في كل محنةٍ منحة

  • 3/9/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في كثير من الأحيان تمر بالإنسان بعض المحن والأزمات والأوقات الصعبة والتحديات القاسية ثم تنتهي وتصبح من الماضي وضمن الذكريات، وفي كثير من الأحيان تسبق تلك الأوقات الصعبة بعض المبشرات، فآلام المخاض الصعبة والقاسية على الأم تأتي قبل فرحة رؤية وليدها، والنجاح والتفوق الدراسي يأتي بعد الجد والاجتهاد والتعب في المراجعة والتحصيل العلمي. وكثير من الناجحين اليوم عانوا في بدايات حياتهم وتعرضوا لمواقف وأوقات صعبة للغاية، هكذا تمضي الأمور بل إن بعض المعادن كالذهب لا تصبح له قيمة ولا يبرز لونه المعروف إلا بعد أن يتم وضعه في النار ليتم تنقيته من الشوائب. في المحن الكثير من الدروس والفوائد التي يمكن أن يستفاد منها وفي مقدمتها معرفة الصديق من العدو، ففي أوقات المحن يلتف حولك الأصدقاء والمحبون في حين يختفي الأعداء والمبغضون، وبعضهم قد لا يختفي تماماً بل ينكشف بصورة أكبر وذلك عندما يأخذ موقف الشامت، كما أن بعض المحن تساعد على أن يراجع الفرد مساره ويتعرف على عيوبه ويحدد أخطاءه ويعمل على تصحيحها، ويعرف نعمة الله عليه قبل ذلك الوقت الصعب فيشكر الله عليها، كما تساهم بعض المحن في بيان حجم القدرات والطاقات الموجودة لدى الإنسان فتفاعل الفرد مع الظروف أوقات المحن فيه همة وعزيمة وجدية لا تكاد تكون موجودة في الأيام العادية، كما أن المحن تؤكد أن الظروف قد تتغير في أي لحظة فلا شيء مضمون وعلى كل فرد أن يحرص على أن يكون لديه دائماً خطط بديلة. أحياناً يدفع البعض في أوقات المحن ثمناً يظن في ذلك الوقت بأنه باهظ ولكن بعد أن تنتهي تلك المحنة ويتأمل في مخرجاتها ودروسها وفوائدها وما أفرزته من نتائج ومنح ويعيد النظر في تقييمه لذلك الثمن فإنه يرى بأنه كان بخساً مقابل تلك الفوائد والمنح التي جاءت من تلك المحن، ولذلك يجب أن لا تمر المحن بدون أن يستفيد منها الإنسان وأن يتأمل في كافة جوانبها وأن يتعلم ما فيها من دروس وعِبر وأن يعزز خلالها قيم الصبر والتحمل في تلك الأوقات الصعبة. المحن والابتلاءات من سنن الله التي لا تتبدل ولا تتغير، فالحياة لا تخلو من الأحزان والأكدار والأتراح كما لا تخلو من الأفراح والسعادة، فلا فرح يستمر ولا حزن يدوم والإنسان يتقلب في تلك الظروف فإن كانت هناك محنة فليصبر ويشكر الله على بلائه وقضائه وقدره وإن كانت هناك منحة فليحمد الله على فضله وكرمه، فمثل تلك المحن تكشف معدن الإنسان وتوقظ الغافل وتظهر عجز الفرد وضعفه أمام الله وتشد من عزمه كي يكون لديه يقين بأن بعد تلك الفترة الصعبة سيأتي الفرج بإذن الل

مشاركة :