هل «يمرض» الفن؟

  • 3/10/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قد لا يخطر ببال أحدنا عند سماع أخبار المال والأعمال والمنافسة والحروب التجارية أن تكون لهذه العناوين أو المصطلحات صلة بعالم الفن أو بفن العالم.والحقيقة أن عالم الفن بات اليوم واحداً من مكونات الاقتصاد العالمي، خاصة إذا علمنا أن حجم سوق الفن بلغ قريباً من 65 مليار دولار عام 2019. وهو خاضع لمقاييس الربح والخسارة والنمو وضعف النمو. فقد كشف تقرير أعدته شركة «بازل آرت» بالتعاون مع مجموعة «يو بي إس» المصرفية أن سوق الفن العالمي تراجع بنسبة %5 عام 2019.ولا أحد يشك في أن الفن قيمة، لكن مفهوم القيمة في الفن تجريدي في الأغلب، يتبادر إلى الذهن عند سماعه قيماً مثل الجمال والحب والإبداع. أما أن تدخل القيمة في معناها المادي في جوهر الفن فذلك، رغم أنه واقع وله خبراؤه وسماسرته، يحتاج إلى تأمل.تقول كلير أندرو، رئيسة شركة بازل آرت: «يشعر الناس بالقلق عموماً حول صوارف الانتباه العميقة التي تشغلهم عن الاستمتاع بالفنون، لكن انتشار فيروس كورونا ربما يكون له أكبر تأثير سلبي على سوق الفن»، وبرر التقرير تراجع مشتريات الصينيين من المقتنيات الفنية بنسبة %10 عام 2019، رغم أن الصين ثالث أكبر سوق عالمية للوحات والقطع الأثرية والمنحوتات بعد الولايات المتحدة وبريطانيا، بمشاكل الحرب التجارية. وبرغم أن كبار الأثرياء زادوا مشترياتهم فإن المزاج العام الذي تولد عن السياسات السلبية أثر على إنتاج القطع الفنية وتسويقها.وقد عززت سياسات الحمائية والمشاحنات السياسية بين دول العالم تراجع مبيعات اللوحات الفنية، خاصة في الولايات المتحدة التي تمثل %44 من سوق الفن العالمي؛ حيث تراجعت المشتريات فيها بنسبة %5 في نفس العام بسبب البيئة السياسية السلبية. أما في بريطانيا التي تمثل %20 من السوق العالمي فقد تراجعت مشتريات القطع الفنية فيها بنسبة %9 لنفس العام؛ بسبب عدم اليقين حول انفصالها عن الاتحاد الأوروبي.وتعكس أرقام التقرير سوء المزاج لدى شريحة معينة من مقتني اللوحات الفنية؛ حيث تراجعت مبيعات اللوحات التي تزيد قيمتها على 10 ملايين دولار بنسبة %35 عام 2019، مقارنة مع العام الذي سبقه. وتعكس هذه الحقائق أهمية الشعور بالاستقرار في ترويج وإقامة المعارض الفنية، وتفاعل عشاق الفن مع تلك المناسبات.وإذا كان الحديث عن الفن ومبيعاته يعد نوعاً من الترف بالنسبة للنسبة الغالبة من شعوب العالم، فهو أحد مكونات اقتصاد العالم شئنا أم أبينا. وإذا لم يكن لفقراء الأرض نصيب من أسواق الذهب والفضة مثلاً، فهل يغير ذلك من واقع الحال شيئاً؟ «فاينانشل تايمز»

مشاركة :