الكويت 7 مارس 2020 (شينخوا) ليس من عادة الشاب المصري علي فرج (30عاما) الذي يعمل طباخا في أحد مطاعم سوق المباركية أخذ قسط من الراحة ولو لدقائق معدودة خلال ساعات عمله ، بسبب كثرة الزبائن والطلبات، لكنه متوقف عن العمل اليوم (السبت)، بعد أن أجبر فيروس كورونا الكويتيين والمقيمين على المكوث في بيوتهم.
وقال فرج لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (السبت) إن إيرادات المطعم الذي يعمل فيه تراجعت بشكل مخيف خلال الأسبوع الماضي، وأنه بدأ فعلا يشعر بالخوف من فقدان عمله فجأة .
وأضاف "لا أحد في السوق رغم أننا في يوم أجازة، عادة يندر العثور على طاولة شاغرة ،خاصة خلال أيام الأجازة الأسبوعية ولكنه يبدو أن كورونا سيدمر حياتنا فعليا".
وعادة ما يكتظ سوق المباركية بالزوار سواء من الكويتيين أو المقيمين أو الخليجيين ،إذ يعتبر من بين أبرز الأماكن السياحية الكويتية، ففيه يمكن اكتشاف الكثير من البنايات التراثية الكويتية ككشك مبارك الذي يعتبر مقر حكم الشيخ مبارك الصباح والمدرسة المباركية أول مدرسة في الكويت.
كما يمكن للسائح أن يتذوق أشهر المأكولات الكويتية كالمجبوس باللحم ومطبق الزبيدي علاوة على الكراعين وحمسة الكبدة وغيرها ،لكن منذ الإعلان عن اكتشاف أولى حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد ،قاطع الناس السوق وعزفوا عن زيارته .
وعلى امتداد سوق الغربلي الذي يعد جزءا رئيسيا من سوق المباركية، لا أثر لذلك الازدحام المعتاد على المقاهي والمطاعم لتناول إفطار الصباح .
وقال زكريا أحمد الذي يبيع معجنات وهو يرتدي كمامة وقفازات بلاستيكية إنه لم يبع شيئا منذ أسبوع وأن الوضع بدأ يسوء بالنسبة اليه.
والأمر ذاته بالنسبة لمالك حسن الذي يبيع منذ 15 عاما عصائر طازجة في قلب سوق المباركية.
وقال حسن إن مبيعاته تراجعت بنسبة 70 في المائة خلال الاسبوع الماضي وبالكاد يجني 5 دنانير في اليوم ، لكنه متفائل بسيطرة السلطات على فيروس كورونا وإقبال الناس مجددا على الشراء وزيارة السوق.
وأما محلات الصرافة في مدخل سوق المباركية فخلت هي الأخرى من زبائنها الذين تعودوا على شراء وبيع عملاتهم فيها قبل ولوج السوق، والأمر لا يختلف في سوق الخضر والفواكه ،الذي فقد هو الآخر زبائنه ، رغم توفر كل أنواع الخضر والفواكه المحلية والمستوردة.
وقال السبعيني الكويتي أبو علي وهو يتجول في السوق مرتديا كمامة إن الجميع باتوا يخشون من انتقال عدوى الفيروس ، مضيفا "قلة أعداد من يأتون اليوم إلى السوق حيث يقضون حاجاتهم ويخرجون بسرعة ".
وخلت منطقة الألعاب الرئيسية في سوق المباركية من الأطفال أيضا اليوم ، فيما تأثر سوق السمك الذي يوجد داخل سوق المباركية من تراجع المبيعات رغم تكدس المعروض من السمك المحلي وحتى المستورد من باكستان.
ويخشى الباعة في سوق المباركية من تفاقم الوضع وارتفاع الخسائر بسبب انتشار فيروس كورونا في المنطقة.
وقال العطار حمد العيسى إن سوق المباركية لم يشهد مثل هذا العزوف ابدا على الشراء ولا فترة عصيبة كالتي يعيشها التجار اليوم، خاصة الصغار منهم ، ممن يعيشون من مبيعات محلاتهم وأمامهم التزامات كبيرة مثل دفع رواتب العمال والايجارات الغالية ايضا.
وأصبح الكثير من الكويتيين والمقيمين يفضلون المكوث في منازلهم ، خاصة خلال أجازة نهاية الأسبوع ،منذ الإعلان عن أولى الإصابات بفيروس كورونا ،استجابة لدعوات وزارة الصحة التي تشدد في بياناتها الصحفية على ضرورة تجنب التجمعات.
وقالت المواطنة الكويتية إيمان خليفة (34 عاما) إن الوعي الذي أظهره الكويتيون والمقيمون والتزامهم بالتعليمات سيساعد في تطويق فيروس كورونا والحد من انتشاره .
وارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في الكويت اليوم إلى 61 حالة بعد تسجيل 3 اصابات جديدة خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية بين العائدين من ايران، فيما شفيت حالة واحدة بحسب تصريحات لوزير الصحة الشيخ باسل الصباح، لشاب كويتي يبلغ من العمر 34 عاما.