لم يهدأ الجدل في عالم السياسة منذ أن ظهر تراجع هيلاري كلينتون في استطلاعات رأي نشرت نتائجها الأسبوع الماضي فيما يتعلق بسمات معينة مثل المقبولية والأمانة والجدارة بالثقة والتعاطف. ومعاونو كلينتون لا يرون خطراً يمكن استشرافه من استطلاعات الرأي هذه. وأشاروا إلى أن الوقت مازال مبكراً في الحملة، وأن معدلات تأييدها كان من المتوقع تراجعها بعد دخولها منطقة التفاصيل الدقيقة للسياسة الرئاسية خاصة بعد وجودها كوزيرة خارجية تحظى بشعبية. وكلينتون مازالت المفضلة بشكل كاسح للحصول على ترشيح الحزب «الديمقراطي» وستتفوق على كل المرشحين «الجمهوريين» عند التنافس معهم. وأشار «جويل بينينسون» من حملة كلينتون في مقابلة مع شبكة «سي. إن. إن» إلى النقاط السابقة، وأضاف إنه يشعر أن استطلاع الرأي الذي أجرته (سي. إن. إن) و(أو. آر. سي) قلص تمثيل النساء في عينة المسح. لكن إرسال حملة كلينتون السيد «بينينسون» للحديث في التلفزيون له دلالة. والطعن في منهج المسح آلية قديمة معروفة عندما لا تكون النتائج في صالح المرشح. وباختصار، «الديمقراطيون» قلقون. إنهم ليسوا فزعين لكنهم يعرفون أن تصور الجمهور عن شخصية المرشح وهو إجمالي لسمات الجدارة بالثقة والأمانة والتعاطف قد تكون أكثر أهمية من مواقف الناخبين أو مواقف المرشح السياسية. وهناك خوف من أنه بمجرد انتشار انطباع سلبي عن مرشح وخاصة عندما يكون شهيراً مثل كلينتون، فقد يكون من الصعب تعديله. ويعتقد «بيتر فين» المفكر الديمقراطي الاستراتيجي المخضرم الذي لا يشارك في حملة كلينتون إن النتائج مصدر قلق حقيقي لكلينتون، ولأي سياسي هذه الأيام لأن الناخبين يميلون عادة إلى تصديق وقبول ما هو سلبي. والجدير بالذكر أن استطلاعاً للرأي أجرته وكالتي «أسوشيتدبرس» و«إيبسوس» عام 2007 توصل إلى أن الشخصية تتفوق على السياسة في قرارات الناخبين. وتوصل الاستطلاع إلى أن نحو 55 في المئة من الناخبين يعتبرون السمات الشخصية مثل الأمانة والجدارة بالثقة والنزاهة أهم السمات في المرشح الرئاسي مقابل 33 في المئة يعطون الأهمية للمواقف السياسية. ويعتقد محللون أن سبب تراجع هيلاري كلينتون هو طريقة تعاملها مع عدة قضايا خلافية مثل استخدام بريدها الالكتروني الشخصي حينما كانت وزيرة للخارجية والتبرعات الخارجية لمؤسسة أسرة كلينتون والهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي قبل نهاية عملها في الوزارة. وعلى الجانب الآخر فإن المرشحين «الجمهوريين» أسوأ بكثير من كلينتون فيما يتعلق بمعدلات التأييد، لأنهم أقل شهرة بكثير منها. ومستوى التأييد أقل من مستوى عدم التأييد لأبرز ثمانية مرشحين «جمهوريين» فيما عدا «ماركو روبيو» سيناتور ولاية فلوريدا الذي يحظى بنسبة 31 من التأييد ومثلها من عدم التأييد. وجيب بوش حاكم ولاية فلوريدا السابق الذي من المقرر أن يعلن ترشيحه للانتخابات يوم 15 يوليو يحظى بنسبة تأييد تبلغ 32 في المئة مقابل 51 في المئة من عدم التأييد. وحتى الآن لم ينجذب الجمهور بشكل كبير إلى مرشح بعينه أو يؤثره بقدر أكبر من الانتباه. لكن هيلاري مختلفة عن المرشحين الآخرين. ويعتقد جون زغبي الخبير المستقل في استطلاعات الرأي أن كلينتون ذائعة الصيت ومن الصعب إعادة ابتكار شخصيتها لأن هذا يغامر بأن تبدو الشخصية مصطنعة. والمفكر الاستراتيجي الديمقراطي «بيتر فين» يرى أن انطباعات الناخبين في هذا الوقت المبكر من الحملة لن تدوم طويلاً على الأرجح. وأشار إلى أنه من خبرته السابقة، يميل الناخبون لتبني موقف غريزي أولي لكنهم بعد فترة يبدأون في التفكير ثم يعيدون النظر قبل اتخاذ القرار. والمرشح الذي سيختاره «الجمهوريون» وتاريخه وما يحيط به من جدل له تأثير أيضاً على ترشيح كلينتون. فإذا أصبح جيب بوش هو منافسها، فسوف تخضع مصالحه الاقتصادية السابقة لانتقادات شديدة، وإذا كان المنافس هو السيناتور «روبيو» فسوف يتعرض لانتقادات في قضايا شخصية خلافية مثل استخدامه لبطاقة ائتمان خاصة بالدولة حينما كان رئيساً لمجلس النواب عن ولاية فلوريدا. ... المزيد
مشاركة :