بيروت 26 ديسمبر 2020 (شينخوا) طالما انتظر اللبنانيون حلول عيدي الميلاد ورأس السنة بحماس لافت رافقه ارتداء البلاد حلة العيد مع حيوية في الأسواق وفي حركة المطار الذي كان يغص عادة في هذا الوقت من السنة بالسياح وبالمغتربين القادمين لتمضية أجازات نهاية العام. لكن برغم حلول عيد الميلاد وقبل أيام قليلة عن بداية العام الجديد ، لم يلبس لبنان هذا العام حلة العيد إلا في شوارع قليلة تزينت بشجرة الميلاد وسط أجواء بائسة في ظل الأزمات الخانقة التي يعيشها لبنان. ويواجه لبنان أزمات سياسية واقتصادية ومالية أدت إلى تعثر سداد ديونه السيادية وسط تقييد المصارف لسحوبات الودائع بالتزامن مع شح العملة الأجنبية وانهيار العملة الوطنية وتصاعد الفقر والبطالة. واشتكى خبراء محليون في الصناعة الفندقية لوكالة أنباء ((شينخوا)) من أن الفنادق اللبنانية شهدت انخفاضا حادا في معدلات الإشغال خلال موسم عيد الميلاد وحلول السنة الجديدة هذا العام بسبب تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في لبنان والعالم. وعبر رئيس اتحاد النقابات السياحية ورئيس نقابة أصحاب الفنادق في لبنان بيار أشقر عن أسفه للحالة الراهنة وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الوضع سيء للغاية وأن معظم زوار لبنان القلائل حاليا هم مغتربون لبنانيون ولديهم منازل في البلاد ولا يحتاجون إلى الإقامة في الفنادق. وأشار أشقر إلى أن نسبة الإشغال مع حلول عيد الميلاد تراوحت بين 10 و 15 في المئة في بيروت بينما نسبة الإشغال معدومة في الجبال والمناطق الأخرى خارج العاصمة. وقال أشقر "ليس في البلاد أي حفلات سهر هذا العام في ظل تفشي فيروس كورونا والانهيار الاقتصادي مما دفع العديد من الفنانين والمطربين اللبنانيين للسفر إلى الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى لإقامة حفلاتهم الغنائية والموسيقية". وأفاد مسؤولو الفنادق الذين أجرت وكالة أنباء ((شينخوا)) مقابلات معهم عن تباطؤ في النشاط خلال موسم الأعياد وأعادوا انخفاض الحجوزات بشكل رئيسي إلى تفشي مرض (كوفيد-19). وقالت مها جهيث رئيسة قسم الحجوزات في فندق "ريفييرا" وهو فندق خمس نجوم مطل على الكورنيش البحري في بيروت لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الفندق تلقى حجوزات قليلة للعام الجديد لكن تم إلغاؤها بعد ذلك بسبب المخاوف من انتشار سلالة جديدة لـ (كوفيد-19) . وأضافت "نحن نمر بوضع سيء للغاية هذا العام على الرغم من حقيقة أن لبنان أصبح رخيصا للسياح بعد تراجع قيمة الليرة اللبنانية". ويعاني لبنان من أزمات اقتصادية ومالية خانقة أدت إلى تعثر سداد ديونه وسط تقييد المصارف لسحوبات الودائع بالتزامن مع شح العملة الأجنبية وانهيار العملة الوطنية ، مما جعل لبنان وجهة جاذبة للسياح لجهة أسعار الخدمات ، لكن تفشي (كوفيد-19) حرم لبنان من الاستفادة من هذا الأمر حتى الآن. وقال أيمن نصر الدين مدير العمليات في فندق "كافالييه"، وهو فندق أربع نجوم في في محلة "الحمرا" السياحية والتجارية أن نسبة الإشغال في فندقه تبلغ حوالي 15 في المئة بسبب فيروس كورونا الذي تسبب بتداعيات كارثية على قطاعي الطيران والسياحة . وأشار نصر الدين لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن الفندق اتخذ إجراءات صارمة للغاية في محاولة لتقليص التكاليف التشغيلية وتفادي الإقفال من خلال صرف 30 من بين 45 موظفا مع تخفيض النفقات بإغلاق بعض الطوابق ، لكنه أبدى خشيته من يستمر الفندق في فتح أبوابه لفترة أطول إذا بقي الوضع على ما هو عليه. وقال سنصل بالتأكيد إلى مرحلة يعجز فيها مالك الفندق عن تحمل الخسائر وسيضطر إلى الإغلاق. وقال إيلي صفير رئيس قسم الحجوزات في فندق روشة أرجان وهو فندق أربع نجوم في محلة "الروشة" السياحية الساحلية في بيروت لوكالة أنباء (شينخوا) إن الفندق يعمل بشكل أفضل من غيره بسبب موقعه الجذاب للنزلاء من التابعية العراقية. واوضح أن "80 في المئة من نزلاء الفندق هم من العراقيين الذين يفضلون الإقامة قرب البحر، حيث يمكنهم في نفس الوقت من زيارة المركز الطبي للجامعة الأمريكية في بيروت الذي يقع على مسافة قريبة من الفندق نظرا لأن أعدادا كبيرة من العراقيين يأتون إلى بيروت للعلاج لأسباب صحية وطبية". وأشار إلى أن قطاع الفنادق في لبنان كان قد تكبد خسائر فادحة في العام الماضي ليس فقط بسبب تفشي (كوفيد-19) بل نتيجة التردي الاقتصادي وبسبب انفجار مرفأ بيروت الذي تسبب بأضرار جسيمة لـ 163 فندقا، حيث أقفلت سلاسل فندقية شهيرة أبوابها باعتبار أن معظمها لم ينته من عمليات الترميم وبعضها الآخر لم يبدأ بها. وعلاوة على ذلك ، فقد أغلق فندق "فينيسيا" بعد أن تضرر بتفجير مرفأ بيروت وهو أحد أبرز الفنادق المعروفة جدا في البلاد والذي كان استضاف قمتين عربية وفرنكفونية . ولفت رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار أشقر إلى أن بعض الفنادق تمكنت من إصلاح الأضرار التي سببها الانفجار فيما لا يملك البعض الآخر أموالا للترميم خاصة وأن معظم شركات التأمين لم تقم حتى الأن بالتعويض عن الأضرار. وأشار أشقر إلى أن تكلفة إصلاح الأضرار التي لحقت بالفنادق تتراوح للفندق الواحد بين 100 ألف دولار و 14 مليون دولار، مضيفا أنه من الصعب تقدير الخسائر غير المباشرة الناجمة عن الإغلاق الكامل أو الجزئي. وأضاف أشقر أن أكثر من نصف العاملين في قطاع السياحة في بيروت فقدوا وظائفهم بسبب الأضرار التي سببها الانفجار. وكان انفجار مرفأ بيروت قد وقع يوم في 4 أغسطس الماضي بسبب 2750 طنا من مادة "نترات الأمونيوم" المخزنة من دون وقاية مما أوقع نحو 200 ضحية و 6 آلاف و500 جريح ، إضافة إلى تشريد نحو 300 ألف شخص وأضرار مادية ضخمة قدرت بنحو 15 مليار دولار أمريكي.
مشاركة :