وصف خبير النفط الدكتور طلال البذالي، ما جرى من انهيار في أسواق النفط بأنه حرب أسعار ناشئة عن "الانتقام الروسي تجاه منع أميركا لأنبوب الغاز الشمالي المفترض أن يذهب إلى أوروبا". وهوت أسعار خام برنت القياسي العالمي 30% منذ إعلان روسيا انسحابها من اتفاق خفض الإنتاج النفطي، كما تكبدت أسعار النفط خلال تداولات اليوم الاثنين أكبر خسارة يومية لها منذ حرب الخليج الثانية في 1991. وقال البذالي في مقابلة مع "العربية" إن روسيا عبر انسحابها من اتفاق صيغة "أوبك بلاس" لخفض الإنتاج أرادت أن توجه "صفعة للولايات المتحدة، تستهدف قتل النفط الصخري الأميركي عبر الهبوط بالأسعار". وأشار إلى أن تكلفة النفط الصخري، تتراوح بين 22-30 دولاراً للبرميل، ما يجعل الأسعار الحالية قاتلة لهذا القطاع الأميركي. يأتي ذلك وفق البذالي رداً على منع أميركا لمد خط أنبوب غاز روسي إلى ألمانيا. وقال إن الأسواق لم تتوقع انسحاب روسيا من الاتفاق، مثلما لم تتوقع أن ترفع السعودية إنتاجها، وأن تذهب الأمور إلى هذا المنحى. ولم يستبعد أن تدفع "حرب أسعار النفط في بيئة غير تنافسية، وفي ظل عدم وجود طلب عالمي، إلى نشوء أسوأ بيئة ربما تهبط بسعر البرميل إلى 15 دولارا إذا استمرت كل هذه الضغوط ومنها الركود العالمي، وتفشي فيروس كورونا". تراجعت أسعار النفط بشكل حاد في مطلع تعاملات اليوم الاثنين، ووصلت إلى مستويات متدنية، بعد فشل "أوبك بلس" في التوصل إلى اتفاق تعميق خفض إنتاج النفط وانسحاب روسيا من التحالف. وفي مطلع تعاملات اليوم الاثنين تداول خام برنت عند مستويات 32.5 دولار، بعد تكبده خسائر بنسبة 28.5%، قبل أن يعود ويقلص الخسائر إلى 21.8%، عند مستويات 35.5 دولار. وقلص الخام الأميركي الخفيف خسائره إلى 22.78%، عند 31.8 دولار، وذلك بعد أن كانت الخسائر قد تجاوزت 30% إلى مستوى 28.77 دولار. وكانت أسعار العقود الآجلة للنفط أكثر من 20%، لأدنى مستوى لها منذ 2016 يوم الأحد عقب إخفاق محادثات أوبك مع روسيا في التوصل لاتفاق بشأن خفض الإنتاج. وكانت روسيا قد رفضت الجمعة اقتراح "أوبك" إجراء تخفيضات كبيرة في الإنتاج من أجل استقرار الأسعار التي تضررت من التبعات الاقتصادية لفيروس كورونا. وردت أوبك بإلغاء القيود المفروضة على إنتاجها من النفط.
مشاركة :