أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2015 عاماً للابتكار إيماناً من سموه بأن ثروة الدولة الحقيقية هي في الاستثمار بالعنصر المواطن وفي تمكينه من القيام بالأدوار التي تساهم في عملية التنمية الشاملة في الدولة لتصل الإمارات إلى المكانة المرموقة التي تستحقها في العالم، وإيماناً من سموه بأننا نعيش عالماً سريعاً في تغيراته متلاحقا في تطوراته مليئا بالفرص الكبيرة التي تحتاج إلى قيادات حكومية متخصصة تستطيع أن تقود مستقبلنا في قطاع الابتكار. ومنذ أسابيع أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وبحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة أول دبلوم متخصص من نوعه في مجال الابتكار الحكومي والذي ينفذه مركز محمد بن راشد للابتكار بالتعاون مع جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة. والابتكار بمفهومه الإماراتي هو السعي الحثيث للأفراد والمؤسسات والحكومة للتقدم عبر توليد أفكار إبداعية واستحداث منتجات وخدمات وعمليات جديدة ترتقي بجودة الحياة بما يعزز التنافسية ويزيد من النمو الاقتصادي ويعمل على إيجاد فرص عمل جديدة بما يعزز مكانة الدولة عالميا ويسهم في تصدرها لمؤشرات التنافسية الدولية ولتصبح الإمارات الأولى عالمياً في الابتكار فقيادتنا لا ترضى إلا بالمركز الأول، الأمر الذي يحتم ضرورة العمل على وضع أفكار ومبادرات مبتكرة من خلال أنظمة وآليات تعزز مشاركة الجميع في جهود الإبداع والابتكار وتنفيذ أعمالها بطرق إبداعية تحقق قيمة مضافة وبما يتماشى مع رؤية الإمارات 2021 والاستراتيجية الوطنية للابتكار ومحاور الأجندة الوطنية والتطورات الهائلة والتقنية التي تحدث حول العالم. ومن الضروري أن تقترن هذه المبادرات بالمرونة في تحديث وتعديل بعض السياسات والأنظمة لخلق بيئة حاضنة للابتكار والإبداع. ومن الجيد أن يتم تسليط الضوء على مكونات اقتصاد المعرفة والتي تهدف إلى الاستثمار في الموارد البشرية باعتبارها رأس المال الفكري والمعرفي والاعتماد على القوى البشرية المؤهلة والمتخصصة وانتقال النشاط الاقتصادي من إنتاج وصناعة السلع إلى إنتاج وصناعة الخدمات المعرفية واعتماد التعلم والتدريب المستمرين وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بفاعلية وتفعيل عمليات البحث والتطوير كمحرك للتغيير والتنمية بهدف بناء قدرات وطنية متخصصة قادرة على قيادة العمل الحكومي وتغيير نمطيته. ومن المتوقع والمأمول من المشاركين في دبلوم الابتكار من الجهات الحكومية المختلفة أن يكونوا حافزاً للإلهام والابتكار وأن يقوموا بنشر الثقافة والمعرفة في الجهات التي يعملون بها وتحفيز زملائهم على الابتكار وتشجيعهم على اقتراح الأفكار وتعزيز قدراتهم الإبداعية وتنمية مهاراتهم القيادية وتمكينهم للمساهمة في بناء بيئة حاضنة للابتكار داعمة له من خلال إشراكهم في فرق العمل التي ستقوم بوضع الخطة الاستراتيجية والخطط التشغيلية بحيث يصبح الابتكار منهاج عمل وأسلوب حياة. لقد أدركت قيادتنا الحكيمة منذ البداية أهمية إيلاء العناية والاهتمام بالشباب في عالم تسوده الأفكار الخلاقة والمبدعة وأهمية إطلاق طاقاتهم وتسخير إمكاناتهم وأفكارهم للإبداع والابتكار، وما الإعلان قبل أيام عن استراتيجية وكالة الإمارات للفضاء إلا منعطف تاريخي في مسيرة التنمية والتقدم في الإمارات ومحرك لاقتصادها وباعث لطاقاتها وإبداعاتها وابتكارات أبنائها. واختم مقالي بكلمات مضيئة من أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: التغيرات المجتمعية السريعة، والقفزات التقنية الهائلة، والمنافسة بين الدول تجعل الابتكار ضرورة يومية في عمل الحكومة، وتوليد الأفكار اليوم ليس عملا فرديا عشوائيا، بل هو عمل مؤسسي له قواعده وأدواته ونتائجه المدروسة ومؤسسات راسخة ترعاه، الحكومة الاتحادية اليوم هي الأكثر كفاءة عالمياً حسب المعهد الدولي للتنمية الإدارية بسويسرا وهدفنا الجديد هو أن تكون الأكثر ابتكارا عالميا أيضاً. *مديرة إدارة الاتصال الحكومي -المجلس الوطني للإعلام
مشاركة :