دخلت حكومة الرئيس تمام سلام في حال من الشلل بعد عدم إعلان رئيسها عن عقد الحكومة جلستها بعد غد الخميس المقبل. «وتوقع وزير الشؤون الاجتماعية شللاً لمدة قصيرة للحكومة يستفيق بعدها المعطلون». ويجري سلام اتصالات مكثفة مع الفرقاء لإخراج الحكومة من الشلل كما أنه لن يعين موعداً جديداً لجلسة مجلس الوزراء بانتظار تبلور نتائج الاتصالات والمشاورات التي تجرى للخروج من المأزق المستجد. وفي سياق متصل أكد النائب محمد الحجار «أن استخدام السلاح حق حصري للدولة لا يشاركها فيه أحد، وقرار الحرب والسلم بيدها وحدها، يتخذ في مؤسساتها الدستورية، ولا يكون أبداً تلبية لارادة وتوجيهات خارجية». وشدد على أن «أي سلاح خارج عن قرار الدولة وإمرتها هو سلاح غير شرعي مرفوض مهما كانت مسمياته وذرائعه». وأضاف الحجار خلال احتفال في إقليم الخروب أمس: «أن السيادة المرتكزة على مرجعية الدولة وحصريتها للدفاع عن الوطن وأهله، وعلى مؤسسات الدولة الحاضنة لجميع اللبنانيين دونما تمييز أو تفريق تطبيقاً لما نص عليه الدستور والطائف، هي التي جعلتنا وتجعلنا نصر على أكثر في ظل التطورات الخطيرة التي نشهدها في محيطنا، على عدم جواز الشراكة بين سلاح الجيش والقوى الأمنية الشرعية وأي سلاح آخر، وخصوصاً سلاح من يدعون الدفاع عن حدود لم يفعلوا شيئاً لترسيمها أو تحديدها كما وعدوا في مؤتمر الحوار، ويصرون على انتهاكها عبر تورطهم وتوريطهم لبنان في القتال في سوريا، رغماً عن إرادة الغالبية الساحقة من اللبنانيين دفاعاً عن نظام ساقط لا محالة». ولفت وزير العمل سجعان قزي إلى أن مصير جلسة الخميس رهن بالاتصالات السياسية التي يقوم بها رئيس الحكومة تمام سلام، فإذا كانت إيجابية سيدعو إلى انعقاد الجلسة. لكن وزير العدل السابق شكيب قرطباوي والمحسوب على عون نفى «الكلام عن وساطات أو تسويات ما فيما خصّ الشأن الحكومي»، مشدداً على «أن أي فريق لا يمكنه إلغاء الفريق الآخر في لبنان، ووضع تلويح العماد عون بتحريك الشارع في خانة الضغط باتجاه تصويب الأمور». وتعطيل عمل الحكومة جاء نتيجة مواقف «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون مدعوماً من حزب الله الذي يحاول فرض بند أول ووحيد على جدول أعمال مجلس الوزراء وهو تعيين قائد جديد للجيش خلفاً للعماد جان قهوجي. ويسعى عون لأن يكون البديل عن قهوجي صهره العميد شامل روكز، كما أن إخراج قهوجي من قيادة الجيش يعني إخراجه من السباق الرئاسي وإزاحته عن طريق عون المرشح الدائم للرئاسة منذ ثلاثين عاماً تقريباً.
مشاركة :