للمطلقة ( كل محنة تتبعها منحة)

  • 10/2/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مما لا شك فيه أن الطلاق قبل الدخول أو الخلوة الشرعية يعد صدمة كبرى في حياة المرأة، إذ تنقلب حياتها رأساً على عقب بعد بناء الأحلام الوردية سواء خلال فترة الخطوبة أو عقب عقد الزواج اصبحت المرأة مرتبطة بشريك حياتها، مما يجعلها تعيش حالة من السعادة والتطلع إلى المستقبل بآمال وطموحات. وعندما تجد نفسها تحمل لقب «مطلقة» فإن هذا يزيد حالتها النفسية سوءاً، بل إن الصدمة النفسية قد لا تتحملها البنت التي غالباً ما تكون صغيرة السن، وقد يحدث لها كراهية للزواج كليةً، لأنها لم تحصل منه إلا على النظرة القاتلة من المجتمع على أنها مطلقة» فهنا مذكراً لكل واحد منا ذكرا ام انثى قد تتمنى أمراً تظنه لك خيراً ، وتتضجر في عدم تحقيقه، وتنسى أن الله مدبر الأمور، وكل شيء منعنا عنه خيره ،فإن حصل لنا امر مما لا نتمناه ، إعلم أن في ذلك خيرة لك لتحقيق ما هو أجمل وأفضل لك. إن الايمان بقضاء الله يحقق للمؤمن السعاده في الحياة، أن الله يبعد عنا شيء ليقرب منا شيء اجمل ،لعله خير أراده الله لنا من حيث لا ندري، إرضى بأقدارك لتعيش ،واعلم أن تدبير الأمور من الله خيرة،ثق بربك دائماً وأحسن الظن به،فإن الله عند حسن ظن العبد فيه، إسعى خلف أحلامك وتعايش مع ماهو مكتوب لك، كن دائماً أنت الساعي وأنت لله من الشاكرين، أحسن ظنك بالله ،إحلم وحقق وارضى بما يكتب لك في حياتك، وأعلم دائماً أن كل مقدور ومكتوب لك خيراً ،وأن الله حكيم في كل ما يقول له كن، أنت لا تعلم ولكن الله يعلم ما هو الخير فيكتبه لك، نعم قد يسأل سائل إذاً لماذا نرى الكثير من المؤمنين الطائعين وقد ابتُلُوا بمصائب مختلفة، كالمرض أو الطلاق وغير ذلك، بينما نرى من العاصين من يغرق في النعيم والخيرات؟فنقول له جوابك نجده في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لا يقضي الله للمؤمن من قضاء إلا كان خيراً له، إن أصابته سرَّاءُ شكر وكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبر وكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن» فالله تعالى إذا أحبَّ عبداً ابتلاه فإذا صبر اجتباه، وكلَّما ازداد صبراً وشكراً ارتقت درجته عند الله.واما عن مقالي هذا لكل مطلقة ابتليت وخاصة التي طلقت قبل الدخول عليها لاسباب قد تكون تافهة او لعدم وعي الشباب ماذا يعني الزواج ولايعلم بالآثار المترتبه على تلك المسكينة التي كانت تحلم كغيرها بحياة اسرية هادئة فأقول:إبنتي...كم يؤلمني قلبي وأنا أسمع مابكِ من الهم والغم أكُلُّ هذا لأنك مطلقة؟ سبحان الله أنسيتي أن الطلاق مكتوبٌ عليك ومقدر وانتِ في بطن أمك؟! فهل بعد ذلك تستمرين بالحزن على مامضى والندامة لأ والف لأ تذكري أن المؤمن مبتلى فلعل ماأصابك رفعة لدرجاتك..إبنتي فكري روياً وبعقلانية لأجل شخص واحد في الدنيـا تهلكِ نفسك وينقص من إيمانك لأن هذا إيمان بالقضاء والقدر؟!! إبنتي لأتحزني قد يُعوضك الله بزوج خير منه فتسعدي، فيا إبنتي مذكراً لكِ فرُقية وأم كلثوم بنتا النبيِّ صلى الله عليه وسلم طُلِّقتا، وأسماء بنت الصديق رضي الله عنهما طُلِّقت وكانت زوجة الزبير بن العوام، وهو أحد العشرة المبشَّرين بالجنة، وأسماء بنت يزيد الصحابية الجليلة المشتهرة بخطيبة النساء لحسن بيانها وفصاحتها طُلِّقت أيضًا، فالطلاق لا يقلل مِن قدر وقيمة المرأة إطلاقًا، ولربما فيه الخير لها إن احتسبت وصبرت، فيعوضها الله خيرًا فأقول لكِ: تأملي آيـات الله القائل {فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعلَ اللهُ فيه خيراً كثيراً} ولهذا على المسلمة أن ترضا بما قدر الله لها فإن الرضا هو سر الراحة والسعادة والسكينة في هذه الدنيا واجعلي أكبر همك أن يرضى الله عنك ولا تجعلي أكبر همك نظرة الناس لك بل نظرتك لله فهو خالقنا، فالناس مخلوقات لا تملك لنفسها نفع ولا ضر وكل شيء بيد الله سبحانه، فأهتمي دائماً لنظرة الله ولا تهتمي لنظرة الناس فكلنا عباد لله ولسنا عباد للناس.! وذكري نفسك دائماً بأن الطلاق ليس هو نهاية العالم ، فلا تحطمي نفسك وتستلمي لكثرة الوسواس فهي من الشيطان ، بل كوني قوية بالله،، يا إبنتي الغالية لتعلمي أن الله حكيم خبير, يبعد عنا أناساً ويبدلنا أناساً آخرين خيراً منهم لحكمة يعلمها هو سبحانه,ويبدلنا بآخرين يحبوننا ويرفعونا ويقدّروننا، وهذه حكمت الله في الأرض يأخذ الله شيئا ويعوضنا إن صبرنا بشيء أفضل منه. وتأتي بعدها كل محنة تتبعها منحة و عسرٌ بعده يسر فعلام الحزن والاكتئاب. فلتكن نظرتك إلى الجانب المشرق في الحياة،وللتوضيح للمجتمع، فلماذا نحمل كل النساء وزر فشل قد تكون هذه المطلقة مظلومة؟ ياناس كفايه جراح تحملها كل مطلقة تعاني من نظرة المجتمع والأهل والأصدقاء.فيابشر يجب أن يكون هناك عدل في النظر للمرأة المطلقة، يجب الابتعاد عن النظرة السلبية التي تؤدي الى تهميشها، فهي في النهاية إنسانة لها كيان، اعترضتها بعض العراقيل ولكنها ستنهض أكثر قوة بإذن الله بتعاون أسرتها معها، من هنا يلزم على الجميع النظر بإيجابية للموضوع،وأقول لكل من ظلم المراة وطلقها عنوةً وبدون سبب فبإذن الله قد تكون بداية انطلاقة موفقه لها بعد ذلك بإذن الله. وأسأل الله أن يجبر قلب كل مطلقة وأن يعوضها خيراً في دنياها وأخرتها إنه سميع مجيب.

مشاركة :