طالب شيخ الأزهرالدكتور أحمد الطيب، بضرورة التقريب بين الحضارات وتخفيف التوتر والاحتقان في علاقة الشرق بالغرب، بعد أن سيطر على هذه العلاقة في الآونة الأخيرة الصِراع المُخيف. وأضاف في كلمته في افتتاح منتدى حكماء الشرق والغرب، الذي يعقد بمدينة فلورنسا الإيطالية، أن حوارات الأديان والحضارات في مختلف القارات لم تستطع، حتى الآن، تحديد قضايا النِّزاع المعلن والصامت بين العالَمين: العربي والإسلامي وبين الغرب، ومن ثَمَّ لَمْ تفلح في صياغة رؤية مستقبلية للخروج من هذه الأزمة العالمية، التي إن تُركت تتدحرج مثلَ كرة الثلج فإن البشرية كلَّها سوف تدفع ثمنها: خرابًا ودمارًا وتخلفًا وسفكًا للدِّماء، وربما بأكثر مما دفعته في الحربين العالميتين في النصف الأول من القرن الماضي وفي ظل التطور الذي لا يتوقف في تقنيات الأسلحة المدمرة وتغوُّل السياسات العسكرية وتسارعها، والجهود الغربية التي لا تَكلِ ولا تَملّ في أن يكون لها تواجد عسكري مسلح في معظم بلدان الشرق. وقال الطيب: إن عالمنا يقف على حافة الانهيار الحضاري، ومن أجل ذلك لمعت فكرة لقاءٍ يجمع بين نخبة محدودة من الغرب، ومثلها من الشرق، يتدارسون الأمر. وأضاف الطيب: كنت أظن أن من السهل أن يُدركَ أي باحث ماذا يعني الشرق، وماذا يعني الغرب، وأن يحدد ما بينهما من فروق تُميِّز بين المفهومين تمييزًا تامًا، مؤكداً أنه لا يكفي أنْ نُعرِّفَ الغرب بخصائصَ دينيةٍ وعرقيةٍ، كأن نقولَ: الغرب هو هذه الشعوب الأوروبية التي تَدِينُ بالمسيحية لأن هذا التعريفَ سُرعان ما يضطرب ويتفكك حين نأخذ في الاعتبار أن الملايينَ من المسلمين، الذين هاجروا إلى أوروبا وأمريكا أصبحوا خُيوطًا بارزة في النسيج الاجتماعي للغرب. وأضاف شيخ الأزهر أن التأثر والتأثير ليس وليدَ عصرِنا الحاضرِ هذا، بل هو تأثير وتأثر قديمان، نعلَمُهُما من تاريخ الحضارتين: الشرقية والغربية، ومن تاريخ المراكز الحضارية في أوروبا، التي سطعت عليها شمسُ العَرَب قديمًا واستضاءت بها، ونقلتها إلى كل الشعوبِ الأوروبية.
مشاركة :