لماذا تناقض أعداد كورونا الرسمية بإيران مع الوفيات الفعلية؟

  • 3/8/2020
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

نقلت إذاعة "فاردا"، الناطقة بالفارسية من التشيك، عن مصادر طبية داخل إيران، مشاركة في "لجنة مكافحة فيروس كورونا"، تأكيدها أن حصيلة الوفيات الرسمية التي تعلنها وزارة الصحة أقل بكثير من عدد المتوفين في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد. وأكدت المصادر أن "عدد الوفيات ضعف الأرقام المنشورة، وربما أكثر". يذكر أن المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كان قد أعلن، السبت، أن عدد الوفيات بلغ 145 شخصاً، وعدد المصابين وصل إلى 5823 حالة. وقال مصدر يعمل كخبير صحي ويشارك في "لجنة مكافحة فيروس كورونا" لإذاعة "فاردا": "التناقض بين الأرقام الرسمية التي أعلنتها وزارة الصحة والأرقام الحقيقية يكمن في حقيقة أن وزارة الصحة تحصي الوفيات بناءً على ما يرد في شهادات الوفاة". وأوضح الخبير، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن شهادات الوفاة تصدر عن قاضي التحقيق الشرعي. وأضاف أن وزارة الصحة لا يمكنها إلا أن تعلن عن حصيلة الوفيات التي يُذكر في شهادات الوفاة الخاصة بها الإصابة بفيروس كورونا، ولا يمكنها الاعتماد على قاعدة بياناتها الخاصة. وشرح الخبير الصحي أن "المستشفيات والأطباء يشيرون إلى سبب الوفاة في تقاريرهم، لكن على الطبيب الشرعي المعين من قبل القضاء فحص كل جثة. ويذكر هذا الأخير في الشهادة الرسمية التي يصدرها السبب الذي يراه أنه وراء الوفاة، وليس بالضرورة أن يعتمد ما يعلنه الأطباء والمستشفى". وأضاف أن السلطات تكتفي في بعض شهادات الوفاة الرسمية بذكر "الفشل التنفسي أو الالتهاب الرئوي أو الأنفلونزا" كسبب للوفاة، وذلك للتغطية على عدد الوفيات الحقيقي بفيروس كورونا. ووفقاً لهذا الخبير وغيره من المصادر المطلعة: "لم يكن لدى قاضي التحقيق الشرعي متسع من الوقت، ففحص بعض الجثث فقط في المشرحة. مع تزايد عدد الوفيات بفيروس كورونا، بدأت الجثث تتراكم في المشرحة في انتظار الفحص، ولهذا السبب لا تعكس الأرقام الرسمية واقع الوضع الخطير حقاً"، حسب ما نقلته إذاعة "فاردا". يذكر أن العديد من المسؤولين الحكوميين الإيرانيين والنواب ورجال الدين وأعضاء الحرس الثوري والعاملين في المجال الطبي وكذلك الفنانين والرياضين كانوا من بين عداد المتوفين بكورونا. ويقول الخبراء إنه نظراً لعدد هذه الوفيات لدى الشخصيات العامة والمشاهير، يجب أن يكون العدد الحقيقي للوفيات بين الناس العاديين أضعاف العدد المعلن رسمياً، هذا فضلاً عن أن صفوف كبار المسؤولين، الذين تفشى بينهم المرض، لديهم سبل الحصول على رعاية طبية أفضل من عامة الشعب. هذا وتظهر الصور والمقاطع التي يبثها ناشطون إيرانيون عبر مواقع التواصل تراكم الجثث في المستشفيات ودفن العشرات يومياً في المقابر بمختلف المحافظات.

مشاركة :