم مبتكرة يثير اهتمام الطلبةتخصيص برامج وأنشطة مناسبة ترفيهية للطلاب كتب - محروس رسلان: شدد عدد من الخبراء التربويين على أهمية تعزيز دافعية التعلم لدى الطلبة في المدارس الحكومية، في ظل ما أثاره إعلان نتائج الاستطلاع التربوي الشامل بخصوص دافعية الطلبة للتعلم في المدارس الحكومية والتي بلغت 71% فقط مقابل 88% للمدارس الخاصة تساؤلات المجتمع التربوي حول أسباب عزوف 29% من طلبة المدارس الحكومية عن التعلم، موضحين أن هناك 11 خطوة يتم من خلالها تعزيز دافعية الطلبة عبر فهم نفسية الطالب، وتوفير المنهج الشيق، ومنع التكدس داخل الصفوف، بالإضافة إلى مكافأة الطلبة المتميزين والتعامل بأسلوب تربوي مع الطلبة، مع التشديد على أهمية تفاعل المدرسة والأسر، والاطلاع على تجربة المدارس الخاصة والاستفادة منها، وتعزيز اهتمام أولياء أمور، كذلك تأهيل المعلمين تربوياً وعلمياً واستخدام أساليب تعليم مبتكرة وأنشطة ترفيهية تجذب الطلبة. وأضاف هؤلاء في تصريحات خاصة ل الراية أن النسب تعكس ضعف متابعة الجهات المختصة وأولياء الأمور وضرورة وضع خطط علاجية للطلاب ضعيفي الدافعية، بالإضافة إلى التعاون بين قطاعي الشؤون التعليمية المشرف على المدارس الحكومية والخاصة، والتأكيد على دور الأسرة والمدرسة في تحفيز الطلبة وإثارة دافعيتهم للتعلم منذ المرحلة الابتدائية، وتوفير مناهج متنوعة وأنشطة مثيرة لاهتمام الطالب، واعتماد أساليب تعليم مبتكرة تحول الطالب من مستمع إلى مشارك في استنتاج المعلومة، داعين إلى الاستفادة من تجربة المدارس الخاصة ومعرفة أسباب تفوقها في مجال دافعية الطلبة على المدارس الحكومية وذلك للتعرف على أسرار تفوق منظومة المدارس الخاصة في كل شيء من أنشطة وبيئة تعليمية ولوائح وتعامل جيد مع أولياء الأمور وغير ذلك من المجالات التي تعزز الدافعية لدى الطلبة، مؤكدين أنه في حال الوصول للأسباب يمكن وضع الحلول المناسبة. وحثوا على وجود تعاون بين قطاعي الشؤون التعليمية المشرف على المدارس الحكومية وبين قطاع شؤون التعليم الخاص بالوزارة حتى يستفيد كل منهما من الآخر بما يحقق مصالح طلابنا ويدعم تحقيق أهداف الدولة التنموية في هذا القطاع الحيوي. وشددوا على ضرورة أن يكون المنهج في مستوى الطلاب ويتماشى مع ميولهم وقدراتهم مرتبطا بخصائصهم واتجاهاتهم وأن يكون مشوقا حتى يقبل عليه الطالب ويحقق الدافعية لديه، وأكد أن اهتمام أولياء أمور طلاب المدارس الخاصة بمتابعة أبنائهم عليه دور كبير في تفوق الطالب واهتمامه بالدراسة والإقبال عليها بجدية. وكشفت إحصائيات الاستطلاع التربوي الشامل عن انخفاض نسبة رضا المعلمين عن دافعية الطلبة نحو التعلم بالمدارس الحكومية مقارنة بالمدارس الخاصة، حيث كانت نسبة رضا المعلمين في المدارس الحكومية 71%، بينما في المدارس الخاصة 88%، وقد أوصى الاستطلاع بأن هذه النسبة قد يكون لها تأثير سلبي على العملية التعليمية داخل المدارس الحكومية. فاطمة الإسحاق: معلمون غير قادرين على كسب الطلبة المدرسة مسؤولة بنسبة 90% عن ترغيب الطالب بالتعلم أبانت الخبيرة التربوية فاطمة الإسحاق أن الدافعية هي حب التعلم والرغبة فيه، مؤكدة أن المدرسة مسؤولة بنسبة 90% عن ترغيب الطالب في التعلم وحب البيئة التعليمية، موضحة أن النسب تكشف أن لدينا نسبة من المعلمين غير قادرين على كسب الطلبة وإثارة انتباههم نحو التعلم. وقالت: هناك سلبيات كثيرة من معلمين ومعلمات أدت إلى ترك بعض الطلبة والطالبات للدراسة بسبب سوء التعامل واتباع أساليب غير تربوية، مشددة على ضرورة أن يكون المعلم مؤهلا تربويا أولا قبل أن يكون مؤهلا علميا حتى يكون قادرا على كسب الطالب. وأكدت أن المعلم هو العنصر الأهم في المدرسة والمسؤول الأول عن استقطاب الطلبة وتحبيبهم في المادة وتشويقهم وإثارتهم في عرض المعلومة لأن الطالب ملول بطبعه، وبالتالي لابد أن يكون المعلم متبعا لأساليب واستراتيجيات تعلم متنوعة تثير اهتمام الطالب وتجذب انتباهه. وقالت: من المهم أن يبدأ المعلم الدرس بالاطمئنان على الطلاب عند الدخول لتهيئتهم نفسيا للدرس، مشددة على أهمية عدم الانتقال من معلومة إلى أخرى إلا بعد التأكد من استيعاب الطالب. وأضافت: نريد من المعلم أن يشرك الطالب في المعلومة وأن يدفع الطالب لاستنتاج المعلومة، ولا نريد أن يجلس الطالب في الصف كمستمع فقط وإنما نريد تحويله من مستمع إلى مشارك. وأكدت أن بعض الحلوى والهدايا البسيطة تدخل السعادة على الطلبة، لافتة إلى أن دخول المعلم إلى الصف بابتسامة على الطلبة أمر مطلوب، لأنه لا يجب أن تنعكس ضغوط العمل على أداء المعلم مع الطلاب، مؤكدة أن المدارس الخاصة تبذل جهودا كبيرة في سبيل الاهتمام بالطالب ولجعل المدرسة بيئة جاذبة للطالب وممتعة، حيث تشغل الطالب بالتعلم والأنشطة والرحلات وتجعله أكثر تفاعلا. د. أحمد النعمة: دور بارز للأسرة في تعزيز دافعية الطلبة شدد الخبير التربوي د. أحمد النعمة الأستاذ المشارك بجامعة قطر سابقا على دور الأسرة الكبير في بناء دافعية الطالب، مؤكدا أن البيت له الدور الأول في خلق الدافعية لدى الطالب، وأنه لا يمكن أن تبذل الدولة كل الجهد ولا تحفز الأسرة الطالب للتعلم. وقال: دور المدرسة يأتي ثانيا بعد دور الأسرة وذلك لأن المدرسة مسؤولة كذلك عن تحفيز الطالب، مشددا على أهمية دور الإدارات المدرسية في رفع معدل الدافعية عند الطلبة. وذهب إلى أن الدور المهم في بناء الدافعية للتعلم لدى الطالب يبدأ من المرحلة الابتدائية وهي المرحلة التي يتم تأسيس الطالب فيها علميا في مختلف المواد، داعيا إدارات المدارس الحكومية في المرحلة الابتدائية إلى الاهتمام بتحفيز الطلبة وإثارة الدافعية لديهم. وقال: قطر وفرت كافة مدخلات العملية التعليمية بشكل رائع يدعو للفخر ويبقى الدور على المدرسة والأسرة والمعلمين وإدارات المدارس، مؤكداً أن مجرد تصفيق الطلاب لزميلهم على إجابة صائبة على سؤال يرفع مستواه بمعدل عشر مرات ويجعله أكثر اهتماما بدروسه. وقال: إن قطعة شكولاته لا تكلف الكثير لكنها تعني الكثير بالنسبة للطالب حين يجيب على سؤال خاصة في المرحلة التأسيسية، مشدداً على ضرورة أن يكون المنهج في مستوى الطلاب ويتماشى مع ميولهم وقدراتهم مرتبطا بخصائصهم واتجاهاتهم وأن يكون مشوقا حتى يقبل عليه الطالب ويحقق الدافعية لديه. وأكد أن أولياء أمور طلاب المدارس الخاصة مهتمون بأبنائهم ويدفعون مبالغ طائلة من أجل تعليمهم وبالتالي يهتمون بمتابعة الطالب والتي عليها دور كبير في تفوق الطالب واهتمامه بالدراسة والإقبال عليها بجدية. عبد العزيز الملا: التكدس داخل الصفوف أبرز الأسباب اعتبر الخبير التربوي عبد العزيز الملا مدير مدرسة الصناعة سابقا أن تباين نسب الدافعية لدى الطلبة ما بين المدارس الحكومية والمدارس الخاصة لصالح المدارس الخاصة أمر لا يعني الكثير لأن الجهد الذي يبذل مع الطالب في المدارس الحكومية والخاصة متقارب، مبينا أن السر وراء هذه النسب هو نوعية طلبة المدارس الخاصة. وأضاف: نحن في دولة قطر نقوم بدور كبير في دعم التعلم وإلحاق المحرومين بالتعليم في العالم ومن ثم فلابد من وضع خطط لهؤلاء الطلاب ضعيفي الدافعية أو الرغبة في التعلم حتى لا نفاجأ بأن عددا غير قليل أو جيلا من أبنائنا قرروا الاكتفاء بالثانوية العامة. وذهب إلى أن التكدس داخل الصفوف الدراسية أحد أبرز أسباب ضعف الدافعية لدى الطلبة، لافتاً إلى أن النسب دليل على وجود ضعف في متابعة الجهات المختصة في الوزارة للمدارس الحكومية من الناحية الأكاديمية، وضعف كذلك من قبل ولي الأمر في متابعة الطالب، الأمر الذي ينعكس على الطالب بالضرورة ويؤول إلى هذه النتيجة. حمد السليطي: تعليم المدارس الخاصة يثير اهتمام الطالب أرجع الخبير التربوي حمد السليطي رئيس التعليم الأهلي الأسبق بوزارة التعليم والتعليم العالي تفوق المدارس الخاصة على المدارس الحكومية في مجال دافعية الطلبة نحو التعلم إلى أن المدارس الخاصة تقدم تعليما غير تقليدي وغير قائم على التلقين، مؤكداً أن التعليم الخاص منذ عهده الأول يحث الطالب على التفاعل مع المعلومة عبر إشراكه في عرضها وفقا لأساليب التعلم الحديثة ما يجعل الطالب محبا للدراسة فضلا عن اهتمام المدارس الخاصة بتوفير البيئة الجاذبة للطالب والملبية لاهتماماته، لافتا إلى أن العلاقة في المدارس الخاصة بين المعلمين والطلبة قوية، وأن المدارس الخاصة مناهجها متنوعة وأنشطتها سواء كانت أنشطة صفية أو لا صفية متنوعة ما يجعلها مثيرة لاهتمام الطالب. ودعا إلى الاستفادة من تجربة المدارس الخاصة ومعرفة أسباب تفوقها في مجال دافعية الطلبة على المدارس الحكومية، مؤكدا أنه في حال الوصول للأسباب يمكن وضع الحلول المناسبة، مضيفاً: نريد أن يكون هناك تعاون بين قطاعي الشؤون التعليمية المشرف على المدارس الحكومية وبين قطاع شؤون التعليم الخاص بالوزارة حتى يستفيد كل منهما من الآخر بما يحقق مصالح طلابنا ويدعم تحقيق أهداف الدولة التنموية في هذا القطاع الحيوي. إبراهيم الدربستي: اللوائح القوية توفر بيئة تعليمية فاعلة قال الخبير التربوي إبراهيم الدربستي مدير إدارة التوجيه التربوي بوزارة التربية والتعليم سابقا إن البيئة التعليمية في المدارس الخاصة تتميز بالانضباط والذي يعد أحد أهم ركائز عملية التعلم بفضل اللوائح القوية، لافتا إلى أن مشاكل البيئة التعليمية الموجودة في المدارس الحكومية غير موجودة في المدارس الخاصة. وأوضح أنه على الرغم من السلبيات التي تتداول من قبل البعض عن المدارس الخاصة والشكاوى من تفشي اللغة الإنجليزية والتي أصبحت لغة تخاطب رسمية ومنتشرة عالميا، إلا أنها بيئة تعليمية أفضل من بيئة المدارس الحكومية. وقال: ومما يؤكد ذلك أنه على الرغم من اللوائح القوية ولا يتم التنازل عن تطبيقها في المدارس الخاصة توجد قوائم انتظار كبيرة من قبل المواطنين القطريين عليها ما يدل على زيادة الطلب عليها، الأمر الذي يطرح سؤالا مهما: لم لا يتم تبني هذه اللوائح القوية في المدارس الحكومية؟ وأضاف: بصراحة نحن بحاجة إلى دراسة تفوق منظومة المدارس الخاصة في كل شيء من أنشطة وبيئة تعليمية ولوائح وتعامل جيد مع أولياء الأمور وغير ذلك من المجالات التي تعزز الدافعية لدى الطلبة، مؤكداً أن أجواء المنافسة في المدارس الخاصة شجعت أولياء الأمور على الحاق أبنائهم بمدارس خاصة بالجاليات لجودة التعليم بها. وقال: نريد فهم نفسية الطالب ومراعاة الطالب وجعل المنهج شيقا، وأن نقلل من أعداد الطلبة في الصف، مشددا على أهمية التعامل بأسلوب تربوي مع الطلبة والتفاعل ما بين المدرسة وأولياء الأمور، وضرورة الاستفادة من تجربة البيئة التعليمية الجاذبة للطلبة عن المدارس الخاصة وتطبيق ما يصلح منها في المدارس الحكومية. د. حسين العجمي: تجنب إحباط الطلبة يرفع دافعيتهم شدد د. حسين العجمي الخبير في مجال علم النفس التربوي على أهمية استخدام المعززات الإيجابية لرفع مستوى الطلاب، والبعد عن الإحباطات السلبية للطلاب من قبل أولياء الأمور والمعلمين لرفع الدافعية لديهم، مضيفاً أنه يجب أن يجد الطالب كل ما يسره في المدرسة من تعامل راق ولطف واهتمام وصداقة بين الطلاب والمعلمين والمشرفين. وشدد على ضرورة أن تكون الفترة المخصصة للفرصة كافية يستمتع فيها الطلاب وأن يكون عدد الطلاب معقولا في كل صف بحيث لا يزيد على 20 - 25 طالبا، مؤكدا أنه كلما قل عدد الطلاب في الصف زادت الفائدة للجميع. ودعا إلى استخدام وسائل تعليمية حديثة وجذابة للطلاب، وتخصيص برامج وأنشطة مناسبة للطلاب كالرحلات الترفيهية مثلا. وعن سر ارتفاع معدلات دافعية الطلبة في المدارس الخاصة أوضح أن الأسباب كثيرة ومتعددة بعضها يرجع إلى صرامة اللوائح والانضباط، وبعضها يرجع لأسلوب الطلاب أنفسهم وبعضها لأسلوب أولياء الأمور وبعضها للمناهج وبعضها لأسلوب المعلمين، مؤكداً أن ضعف الرغبة في التعلم لدى بعض الطلاب يرجع لعدم الحماس وعدم بذل الجهد المطلوب لتحقيق الأهداف وعدم الاهتمام بالواجبات المدرسية، وعدم اتباع التعليمات وتوجيهات المعلمين من قبل بعض الطلاب، وعدم متابعة بعض أولياء الأمور لأبنائهم في المدارس، ولوقوف بعض أولياء الأمور مع أبنائهم سواء كان أبناؤهم على خطأ أو على صواب. ونوه إلى أهمية مراعاة الأمور الصحية للطالب، مبينا أن بعض الطلاب قد يعاني من مشاكل صحية تؤدي إلى عدم التركيز والفهم، ولا ينتبه لها المعلمون ولا يتم شرحها من قبل أولياء الأمور للمعلمين.
مشاركة :