تواصل الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق في طرابلس خرقها لهدنة وقف إطلاق النار في العاصمة الليبية، وسط صد الوحدات العسكرية التابعة للجيش الوطني للهجمات التي يقوم بها المسلحون على تمركزات القوات في محاور طرابلس. وقال اللواء أحمد المسماري المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، إن هدنة وقف إطلاق النار هشة للغاية، مؤكداً أن موافقة القوات المسلحة على الهدنة جاءت تلبية لمطالب بعض الدول التي تحاول تعزيز الحل السلمي للأزمة الليبية. وأكد المسماري في حوار لـ«الاتحاد»، أن القيادة العامة للقوات المسلحة تحارب الإرهابيين والمجرمين في البلاد، مشيراً إلى تمسك قوات الجيش الليبي بحق الرد على خروقات مسلحي الوفاق للهدنة، لافتاً إلى أن الهدنة تخترق بشكل يومي وسط خروقات قتالية للميليشيات باستهداف تمركزات الجيش والمدنيين بالمدفعية والقذائف. وأوضح المسماري أنه مع استمرار استجلاب الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا وتدخل الجيش التركي باتت الخروقات أكبر، وهو ما دفع الجيش الوطني لاستهداف ميناء طرابلس وبعض الأهداف التركية داخل قاعدة معيتيقة الجوية في طرابلس للحد من الوجود التركي. واعتبر المسماري هدنة طرابلس هشة للغاية ومنتهية لأن الاشتباكات المسلحة بشكل يومي، مشيراً إلى محاولة الميليشيات المسلحة القيام بعملية عسكرية شاملة في طرابلس وبوقرين شرق مدينة مصراتة، مؤكداً أن الميليشيات المسلحة تدرك أن الوضع الحالي هو في صالح القوات المسلحة الليبية، والوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار سيكون بشروط القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية وأولها حل الميليشيات وجمع السلاح. وحول اجتماعات المسار العسكري في جنيف، أكد المسماري أن اجتماعات العسكريين في جنيف غير واضحة سواء في وجود غسان سلامة أو مبعوث أممي آخر، مؤكداً تمسك قيادة الجيش الليبي بشروط القبول بأي حوار عسكري وفي مقدمة ذلك القضاء على فوضى انتشار السلاح والقضاء على الإرهاب، موضحاً أن قيادة الجيش الوطني تتمسك بحل الميليشيات وتسلم الأسلحة وخروج المرتزقة السوريين، وتعهد دولي بإبعاد أردوغان عن الملف الليبي. ولفت المسماري إلى تمسك القيادة العامة للجيش الليبي بشروطها للانخراط في أي حوار مستقبلي حال رغبت الأمم المتحدة في التوصل لحل للأزمة الليبية، مؤكداً أن اجتماعات المسار العسكري في جنيف فاشلة بسبب مشاركة أحد أعضاء وفد حكومة الوفاق في العمليات العسكرية واستهدافه للمدنيين بصواريخ جراد. وأشار المسماري إلى تخصيص فايز السراج ملياري ونصف دينار ليبي نقداً سيولة للميليشيات في الرابع من أبريل 2019 في الوقت الذي يعاني منه المواطن في طرابلس، ووصل حجم مصروفات حكومة الوفاق في الأسابيع الأولى منذ إطلاق عملية طوفان الكرامة لتحرير طرابلس إلى 12 مليار دينار ليبي أنفقت للتسليح، وتم تهريب جزء منها إلى تركيا، وهربت حكومة الوفاق أكثر من 25 مليار دولار إلى تركيا. وحول عدد الطائرات التركية المسيرة التي تم إسقاطها، أكد المسماري إسقاط القيادة العامة للجيش الليبي لعدد كبير من الطائرات التركية المسيرة في محاور طرابلس منذ الرابع من أبريل 2019، موضحاً أن أنظمة الدفاع الجوي التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي أثبتت سيطرتها الكاملة على منطقة الحظر الجوي، وقادرة على إسقاط أي طائرة على أي ارتفاع، والطائرات التركية المسيرة بدائية للغاية مقارنة بطائرات أخرى، ولدي قيادة الجيش الليبي القدرة الكاملة على إسقاط أي طائرة تركية مسيرة. وبسؤاله عما ما تريده تركيا في ليبيا، لفت المسماري إلى أن ما تقوم به تركيا هو جزء لما تريده من المنطقة بالكامل ويسعى أردوغان لاستعادة الإمبراطورية العثمانية والسيطرة على البلدان التي كانت تحت حكم الدولة العثمانية، والسيطرة على ليبيا التي تنتج مليوني برميل من النفط يوميا وكميات ضخمة من الغاز، بالإضافة إلى تمكن من يسيطر على ليبيا مساومة الاتحاد الأوروبي. كانت مصادر فرنسية قد كشفت عن تسليم قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر ملفاً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مرتزقة تركيا في طرابلس قبل توجه إلى برلين مساء الاثنين الماضي. وحسب مصادر لراديو فرنسا الدولية، رفع المشير خليفة حفتر إلى ماكرون ملفاً من مئات الصفحات بمعلومات عن مرتزقة سوريين نشرتهم تركيا في طرابلس، كان بعضهم يهدف إلى الهجرة إلى أوروبا.
مشاركة :