يعتبر درب السندادية أحد دروب الخارجة القديمة بالوادي الجديد، ويرجع درب السندادية إلى نهاية العصر الرومانى حتى دخول الإسلام للمنطقة، حيث كان عبارة عن محمية يعيشون فيها أهل الواحات الخارجة وتشمل البيوت المبنية بالطوب اللبن وجزوع النخيل والاشجار، حيث استغل اهالي الواحة القدماء جميع الخامات المحيطة بة مثل الطفل لعمل طوب لبنى وكذا جزوع النخيل وجريد النخيل واشجار الدوم لبناء منازلهم. يقول أحمد شيخون، أحد مشايخ درب السندادية، إن درب السندادية كان له ثلاث بوابات من نخيل الدوم، ومن المعروف أن خشب الدوم من الأخشاب المعمرة وكان القدماء المصريون يصنعون منه توابيت الموتى فشجرة الدوم هى الوحيدة التى لا تصاب بحشرة النمل الابيض ولم يتبق من هذا الدرب سوى اطلال حتى اندثرت اغلب معالم الدرب الاثرى باستثناء بيت وحيد ما زال محتفظا بمعالم الحياة الواحاتية القديمة وهو منزل مصباح الواحاتى وهو احد المنازل التى نجت من عوامل التدمير والاندثار فى درب السندادية. اقرأ أيضًا يحكي تاريخ العصر الأيوبي.. قصة عين الدار.. حي من القرن العاشر بالوادي الجديد وأوضح شيخون، أن درب السندادية كانت له بوابات منها بوابة المتاريس وبوابة الشيخ عتمان وبوابة كتان ويشمل بداخله مجموعة من المنازل المبنية بطوب اللبن ويمتد طول الدرب حوالى نصف كيلو متر وهو عبارة عن درب متعرج متفرع من عدة حارات صغيرة على جانبى من المنازل السكنية المتلاصقة وكانت المنازل مكونه من حجرتين أوثلاثة وبه فناء يتوسط المنزل كان مخصص لقضاء احتياجات الاسرة من عجن وخبز وكانت توجد به الأفران البلدية و المهراث وهو آلة خشبية لطحن الغلال والحبوب. وأشار إلى أن أشهر بيت بدرب السندادية بيت مصباح الواحاتي ويعتبر نموذجا للبيت الواحاتى القديم والذى تم انشائه وفقا لثقافات سكان الواحة انذاك حيث كانت الابواب ضيقه ومنخفضة كأحد وسائل الحماية حيث يسوجب عليك الانحناء للدخول ببطء وحذر وهى احدى الحيل لمنع اللصوص من محاولة الدخول او الهروب من داخل الدرب كثير التعرج. وأكد أن التراث الشعبى فى درب السندادية له حكايات أسطورية منها أسطورة الديك وهو أن فى الدرب ديك يخرج لشخص واحد فيتحول إلى ديك ذهبى لمن يسعده حظه فى الحصول على هذا الديك وهى إحدى الخرافات التى كانت ترسخ فى اذهان سكان الدرب حيث كان الصغار يحلمون كثيرا بخروج الديك اليهم ولكى يتمكنوا من ذلك لابد أن تتوافر فيهم صفات كثيرة وأهمها هى الالتزام وصفاء السريرة ونقاء النفس والابتعاد عن الحقد والضغينة وحب الخير للآخرين وهي الصفات التى تحلى بها قدماء أهل الواحة إلا أن أسطورة الديك الذهبى كانت محفزا لتهذيب اخلاق الصغار لينالوا الجائزة، بالإضافة إلى مجموعة من المعتقدات والعادات القديمة لدى سكان الواحات القديمة والتى كانت تتميز أغلبها بالترابط والتعاون والتماسك ومعايشة أجواء الاسرة الواحدة وهو ما عكسته طبيعة المبانى فى الدرب القديم. يحمل درب السندادية حكايات شعبية قديمة وموروثات ثقافية فريدة، وهو بمثابة همزة وصل بين الماضي والحاضر، وخلال السنوات الماضية حوصر بالإهمال، حتى تم إدراجه ضمن خطة التطوير الحضاري والعشوائيات بالمحافظة.
مشاركة :