العديد من الصحف العربية الصادرة اليوم بالتحليل نتائج الانتخابات التشريعية التركية التي أسفرت عن فوز حزب العدالة والتنمية بأعلى الأصوات، لكنه لم يحقق الأغلبية المطلوبة للحكم منفردًا، أو تغيير الدستور ليصبح نظام الحكم رئاسيًا. امتحان صعب ويرى أسعد حيدر في المستقبل اللبنانية أن صندوق الاقتراع أصبح الحَكَم الوحيد، ما يؤكد أن تركيا اجتازت كل الامتحانات الصعبة لتثبيت الديموقراطية فيها. لكنه يحذر من أن تركيا لا تملك .. رفاهية الاستمرار في حالة سياسية مضطربة. فوراً دقت البورصة جرس الإنذار في الانخفاض الذي حصل، لذلك يجب تشكيل حكومة سريعًا. وتقول صحيفة المصري اليوم: دخلت تركيا مرحلة اضطرابات غير مسبوقة غداة الضربة القاسية التي تلقاها حزب الرئيس المحافظ رجب طيب أردوغان ... وأدت إلى تراجُع أسعار العملة والبورصة. وترى القبس الكويتية أنه مع خسارة حزب العدالة والتنمية الأغلبية المطلقة التي تخوله تشكيل حكومة بمفرده، فُتح الباب أمام أسابيع من الغموض السياسي مع تنافس الأحزاب على المشاركة في تشكيل ائتلاف، بل يرجِح العديد من المحللين أن يصل الأمر إلى إجراء انتخابات مبكرة. وتقول افتتاحية الرياض التي كتبها أيمن الحماد إن العدالة والتنمية أمام امتحان صعب قد يغير من شكله، وسيلقي بظلاله بلا شك على المشروعات الإقليمية التي طُرحت من قِبله كمسؤول عن السياسة الخارجية للبلاد خلال الفترة الماضية، لاسيما علاقات تركيا بالخليج ومصر، والأزمة السورية. وفي الدستور الأردنية، يصف عريب الرنتاوي نتائج الانتخابات التركية بالـزلزال، إذ إنها نكسة كبيرة للحزب وصفعة أشد لأردوغان. وفي الغد الأردنية، يحلل فهد الخيطان نتيجة الانتخابات قائلاً إنه بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، لا تبدو نتيجة الانتخابات التي أُجريت أول من أمس، هزيمة كبرى بالمعنى الصريح للعبارة، إذ تَصدَّر الحزب نتائج الانتخابات، لكنه فقد الأغلبية التي تؤهله لتشكيل الحكومة منفردًا. الخاسر الأكبر وانتقد عدد من الكتُاب أداء الرئيس أردوغان. عدد من الكتاب انتقد الرئيس التركي أردوغان قائلا إن أحلامه ربما تبددت. إذ يقول منذر عيد في جريدة الثورة السورية: خالي الوفاض خرج رجب أردوغان من لعبته السياسية القذرة في تركيا، وهو من عمل في البداية على التنازل عن رئاسة ’العدالة والتنمية‘ طمعًا بتحويل تركيا إلى حكم رئاسي يستأثر بالسلطة، ويعيد عهود السلاطين والسلطنة، فلم يحصل على عنب الشام ولا بلح اليمن!! وتشير تشرين السورية في تقرير بعنوان أردوغان من زراعة الإرهاب إلى حصاد الخيبة إلى أنه بضربة واحدة جاءته من صناديق الاقتراع، خسر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان رزمة واسعة من الأحلام التي عمل جاهدًا على تحقيقها. وترى البعث السورية بدورها أن عهد الانفراد بالحكم ولّى إلى غير رجعة ... وآمال أردوغان في الانقلاب على الدستور ... ضُربت بعرض الحائط. وكان أحد عناوين الأهرام المصرية الأتراك أسقطوا ديكتاتورية أردوغان. وتُشدد التحرير المصرية في تقرير على الصفحة الأولى بعنوان 59 بالمئة من الأتراك ضد ’السلطان أردوغان‘ على أن الخاسر الأكبر ... هو الرئيس أردوغان ... الذي تحطمت أحلامه في تعديل الدستور وتشكيل نظام رئاسي. وفي النهار اللبنانية، يقول راجح الخوري نتفت الانتخابات التركية ريش الطاووس المتشاوف رجب طيب أردوغان الذي يحاول أن يطرح نفسه سلطان زمانه، وها هو يدفع ثمن سياساته الاستعلائية. لكن حمود الحطاب في السياسة الكويتية له رأي آخر. لن تؤثر نتيجة الانتخابات هذه على خطة السيد الطيب أردوغان وحزبه في الاستمرار في عملية التنمية في تركيا التي لم يشهد التاريخ لها مثيلا، وهي مصدر احترام لكل المراقبين السياسيين والاقتصاديين.
مشاركة :